الخلافات الزوجية التي تنشب بين الأب والأم يتأثر بها الأبناء وتؤثر في نفسيتهم خاصة عندما يلوح احدهما بالانفصال وطلب الطلاق‏,‏ والأخطر عندما يحاول كل طرف استمالة الأبناء لمصلحته ويحاول احدهما ان يبدو في صورة الطيب والآخر هو الشرير‏.‏

والأبوة واجبات ومسئولية, وحماية الأبناء نفسيا تحتاج الي سلوكيات واعية من الوالدين عند حدوث اي خلافات بينهما.. هذه بداية كلمات د. فطيم كريم استاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة الذي يطلب إخفاء حدوث مشكلة اسرية عن الأبناء خاصة اذا تخطوا مرحلة الطفولة, لأن الأسرة كيان متكامل من الزوجين والأولاد لكن بشرط عدم الدخول في التفاصيل.. بل يجب ان يتعلم الأبناء أن الحياة ليست بأكملها أيام سعادة مستمرة انما هي مزيج بين الأفراح والأحزان والاتفاق والاختلاف لأن القيم التي يتعامل بها الأزواج تنتقل الي الأبناء, لذلك يجب ان يتعامل الزوجان باحترام حتي في حال الاختلاف. وطبيعيا ان يشعر الابن والابنة بحالة التوتر في البيت وحين يوجه احدهما سؤالا عن المشكلة فعلي الطرفين الإجابة بإنها اختلافات في وجهة النظر حتي يتقبلها الأبناء.
وعن مشاركة الأبناء في الخلافات أشار الي ان بروز العدوان داخل الأسرة من النتائج السلبية للخلافات الزوجية التي تؤثر علي نفسية الصغار, فأحيانا يخرج الأب انفعالاته علي الأولاد فيضربهم, وتسمي هذه الحالة’ التفريغ الانفعالي’ والأم تلجأ الي استقطاب الأبناء بشرح عيوب الأب واستهتاره بوجودهم, وأنها هي الأم الحنونة وهو الشرس فتغمر الأبناء بالحب والعطايا لكسبهم لصفها ضد والدهم وأحيانا يفعل الأب ذلك مما يوقع الأولاد في تشتت نفسي وتداخلات معقدة توقعهم في الحيرة والخوف من الغد الذي فيه ستنهار الاسرة, لذلك يجب ان يتمتع الوالدان بوعي كاف لأثر خلافاتهما لتقليل كم الضرر النفسي علي الأبناء في حال استحالة العشرة وقرار الانفصال لتظل صورة الوالدين في نفس الأبناء مشرقة.., فتشويه الواقع ليس في مصلحة الأولاد, لذا لايجب لجوء أحد الوالدين الي الكذب علي الأبناء كأن يقال: والدكم كان يسبني ويضربني.. وكأن يقول الأب: تحملت منها الكثير فهي قبيحة ومهملة.. لأن تلك الكلمات علي قدر سهولة نطقها علي قدر بشاعة أثرها في نفس الأولاد.

.. ويري الدكتور فطيم ان حدوث الخلافات بين الوالدين توقع الأبناء في حيرة اتخاذ جانب احدهما وتفضيل حضانة احد الوالدين ويفسر ذلك ان الأم هي الأكثر وجودا في المنزل مع الأبناء فهي تذاكر لهم وتعطي الأوامر وتعاقب المخطيء وتتمثل شخصيتها بالشريرة امام الأبناء الذين يجهلون مصلحتهم بسبب صغر عمرهم, فنجدهم يهربون من سيطرتها بطلب ان يعيشوا مع والدهم واتخاذ موقف التأييد له وتحاول الأم استمالة الأبناء تجاهها بالدموع تارة وبالإغداق والتساهل مرة اخري, لكن الحقيقة ان الوالدين أخطا منذ البداية, فالأم عليها التنسيق مع الأب لتحقيق التوازن الأسري فلا موافقة علي طلب للأبناء الا باستشارة الأم وعدم تسفيه آرائها أمام الأبناء فيجب ان يكون لكل من الوالدين دور محدد وتقدير واحترام.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *