يتمتع الأثاث العتيق بقيمة معنوية ومادية، لذا يرغب مقتنيه في أن يظل محتفظاً به لأطول فترة ممكنة. ولكي يعيش الأثاث العتيق عمراً طويلاً بحالة جيدة، يجب على مقتنيه أن يوفر له جو غرفة ملائماً. وأوضح خبير ترميم الأثاث بالعاصمة الألمانية برلين، مانفريد شتورم لارونديلا، أن الأثاث الخشبي على وجه الخصوص يعاني الطقس الذي يسود المنازل العصرية المعزولة جيداً؛ إذ يلحق ضررٌ بالخامات القديمة بفعل درجات حرارة الغرفة العالية والتوزيع الحراري المتساوي عبر مكيف الهواء المركزي وكذلك الهواء الجاف.
وإذا كانت رطوبة الهواء منخفضة بشدة، فتلحق بالأثاث أضرار ناجمة عن جفاف الهواء، مثل الشقوق وإزالة القشرة. كما أن الارتفاع الشديد في رطوبة الهواء يجعل الأثاث يتمدد. لذا ينصح الخبير الألماني بأن تسود رطوبة معتدلة في الغرفة تراوح بين 50 و60٪. ويمكن الوصول إلى هذه النسبة بوساطة مرطب الهواء البارد الكهربائي مثلاً.
كما يجب أن تكون درجة حرارة الغرفة ملائمة، إذ أوضح لارونديلا أن درجة الحرارة التي تسود في المتاحف لا تتعدى 18 درجة مئوية؛ لأن درجات الحرارة العالية قد تسرع من وتيرة تقادم التحف الفنية. وعن درجة الحرارة المناسبة في الغرف المنزلية. ويقول لارونديلا «يمكن أن تصل درجة حرارة الغرف المنزلية إلى 22 درجة مئوية». ولكن الخبير الألماني ينصح بألا تتعدى درجة الحرارة 20 درجة مئوية في الغرف التي تضم بين جنباتها أثاثاً ذا قيمة عالية جداً. ومن المعروف أن طبقة العتق تمنح الأثاث القديم مظهراً جذاباً ومتفرداً. وأوضح خبير ترميم الأثاث الألماني كيفية العناية بالأثاث القديم، قائلاً «عند العناية بخزائن الثياب والطاولات العتيقة لا يكون من المهم جعلها تبدو كالجديدة، وإنما الحفاظ على شخصيتها وتجنب تعرضها لتلفيات». لذا ينبغي على مقتني الأثاث العتيق عدم استعمال مواد العناية التقليدية؛ لأنها قد تحتوي على السيليكون مثلاً، الذي يكوّن طبقة على الأثاث، يتعذر على خبراء الترميم إزالتها مرة أخرى. وفي المعتاد تكفي إزالة الغبار عن الأثاث بصفة منتظمة. كما أن شمع الأثاث العتيق أثبت جدارته وكفاءته في الحيلولة دون تكون الاتساخات وبقع المياه على سطح الأثاث.