لم تجد مصممة العباءات الإماراتية هند المطوع، مكاناً أفضل وأعلى من 442 متراً فوق مستوى الأرض، لتقدم فيه آخر مجموعاتها للعباءات الراقية «نبرمان» لخريف وشتاء ،2012 فقد اختارت مطعم «أتموسفير» في برج خليفة في دبي والأعلى في العالم، منصتها المميزة لعرض مجموعة حولت العباءة إلى رداء أنيق يجمع بين هدوء الخامات، وتعقيد القصات.

السبت الماضي كان عرض دار العباءات الإماراتية «نبرمان» حدث الموضة الأكثر لفتاً للانتباه، بفكرته الاستثنائية، واتخاذه من المطعم الأكثر أناقة وارتفاعاً، في الطابق 122 من البرج الأشهر في العالم مكاناً له، حيث تحلقت العارضات في دوائر ومسارات المطعم ليعرضن المجموعة على ضيوف ومدعوي المصممة، التي اعتمدت فكرة الطبقات الشفافة فوق قماش العباءة، بالإضافة إلى اعتماد الدانتيل الأسود، وإضافة بصمتها الخاصة من القصات المبتكرة.

تنوع

لم تتخذ المجموعة فكرة موحدة تحمل بصمة أو قصة واحدة، بل تنوعت الأفكار وتفاوتت، الأمر الذي كان واضحا من تنوع الخامات المعتمدة، والألوان، وأفكار التزيين وعناصرها وقصتها، معتمدة اللآلئ تارة، وتخريمات الدانتيل تارة أخرى، والبطانات الحريرية الملونة، بالإضافة إلى الياقات المزينة بالدانتيل، والأكتاف النافرة المزينة ببتلات لوردة بيضاء على كل كتف، ترمز إلى اسم العلامة التجارية «نبرمان» وتعني «الوردة البيضاء» باللغة التركية، بالإضافة إلى أخرى تزينت بمجموعة كثيفة من الأشواك التي غطت الكتف والظهر ما أعطاها لمحة متطرفة وقوية.

تسعى المطوع إلى تغيير الصورة النمطية للعباءة، لذا تمزج تصاميم دار نبرمان بين اللمسة التقليدية، والأناقة الحديثة، محاولة تبديل الصورة النمطية للعباءة بعدما أضافت إلى العباءة التقليدية المستوحاة من الحضارة العربية لمسة عصرية، مستعينة بشكل عام بفكرة إضافة الخامات الحريرية الملونة السادة والمطبعة كطبقات وبطانات للعباءات الحريرية السوداء الشفافة، مع تضييق منطقة الخصر بشكل جزئي، ما أعطاها صورة أقرب للفستان المخروط عند الخصر أو القميص والتنورة الواسعتين، وتعتبر المطوع واحدة من أوائل المصممات اللاتي اعتمدن فكرة البطانة الملونة فوق خامات حريرية سوداء شفافة أو معرقة باللون الأسود.

ركزت المطوع في مجموعتها الشتوية على الخامات المخملية الراقية، من خلال تطويع خامات القماش المخملية ذات الجودة العالية، محاولة مزجها بطريقة مبتكرة وذكية، وتتنوع أقمشة المخمل المستخدمة في التشكيلة الجديدة بين القماش التقليدي، والمخمل الحريري، بالإضافة إلى خامات حصرية تم استيرادها من المملكة المتحدة لاستخدامها في قطعتين حصريتين من المجموعة.

قالت المطوع «تظل العباءة مكوناً أساسياً في تراثنا وثقافتنا، وظل حلمي منذ سنوات أن أبرز هذا التراث في قطع جميلة عصرية، وبالاستعانة بمخزون التراث ومن خلال إلهام الطبيعة، خصوصا طبيعة البحر الخلابة، قمت بشكل جريء بابتكار تصميم جديد للعباءة باستخدام اللالئ وتطريزات معدنية على الأكتاف، نجم عنها قطع ابداعية رسمت حدوداً جديدة لمعالم العباءة التقليدية».

طبقات

أكثر ما يمكن ملاحظته في مجموعة المطوع الأخيرة هو الاعتماد الكثيف على فكرة الطبقات المتعددة في العباءة الواحدة، والتي في الغالب تبطنت هي الأخرى بخامات، أو أضيفت إليها خامات شفافة فوق تلك الرئيسة من الكريب الفرنسي الحريري، حيث اعتمدت المصممة فكرة طبقات التور الأسود الشفاف، وقماش الشبكة المخرم الأسود كطبقة فوق العباءات، والتي تفاوتت أطوال طبقاتها الملتفة بذكاء وتموج بينما ثبتت عند الخصر بالكامل، أو في جزء منه فقط، كما فضلت أن تعتمد فكرة الطبقات أيضاً عند منطقة الصدر التي لم تسلم من فكرة المناديل والأوشحة المتعددة التي أعطت للعباءة تفاصيل دقيقة يصعب اختزالها في نظرة واحدة.

يذكر أن «مجوهرات الزين» قدمت مجموعة من الحلي والمجوهرات ارتدتها العارضات، كما أن المطوع تعرض إبداعاتها وتصاميمها المبتكرة في محلها الواقع في شارع جميرا في دبي الذي افتتح عام2009

عن المصمّمة

تعتبر مصممة العباءات الإماراتية هند المطوع، واحدة من أكثر المصممات اللاتي استطعن بذكاء الانتشار الناجح بين المهتمات بعالم الموضة التقليدية والعباءة، فقد نجحت منذ عام 2009 في افتتاح بوتيكها الخاص «نبرمان» على طريق شاطئ جميرا في دبي، بعد أن تخرجت في الجامعة الأميركية في دبي وحازت شهادة البكالوريوس في العلوم المالية، ما ساعدها على استيعاب عالم الأعمال الذي امتزج بشغفها للعباءة وتكلل بانطلاق مسيرة ناجحة في عالم الموضة. تشتهر بتقديم تصاميم تمزج بين الحداثة واللمسة التقليدية، وتستمتع هند في وقت فراغها بكتابة الشعر العربي.