محاولات جادة للانتصار علي السرطان بكل صوره خصوصا سرطان الثدي لأنه يصيب الفتيات في عمر الزهور ويأتي العلاج الموجه كأحد أهم الثورات العلمية وكعلاج مساعد للسرطان فاتحا أبوابا من الأمل كخطوة علي الطريق للاستغناء عن العلاج الكيميائي, حيث أكد الخبراء أن ارتفاع أسعار العلاجات الذكية الموجهة يعد من أهم العقبات إلا أنها تحقق نتائج جيدة ومبشرة في العلاج خصوصا في المراحل الأولي من السرطان.. الإحصائيات تشير إلي أنه يصاب حوالي من 8% إلي 10% من النساء بسرطان الثدي مما يجعل هذا النوع من السرطان الأكثر شيوعا لدي السيدات.
يري د. حمدي عبد العظيم أستاذ الطب النووي والأورام بكلية طب جامعة القاهرة أن المجتمع الطبي في مصر والعالم العربي في طريقه للفوز في معركته ضد سرطان الثدي. لقد حقق العلاج الموجه طفرة كبيرة في مجال علاج سرطان الثدي فوصلت نتائجه إلي 98% ,
ونحن الآن علي علم بأحدث بروتوكولات العلاج الفعالة, الأمر الذي يضمن مواكبة بروتوكولات العلاج العالمية لأفضل الممارسات الطبية والعلاجية علي المستوي العالمي في مجال سرطان الثدي. فنحن لدينا تداعيات نفسية واجتماعية نتيجة الخوف من سرطان الثدي وهو مايحدث عادة في سن العمل والنضوج والعطاء وهو يحتاج منا جميعا إلي العناية والمساندة والوعي فما زلنا نري حالات متأخرة مع أنه من السهل اكتشافه مبكرا وإنقاذ النساء منه والدولة اليوم اصبحت تقدم خدمة الكشف المبكر بالمجان مشيرا إلي ان سرطان الثدي في أوروبا وأمريكا أعلي بكثير من المنطقة العربية, مشيرا إلي أن العلاج الموجه أصبحت نتائجه فوق الممتازة ،
ولكنه للأسف مكلف جدا ومن خلاله يمكن الحفاظ علي الثدي بدون بتره بالكامل وأمكن الآن حتي في هذه الحالة إعادة بناء الثدي من جديد وزرعه إذا جاءت الحالة متأخرة, وقال إن العلاج بالإشعاع أصبح متقدما جدا والتكنولوجيا الجديدة جعلته أكثر أمنا فنحن نحافظ علي صحة المرأة ليس فقط من باب الجراحة وإنما من خلال العلاجات الحديثة التي تعطي من أجل عدم الانتشار له هذا العلاج كما يقول نقلة كبيرة لأنه يزيد من فرص الحياة لهؤلاء المرضي فكل سنة تعيشها المرأة وهي تتعاطي هذا الدواء تكلفنا 27 ألف دولار ويقدم في اوربا لنحو 400 ألف مواطنة, مشيرا إلي ان ابن سينا أول من قال في كتاب قانون الطب, إن التشخيص المبكر لسرطان الثدي هو الانفتاح
أما د. رباب جعفر أستاذ الأورام بمعهد الأورام فتقول إن سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان انتشارا بين السيدات من إجمالي حالات السرطان التي تصيب النساء بوجه عام. ولكن الأمر المبشر أن هذا السرطان هو المرض المزمن الوحيد الذي يمكن الشفاء منه, حيث تبلغ نسبة شفاء المرضي بسرطان الثدي 90% في حالة الاكتشاف المبكر للمرض, مشيرة إلي أن أعداد الاصابة في العالم الغربي عالية بالمقارنة بالوطن العربي بسبب الحياة ونوعية الغذاء فمازال العالم العربي يستخدم الخضراوات والفاكهة بينما هم يعتمدون علي الأغذية المحفوظة والتيك اواي.
وتقول: إن التدخين هو العامل الرئيسي والمشترك للعوامل المسببة للسرطان, بالإضافة إلي الهرمونات والأسمدة الزراعية والتي ارتبطت ايضا بحالات الإصابة في الدول العربية فبين كل مائة ألف يصاب 60% من العرب أعمارهم تقل عن 29 عاما واكثر من 29 عاما يصاب 179 حالة جديدة بلبنان لكل مائة ألف أما أمريكا فهناك 541 شخصا اصابة جديدة لكل مائة ألف اي ما يعادل اربعة أضعاف الإصابة بالشرق وفي بريطانيا هناك 403 حالا لكل مائة ألف
واوضح الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ الأورام بجامعة القاهرة أننا يمكننا الانتصار علي سرطان الثدي فنحن ينقصنا ثقافة الوعي والاكتشاف السريع المبكر للمرض فنسب الشفاء تصل إلي 90% كما اشار إلي أن سرطان الثدي يعد السبب الرئيسي للوفاة خاصة في الأعمار اقل من 65 عاما أي أكثر من مليون حالة في السنة .
