لمسات الأم الرقيقة لطفلها مسئولة عن هدوئه النفسي, ويداها المرتعشة تربكه وتوتره, تلك الحقيقة يؤكدها علماء النفس فلمسة الأم بشكل عام تعطي الطفل شعورا بالأمان والطمأنينة وإحتضانه ومعانقته تقوي الرابطة بينهما.
ويؤكد د.محمود عبد الرحمن حمودة أستاذ الطب النفسي بطب الأزهرأن هناك تاريخ للإرتباط بين الأم وطفلها بدأ منذ كان جنينا داخل الرحم, وإمتازت هذه العلاقة بتلامسات رحم الأم لجسد الجنين في صورة إنقباضات إيقاعية مهدهدة للطفل تساعد علي سريان الدم في أطرافه وجلده فينمو نموا طبيعيا,ولعل تلك الإنقباضات الإيقاعية المهدهدة المتصلة بالرحم هي ما تجعل الطفل بعد الولادة يهدأ عندما نهدهده بالتربيت علي جسده في صورة إيقاعية الأمر الذي يجعله يهدأ كنوع من الإستعادة لجنته المفقودة.
وبعد ميلاد الطفل وملامسة أمه له والنظر في عينيها والتلاحم معه في علاقة وجدانية جسمانية كل ذلك يجعله يرتبط بها ويسعد للمساتها الحانية, والأم الهادئة المستقرة ذات اللمسات الحانية تهدأ من روع طفلها بل وتحدث تواصلا جسمانيا غير لفظي, بينما الأم القلقة غير المستقرة نفسيا ذات الأيدي المرتعشة تربك طفلها وتحدث قلقا لديه وعدم إستقرار, والتواصل غير اللفظي الذي يفهمه الطفل منذ أن كان جنينا داخل الرحم ينمي فيه العلاقة بالأم ومن ثم العلاقة بالآخر وهو لنمو سليم.
ويشير د.حمودة إلي أن مزاح الأم مع طفلها هو نوع من التواصل غير اللفظي حتي وهو رضيع, فالطفل في هذا السن لا يستوعب لغة الكلام إلا أنه يستوعب تماما اللغة الجسدية فيشعر بحب الأم وتنتقل إليه كل المعاني من خلال لمساتها الحانية لجسده. وتربيت الأم علي طفلها يحدث له نوعا من الإسترخاء العضلي الذي يجعله أكثر هدوءا وإستقرارا, فكل هذا يقوي علاقة الأم بطفلها بل وتنشأ بينهما ثنائية من التفاهم والتحاور لاترقي إلي أي ثنائية. ويؤكد د.حمودة أهمية إعطاء الأم وقتا كافيا لمداعبة طفلها والتحاور معه جسمانيا ولفظيا لكسر روتين يومها المعتاد, وإعادة روح الطفولة والبراءة للأم والإقبال علي الحياة. فلأطفالنا فضل علينا أكثرمن تفضلنا عليهم وذلك لأنهم يهبون لنا الأمل ويعطونا فرصة للعودة للطفولة من جديد تزخر بالدوافع نحو الحياة.