يُمثل سفر الحامل خطورةً على المرأة التي تتمتع بصحة جيدة وتمر بفترة حمل طبيعية. لكن الحوامل يُنصحن مع ذلك باستشارة أطباء النساء والتوليد، وإخبارهم بموعد السفر وبمدة الرحلة وغيرها من التفاصيل ذات الصلة لمعرفة مدى تأثير ذلك على صحتهن إيجاباً أو سلباً.
أما بالنسبة للنساء اللاتي يعانين أمراضاً، كفقر الدم المنجلي واضطرابات تجلط الدم ونقص تدفق الدم إلى المشيمة، فإن سفرهن خلال الحمل قد يعرضهن لبعض المضاعفات. وبالإضافة إلى هذا، يفضل بعض الأطباء تقييد أسفار المرأة بعد تجاوزها الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل لوقايتها من مخاطر الولادة المبكرة.
ويقول اختصاصي الصحة الإنجابية بعيادات “مايوكلينيك” الدكتور روجر هارمز، إن أفضل وقت لسفر الحامل هو فترة منتصف الحمل، أي ما بين الأسبوع الرابع عشر والأسبوع الثامن والعشرين، لكن الحامل يمكنها السفر في غير هذه الأوقات إن حصلت على تصريح طبيبها وموافقته، وإن كان جدول سفرها مرناً، أو رحلتها قصيرة أو غير متعبة.
ويوصي خبراء “مايوكلينيك” الحوامل باتخاذ الاحتياطات اللازمة وبعض الخطوات من أجل تقليل مخاطر الولادة المبكرة، أو أية مضاعفات أخرى عند سفرهن جواً، وذلك من قبيل:
◆ استفسار شركة الطيران المقرر السفر على متنها بشأن لوائحها التنظيمية الخاصة لسفر الحوامل. فالسياسات التي تتبعها خطوط الطيران غير موحدة، وتختلف من شركة لأخرى، وبحسب الوجهات ومدة كل رحلة.
◆ انتقاء مقعد الجلوس بعناية.. فاختيار مقعد أمامي يوفر للحامل راحة أكبر وفضاء أرحب وأريح للجلوس ومد ساقيها وتخفيف الضغط عن صدرها وجذعها.
◆ معرفة كيفية ربط حزام الأمان.. فبخلاف المسافرين الآخرين، ينبغي على الحامل أن تحرص على ربط حزام الأمان عند إقلاع الطائرة وهبوطها على مستوى أسفل البطن وأعلى الفخذين.
◆ تعزيز تدفق الدم في الجسم.. وذلك عبر المشي بين الفينة والأخرى بين ممرات الطائرة، مع تمرين كاحلي القدمين، وتحريكهما باستمرار عند الجلوس.
◆ الإكثار من شُرب الماء.. فتدني مستوى الرطوبة على متن الطائرة يقود إلى جفاف جسم الشخص العادي. فما بالك بالمرأة الحامل؟ فهي تحتاج إلى وقاية جسمها وجسم جنينها من الجفاف، ما يُحتم عليها شرب كميات كافية من الماء، وعدم الاكتفاء بتلك الكُوَيْبَات الصغيرة التي يوزعها مضيفو الطيران من حين لآخر، فهي لا تكفيها بالمرة.
ويُلفت خبراء “مايوكلينيك” أيضاً إلى أن انخفاض ضغط الهواء خلال تحليق الطائرة يؤدي نسبياً إلى تقليل كمية الأوكسجين في دم الراكب، لكن ذلك لا يضر بصحة من يتمتع بصحة جيدة، بمن فيهم الحامل. كما يضيفون أن التعرض للإشعاع المرتبط بالسفر جواً بسبب التحليق على ارتفاعات عالية لا يُشكل خطورة على معظم المسافرين على متن الطائرة. وإذا كان أفراد طواقم الطائرة من ربابنة ومضيفين ومساعدين وغيرهم معرضين لكميات أكبر من الإشعاع بسبب كثرة أسفارهم الجوية، فإن المسافرين الدوريين يبقون في مأمن من هذه المخاطر الإشعاعية المحتملة.
وفي حال اضطرت المرأة الحامل إلى كثرة السفر جواً بسبب طبيعة عملها أو غيره، فعليها أخذ موافقة طبيبتها حتى تحدد لها عدد الساعات القصوى التي لا ينبغي عليها تجاوزها في السفر جواً كل شهر لحماية صحتها، وصحة مولودها المرتَقَب.