وعن البدائل العلاجية لسرطان الثدي يقول يتوقف هذا النوع من العلاج علي نوع وحجم الورم ومدي انتشاره خلال مرحلة التشخيص المبدئي, ويمكن استخدام العلاجات الموجهة لتقليل حجم الورم قبل التدخل الجراحي لاستئصاله .
يوفر هذا العلاج فرصة أفضل للمحافظة علي الثدي جراحيا, وتحديد درجة حساسية الورم للأدوية المستخدمة, وهو الأمر الذي يساعد علي تحديد نوعية العلاجات المستخدمة بعد الجراحة.
ويعتمد نوع التدخل الجراحي علي مرحلة المرض, و الورم, العمر, الحالة الصحية العامة, وأخيرا اختيارات كل من الدكتور والمريضة. قد يستأصل الجراح الورم فقط, أو جزءا من الثدي مع الغدد الليمفاوية (الاستئصال الكامل المعدل) أو الاستئصال الكامل للثدي (استئصال جراحي كامل).
يصاحب الجراحة عادة عدد من العلاجات المساعدة مثل العلاج الإشعاعي, الهرموني, أو الكيميائي بهدف زيادة فرص المريضة في الشفاء.
ويلتقط خيط الحوار الدكتور هشام الغزالي أستاذ جراحة الأورام بجامعة عين شمس الذي اعلن انه يمكن الوقاية والعلاج من أورام الثدي عن طريق عقارات جديدة للعلاجات الموجهة تستخدم بدون العلاج الكيميائي في علاج أورام الثدي ما قبل العملية الجراحية, أو استخدامها مع بعضها البعض بدون أو مع العلاج الكيميائي, وقد أدت طرق الاستخدام هذه إلي ارتفاع معدلات الاستجابة الباثولوجية الكاملة أي ما يعني عدم وجود أي خلايا ميكروسكوبية للمرض قبل العملية الجراحية لتصل إلي 70% . ويعتبر أهم أنواع العلاج الموجه هو عقار الهيرسيبتن الذي اتفق علي استخدامه لمدة عام من قبل جميع الخبراء العالميين في الحالات التي تحتوي علي مولد الورم هير2 بكثرة وبالتالي تكون صالحة لهذا النوع من العلاج المناعي, ولهذا العلاج أثار جانبية لا تذكر.
قال: إن الاكتشاف والعلاج المبكر لسرطان الثدي يزيد من فرص نجاة المصابة, فحوالي 50% من الحالات المصابة التي يتم اكتشافها مبكرا يمكن شفاؤها, أما بالنسبة للحالات المتقدمة التي تكتشف متأخرا, فتقتصر الجهود العلاجية في الغالب علي الحفاظ علي الحالة الصحية للمريضة لأطول فترة ممكنة.
ويحدث سرطان الثدي أساسا في الغدد اللبنية أو في القنوات اللبنية التي توصل اللبن للحلمات. ويقسم سرطان الثدي إلي أربع مراحل:
المرحلة الأولي: يقتصر السرطان في تلك المرحلة علي الثدي فقط (مرحلة مبكرة)
المرحلة الثانية: ينتشر السرطان في الأنسجة المحيطة مثل العقد الليمفاوية تحت الإبط (مرحلة متقدمة موضعيا)
المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان في الأنسجة المحيطة بالقفص الصدري (مرحلة متقدمة موضعيا)
المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان في بقية أعضاء الجسم (مرحلة متقدمة أو متنقلة)
وتستكمل الدكتورة ابتسام سعد الدين أستاذ الأورام بجامعة القاهرة, فتوضح أن هناك العديد من أنواع سرطان الثدي التي تتطور بمعدلات مختلفة, وبالتالي تستجيب بشكل مختلف للعلاج, مما يعني أن النسيج السرطاني يجب أن يخضع لعدد من الاختبارات لتحديد نوع الورم وقالت إن هناك العلاجات الموجهة الحديثة وهي الأمل الجديد في علاج الأورام, حيث استخدامها لا يؤثر علي الخلايا السليمة والأمل أن يغطي جميع الأورام ولا يتم تركيزه علي علاج نوع معين مؤكدة ضرورة الوعي لكل امرأة لتجنب هذا المرض البسيط في علاجه اذا ما تم اكتشافه مبكرا وينقذ الملايين من النساء من تطور مراحله.
و قالت الدكتورة هبة الظواهري رئيس قسم طب الأورام بالمعهد القومي للأورام إن سرطان الثدي يعد من أسهل أنواع السرطانات قابلية للشفاء حيث تبلغ نسبة الشفاء في حالة الاكتشاف المبكر حوالي 98% وأن نسبة الاعتماد علي العلاجات الموجهة بلغت 7% من إجمالي علاجات السرطان المختلفة خلال عام 2000, بينما قفزت تلك النسبة في عام 2010 إلي 51%, ومن المتوقع أن تبلغ تلك النسبة 71% في عام 2015′.