صانع الدهشة وطفل الموضة الفرنسية الشقي الذي أبهر العالم علي مدي سنوات بتصميماته غير العادية والتي تحمل غرابة ولذعة الاختلاف لم يكن يختار عارضاته كغيره من الجميلات بل كان يستخدم الرجال المسنين والنساء المغطي جسمهن بالتاتو وذوات الملامح الرجولية ولم يكترث كثيرا للنقد فمنذ سن صغيرة بدأ يبعث بسكيتشاته لكبار المصممين ولم يخضع للتدريب أو الدراسة بل اعتمد علي موهبته التي لفتت نظر
ومن يومها عرف واشتهر بالاختلاف والتفرد والصدمة وكان يقدم أزياء من وحي الشارع حتي مجموعاته من الأوت كوتور فيها مرح وبساطة مما قربه من النساء علي اختلاف أعمارهن فكن يخترن أزياءه لأناقتها والحيوية التي تحملها ووصفه النقاد بانه يعبر عن روح العصر من خلال تصميماته فقد طرح الجونلات السكوتلاندي للرجال والأزياء المنحوتة لمادونا في التسعينيات وكان وراء شكل النجمة المميز خلال جولاتها ولعل من أنجح مجموعاته للاوت كوتور تلك التي أطلقها عام 1997 ومن خلالها تظهر قدرته علي الإبداع والابتكارمن وحي الحضارات والثقافات المختلفة من الشرق والغرب فقد تأثر بالهند والشرق الأقصي وبدا ذلك واضحا في تصميماته التي حملت نكهة أسفاره وجولاته حول العالم فكان كالبحار الذي يجوب بقاع الأرض ويعود ليغمس فرشاته ليرسم تصميمات عبقرية تمنح المرأة العصرية مرادها من الجمال والتألق والاختلاف وعلي مدي سنوات قدم خطوط أزياء الرجال والأطفال وعطور ومستحضرات تجميل وأيضا أثاثا يحمل توقيعة ولعل مجموعته للأوت كوتور لخريف وشتاء 2012 هي التعبير الأمثل عن المرحلة التي وصل إليها جون بول جوتييه من النضج والتوازن بين ذوقه ورغبته للجموح والكلاسيكية والرقي في التصميمات والخامات فكانه يزاوج ما بين الأزمان في تصميمات مستوحاة من أناقة نجمات هوليوود والمعاصرة التي لا تخرج عن الابتكار في الخطوط فالريش يكلل الفساتين بدلا من الفراء ويغزو البلاطي من الجلد والفساتين من الشيفون المطعم بأدوار من الفراء والدانتيل ونري لديه الحرير والساتان والجرسيه في البالطو الفستان مع الجلد الأحمر والأسود وقد استخدم شريط اللاسيه الحريري وطوعه ليلفه في زخارف وزهور مطرزا به صفحات الشيفون في فساتين كلوش وطويلة برقة ونعومة متناهية ويمكن أن نلاحظ دخول التريكو بلمسة بسيطة مع الجونلة الكلوش ووجود النحت علي الحرير بعمل تموجات علي الصدر والجانبين ووجود شرائط حرة في الفستان وكذلك البوليرو من الجلد المنفوخ والمكلل بالريش وقد بني بضعة فساتين بالكامل من الريش وجعل بقية الفستان مجرد درابيه من النسيج المفضض أو الشيفون الداخاني وباليتة جوتييه لهذا الشتاء كلاسيكية ضمت الأسود والأبيض والعاجي والشمبانيا والعسلي والأحمر والنبيتي والأخضر الداكن والبني وخلت من الأزرق اللون الشائع لهذا الشتاء ولكن يمكن أن نلمس كلاسيكية ملكية في خطوطة وروح الطيور في نسائه ليدهشنا بمرحلة جديدة في إبداعه ليكون رجل الموضة الفرنسية الشقي .