ظهرت خلال الفترة الأخيرة بعض حالات الإصابة بالالتهاب السحائي بين الأطفال, ورغم أن هذه الحالات محدودة الا أنه يجب أخذها في الاعتبار نظرا لخطورة هذا المرض علي حياة أطفالنا وصحتهم.
ولهذا المرض طبيعة خاصة ـ كما يقول د. حمادة الحضري أستاذ طب الأطفال بكلية طب قصر العيني ـ فهو قاتل إذا لم يتم اكتشافه مبكرا, ولا تقتصر الإصابة به علي مرحلة عمرية بعينها حيث يصيب جميع الأعمار, ولكن الأطفال الأقل من خمس سنوات هم الأكثر عرضة للإصابة به, وأيضا من يعانون ضعفا في الجهاز المناعي, والمصابون بأمراض الكلي والقلب والصدر.
والالتهاب السحائي ينتج عن عدوي بكتيرية تصيب الأغشية التي تحيط بالمخ والحبل الشوكي والمعروفة بـالسحايا, وتعد بكتيريا المكورات الرئوية السبب الرئيسي لإصابة الأطفال الأقل من خمس سنوات بالالتهاب السحائي البكتيري حيث تسجل من ثلاثة آلاف حالة حتي ستة ألاف إصابة جديدة بين الأطفال بهذا المرض كل عام.
أما بالنسبة للأعراض التي يمكن للأم ملاحظتها في حالة إصابة حديثي الولادة والأطفال الصغار يقول د.حمادة الحضري انه قد تغيب الأعراض المعروفة للمرض مثل الحرارة والصداع وتصلب الرقبة وقد لا تظهرهذه الأعراض بوضوح, ولكن قد يعاني الطفل فقط من أعراض أخري مثل قلة النشاط والحركة والعصبية وسرعة الغضب والقيء وفقدان الشهية, وفي هذه الحالة لابد أن يعرض الطفل علي الطبيب المختص حيث ينصح بإيداعه أحد مستشفيات الحميات لحين إتمام شفائه, وفي هذه الفترة يتم التعامل مع الطفل المريض بالحذر واجراء الاحتياطات مثل غسل اليدين بكحول قبل وبعد الزيارة وعدم الاقتراب منه إلا بارتداء الكمامة حيث ينتقل المرض عن طريق الرزاز.
وحول طرق الوقاية يقول: يجب عدم الاختلاط في الأماكن المزدحمة, كما يفضل في الأوقات التي يتم فيها انتشار المرض اعطاء الأمصال للوقاية منه, ويؤكد أنه بدون العلاج المناسب أو التأخر في اكتشاف المرض فإن الأطفال المصابين معرضون للوفاة أو للإصابة باضرار مختلفة قد تلازمهم مدي الحياة, فقد يعاني الطفل من نوبات تشنجية أو صمم, أو تضرر أنسجة ووظائف المخ, فإحذري من الالتهاب السحائي فهو خطر يهدد حياة طفلك.
