رغم اشادة المنتدي النسائي بثورات الربيع العربي الا انه كشف عن ان هذه الثورات ظلمت المرأة العربية رغم ان ملايين النساء العرب شاركن فيها والعديد منهن سقطن شهيدات في سبيل هذه الثورات التي قامت ضد الظلم والفساد والاستبداد.
اتفقت كل من فاطمة دعتون وصابريتة حميئة بالاتحاد الوطني النسائي بالمغرب علي ان دور المرأة في الدول التي قامت بها ثورات الربيع العربي تراجع بشكل ملحوظ بعد ان كان الأمل ان يتزايد ويتقدم.
أكدتا ان السبب يرجع الي التيارات الدينية المتشددة التي دعت بعضها الي ضرورة عودتها للبيت ومنعها من العمل مما أدي الي تناقص عدد السيدات اللاتي دخلن البرلمانات العربية بعد الثورة.
أشارتا الي أن المرأة المغربية استفادت من هذه الثورات حتي صدر دستور جديد ينص علي مناصفة المرأة مع الرجل في كل شيء واعطائها حق الفتوي أما في دول الربيع العربي فلم تهتم الأحزاب بالمرأة وكان وجودها مجرد ديكور لا أكثر.
ثورة الحريم
تري رحاب مكحل مديرة المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن بلبنان ان تراجع دور المرأة بدول الربيع العربي يرجع في الأساس الي عدم استقرار هذه الدول بعد سقوط مؤسساتها والبدء في بناء مؤسسات جديدة بالاضافة الي انتشار الانفلات الأمني مؤكدة علي ثقتها بأن المرأة في هذه البلاد ستستعيد دورها وتأخذ المزيد من حقوقها بمجرد عودة الاستقرار والأمن لهذه الدول.
وتطالب نساء هذه الدول بالاستمرار في الثورة حتي تأخذ حقوقها المشروعة وتتحقق المساواة بينها وبين الرجل.
المرأة العراقية
تحدثت الدكتورة ندي محمد الجبوري عضوة بالبرلمان العراقي عن دور المرأة العراقية بعد تغيير نظام الحكم فقالت ان التغيير الذي حدث في العراق بعد عام 2003 لم يمكن بعد مرور حوالي 9 سنوات من إحداث تغييرات جوهوية ترقي الي مستوي الطموح للوصول بالمرأة العراقية الي قمتها بحقوقها الانسانية بشكل مقنع رغم التمكينات التشريعية التي تناولها الدستور.
قالت ان هناك عدة أسباب وراء هذا الأمر منها حالات العنف والإرهاب التي سادت المجتمع العراقي وعلي كافة المستويات بالاضافة الي ضعف أجهزة الدولة مما أدي الي استمرار المواريث الاجتماعية للتمييز ضد المرأة .
كوتة المرأة المصرية
وتحدثت د. هدي بدران رئيسة الاتحاد النوعي للنساء بمصر عن المرأة المصرية في ظل التغييرات السياسية الحاضرة فقالت ان مصر شهدت بعد الثورة عودة أعداد كبيرة من الجماعات الإسلامية المتشددة فحملت هذه الجماعات سقفا منخفضا لوضع المرأة في المجتمع وتفسيرات للدين تعطي أهمية لملبس المرأة وشعرها وما الي ذلك من المظاهر التي لم تكن في الآيديولوجية الاخوانية حتي السبعينيات من القرن الماضي لم تكن جزءاً من الثقافة المصرية.
أضافت د. هدي ان هذه الأعداد سيطرت علي الشارع المصري بقوة من خلال تنظيم قوي بدأ منذ الأربعينيات وجمعيات خيرية تقدم خدمات اساسية لم تستطع الحكومات توفيرها للمواطنين من خلال توافق مع المجلس العسكري الذي رأي من مصلحة هذا التوافق مشيرة الي ان الغاء كوتة المرأة التي طبقت في انتخابات مجلس الشعب عام 2010 بزعم انها تمييز لا يصح بالرغم من استمرار كوتة العمال والفلاحين كما نص قانون الانتخابات الجديد علي ان تشمل قائمة المرشحين لكل حزب امرأة واحدة علي الأقل ولكنه لم يحدد مركزها في القائمة وكانت النتيجة ان احتلت المرأة المركز الأخير في كل قوائم الأحزاب واستطاعت تسع فقط من النساء الوصول الي مقاعد مجلس الشعب وخرجت ملايين النساء للإدلاء بأصواتهن في عملية الانتخاب نتيجة لدور الجمعيات الأهلية ولاتحاد نساء مصر في رفع وعيهن بقيمة أصواتهن.
أضافت انه لم تمض أيام علي انعقاد مجلس الشعب حتي ظهر عداء مجموعة التيارات المتشددة نحو قضايا المرأة فطالبت مجموعة بإلغاء المجلس القومي للمرأة وبإلغاء قانون الخلع وتعديل قانون الرؤية.. وتعالت بعض الأصوات تنادي بالفصل بين الجنسين في كل مراحل التعليم بما في ذلك دور الحضانة والمدارس الابتدائية.