مصممة الأزياء المصرية منال الأجهوري تتميز بين كل الأسماء التي تتنافس في عالم الموضة والأناقة بتخصصها في تصميم ملابس الكاجوال بطريقة أنيقة وأفكار مبتكرة وخطوط فضفاضة ولذلك عندما ترتدي المرأة أي قطعة من تصاميمها لابد أن تدرك أسلوب ارتدائها وهي طرق تختلف عن الأسلوب التقليدي لتحتفظ الموديلات بشكلها الغريب المميز، فضلا عن كونها تراعي الذوق المحتشم الذي تنشده المرأة العربية، وهو ما حرصت عليه لدى إطلاقها المجموعة الربيعية والصيفية الأخيرة.
و بما ان الحياة المعاصرة تتسم بالإيقاع السريع، ولأنها تتفهم الأعباء الملقاة على المرأة، وتعرف أنها أحيانا تضطر للخروج من الصباح للعمل أو أداء بعض المهام وتتفاجأ بأن عليها حضور مناسبة ما أو لقاء مهماً، ولا تجد الوقت الكافي للعودة للمنزل والاستعداد لها، حاولت مصممة الأزياء المصرية منال الأجهوري أن تصمم موديلات قابلة للتغيير ما يجعلها تلائم مناسبة معينة مع اضافة بعض الأكسسوارات المتناغمة والتي تبرز جمال التصميم وتضفي عليه مزيدا من الأناقة.
اعتقاد خاطئ
توضح الأجهوري أن ميزة هذه المجموعة من الأزياء هي أنها تساعد على إخفاء عيوب القوام ولذلك تراعي توظيف الخامات، وأسلوب مزج الألوان لتعطي شكلا وتأثيرا مختلفين تبعا لطبيعة قوام المرأة، ولابد أن تكون المرأة على دراية كاملة بتفاصيل قوامها خصوصا العيوب، وألا تختار الزي على أساس إعجابها به فقط بل المهم أن يلائم مع قوامها بعيوبه ومميزاته، مشيرة إلى أن هناك اعتقاد خاطئ بأن الملابس الضيقة تضفي النحافة على الجسم والحقيقة أنها تظهر عيوبه.
وحول الألوان التي ترشحها للصيف، تقول الأجهوري “أستقي ألواني من الطبيعة، وشعرت أن الصيف هو موسم الألوان المبهجة، وأحببت أن تشعر المرأة هذا الموسم بأنها متحررة ومنطلقة مثل الفراشة ولديها قدر من الجرأة والحماس للحياة بكل صخبها، ولذلك هناك ألوان ساخنة وأخرى هادئة وأحيانا أعتمد على ألوان متوازنة”.
وعن قدرتها على اجتذاب شريحة كبيرة من المحجبات خاصة الصغيرات السن، تقول “تصاميمي تصلح للمرأة المحجبة وغير المحجبة مع الاختلاف في طريقة ارتدائها وهي أزياء حرصت على أن تكون عملية وأنيقة ومريحة ويسهل تغيير شكلها في كل مرة ترتديها المرأة”.
وتضيف “أهتم بأن تكون هناك أكسسوارات جديدة لكل مجموعة واعتبرها مكملا أساسيا للأناقة ولا يمكن الاستغناء عنها خاصة مع الموديلات الواسعة الفضفاضة حيث يكون استخدام الحزام والعقد ضروريا لإبراز تفاصيل الموديل والقصات وأعتقد أن الأكسسوار بالنسبة للفتاة المحجبة يمنحها لمسة جمالية تعوضها عن التزين بشعرها وعادة اقترح على المرأة شكل الأكسسوار ونوعه حتى لا يفقد التصميم قيمته”.
نعومة ورفاهية
تؤكد الأجهوري أن أهم ملامح المجموعة هو الانحياز بشكل أساسي للموديلات الواسعة والفضفاضة التي تمنح المرأة إحساسا بالارتياح والتحرر من الطابع الكلاسيكي، وهو الاتجاه السائد لدى معظم مصممي الأزياء في العالم، ولكنها تميل إلى أن تعكس الموديلات ذات الهوية الشرقية.
وتضيف “منذ دخولي عالم تصميم الأزياء أسعى لأن ترتدي المرأة العربية أزياء لم يلبسها أحد غيرها، ووجدت في تراثنا الفني من الأزياء ما جعلني أبتكر قطعا وموديلات عملية وعصرية، لكنها تنتمي فقط لما نملكه من فنون وخبرات في عالم الأزياء، وعلى سبيل المثال هناك البنطلون المتسع الذي يشبه زي الصيادين والسراويل التي تذكرنا بالأزياء في العصر المملوكي، إلى جانب الجوب الدرابيه وملابس الفروسية التي تتداخل فيها الألوان وتتناغم مع بعضها بطريقة فنية، إلى جانب عدد من الجيليهات والفساتين المستوحاة من أناقة المرأة في السبعينيات من القرن الماضي”.
وتشير الأجهوري إلى أنها اختارت الخامات التي تتسم بالنعومة والرفاهية معا مثل الأقمشة المنسوجة من الأقطان الطبيعية المميزة والليكر أو الجرسين القطن مع اضافة بعض الخامات التي كانت حكرا على ملابس السهرة مثل الدانتيل.
وحول رحلتها لتأسيس دار أزياء “فلاور”، تقول “حبي للطبيعة والزهور يلهمني الكثير من الأفكار التي كانت نتيجة تأملاتي في الطبيعة، ومنها استقي ألواني وأحيانا أختار قصاتي وخطوطي، وعندما بدأت تصاميمي تحقق شهرة في مصر والعالم العربي وجدت من الضروري اختيار اسم يرتبط بالخط العام لتصاميمي”.
قصة شغف بالألوان والأقمشة
تروي المصممة منال الأجهوري قصة تعلقها بالأزياء منذ الطفولة، قائلة “لم يكن في مخيلتي وأنا طفلة أن شغفي بالألوان والأقمشة هو بداية دخول هذا المجال الصعب بشكل احترافي لكن أسرتي شجعتني على تنمية موهبتي الفنية،
وبعد التحاقي بكلية الفنون الجميلة فكرت بالعمل في مجال الديكور. ولكني وجدت تعلقي بالأناقة ورغبتي في ابتكار “ستايل” غريب وجديد تستولي على اهتمامي، وبدأت أهتم بدراسة كل جديد في الموضة العالمية، وبعد تخرجي كنت قد قدمت أكثر من مجموعة من تصاميمي، وحققت رد فعل جيد في محيط الأصدقاء والأقارب، وكان من الطبيعي أن أبدأ خطواتي بشكل احترافي قبل نحو 14 عاما”.