ما هو أفضل علاج لآلام الرقبة؟ أظهرت أبحاث حديثة أن الحصول على معالجة يدوية أو ممارسة تمرينات بسيطة، تخفف من آلام الرقبة بصورة أفضل من الاعتماد على تناول المسكنات.

تعد الدراسة الجديدة واحدة من عدد قليل من الدراسات التي تتناول المقارنة بين العلاجات المتعددة لآلام الرقبة، وهي المشكلة التي تؤثر على ثلاثة أرباع الأميركيين في أي من مراحل حياتهم، ولكن لا يوجد علاج مؤكد لها. وفي حين يسعى العديد من الأشخاص إلى الحصول على معالجة يدوية على يد خبراء تقويم العظام (أو الإرجاع الموضعي للفقرات)، إلا أن الدليل الذي يدعم مدى جدواها ما زال محدودا.

آلام الرقبة

* ولكن الدراسة الجديدة، التي نشرت في دورية حوليات الطب الباطني «ذا أنالز أوف إنترنال مديسن»، اكتشفت أن تلقي علاج يدوي أو ممارسة تمرينات بسيطة في المنزل أفضل من تناول الأدوية مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين أو المخدرات في تسكين الألم.

يقول الدكتور غيرت برونفورت، أحد مؤلفي الدراسة والأستاذ الباحث في جامعة نورثويسترن للعلوم الصحية في ولاية مينيسوتا: «تتضاءل هذه التغييرات على مدار الزمن، ولكنها ما زالت موجودة. حتى بعد مرور عام، كانت هناك اختلافات بين المجموعة التي خضعت للمعالجة اليدوية للعمود الفقري وتلك التي تناولت الأدوية».

إن آلام الرقبة المتوسطة والحادة من أبرز الأسباب التي تستدعي زيارة أطباء الرعاية الأولية، حيث يتردد عليهم الملايين سنويا. بالنسبة للمرضى، من الممكن أن تكون المشكلة صعبة الحل. وفي بعض الحالات، تظهر آلام الرقبة وتيبسها بدون سبب، وتتنوع أمامها خيارات العلاج. ومن بين الخيارات المنتشرة العلاج الطبيعي ومسكنات الألم والمعالجة اليدوية للعمود الفقري، ولكن ما دفع الدكتور برونفورت إلى إجراء الدراسة هو قلة الأبحاث الموجودة في هذا الشأن.

يقول الدكتور برونفورت: «كان هناك فراغ في الأبحاث العلمية المتعلقة بماهية وسائل العلاج الأكثر فائدة». ومن أجل اكتشاف ذلك، استعان الدكتور برونفورت وزملاؤه بمجموعة كبيرة من البالغين الذين يعانون من آلام العنق التي لا يعرف لها سبب محدد. وتمت بالاستعانة بـ272 مشاركا أغلبهم عن طريق منظمة كبيرة للحفاظ على الصحة ومن خلال نشر إعلانات، قسمهم الباحثون إلى ثلاث مجموعات وتابعوهم على مدار نحو ثلاثة أشهر.

مقارنة أنواع العلاج

* تم اختيار مجموعة منهم لزيارة معالج يدوي في جلسات مدتها 20 دقيقة طوال فترة الدراسة، ليصل متوسط عدد الزيارات إلى 15 زيارة. وكلفت المجموعة الثانية بتناول مسكنات الألم مثل أسيتامينوفين، وفي بعض الحالات – تحت إشراف طبيب – تناول علاج أقوى مثل المخدرات ومرخيات عضلية. واجتمعت مجموعة ثالثة مرتين مع أخصائيين في العلاج الطبيعي قدموا للمشاركين تعليمات حول تمارين بسيطة وخفيفة للرقبة يمكنهم ممارستها في المنزل. وتم تشجيعهم على تكرار كل تمرين من خمس إلى عشر مرات وذلك ثماني مرات يوميا. (يمكن الاطلاع على تلك التمرينات على موقع www.annals.org).

بعد مرور 12 شهرا، حققت المجموعتان اللتان لم تتناولا علاجا دوائيا تقدما أفضل بكثير من تلك التي تناولته. وأظهر نحو 57 في المائة من أفراد المجموعة التي خضعت للعلاج اليدوي و48 في المائة من المرضى الذين مارسوا التمرينات تراجع الألم بنسبة تصل إلى 75 في المائة على الأقل، مقارنة بنسبة 33 في المائة حققها المشاركون في المجموعة التي تناولت الأدوية.

بعد مرور عام، عندما عاد الباحثون إلى فحص المشاركين، استمرت 57 في المائة من مجموعة العلاج اليدوي للعمود الفقري في شعورها بانخفاض الألم بنسبة 75 في المائة، وكذلك المجموعة التي مارست التمارين. في المقابل، قل الألم بنسبة 38 في المائة فقط بين هؤلاء الذين تناولوا الأدوية.

وعلق الدكتور برونفورت قائلا إنها «مفاجأة كبيرة» أن تحقق التمرينات المنزلية تأثيرا مشابها لجلسات المعالجة اليدوية. وأضاف: «لم نكن نتوقع أنها ستحقق نتيجة قريبة للغاية. ولكني أعتقد أنه خبر سار للمرضى».

مشاكل الأدوية

* بالإضافة إلى تخفيفها المحدود للألم، يوجد جانب آخر سلبي في تناول الأدوية: وهو أن المشاركين استمروا في تناولها. قال الدكتور برونفورت: «استمر المشاركون في مجموعة الأدوية في تناول كمية أكبر منها بصورة متكررة أثناء فترة المتابعة ولمدة عام. إذا كنت تتناول دواء لمدة طويلة، فستعاني من أعراض جانبية تصيب أجهزة الجسم مثل مشاكل الجهاز الهضمي».

وأعرب الدكتور برونفورت عن قلقه من أن الذين استمروا في تناول الأدوية ليسوا مشاركين بفاعلية أو نشاط في رعاية صحتهم مثل المجموعتين الأخريين. وأوضح قائلا: «نعتقد أنه من المهم أن يتمكن المرضى من التعامل مع حالاتهم بأكبر قدر من التحكم. وتوضح هذه الدراسة أنه في إمكان المرضى أن يمارسوا دورا أكبر في العناية بصحتهم».

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *