قد تكون كثافة الأحداث المتعلقة بالموضة، وزحام المشروعات المختلفة، أو كثافة مواسم الموضة العالمية بين الموسمية للملابس الجاهزة «بيرت آ بورتيه»، أو ملابس السهرة الراقية «هوت كوتور»، أو ربما ميل خاص ومعدٍ بين مصممي الأزياء العالميين، هي السبب للخروج بمجموعات أقرب إلى المملة، المكررة، وغير الناضجة، وفي بعضها «طفولية»، سواء في الفكرة أو التنفيذ، ما يجعل أسبوع موضة ميلان لخريف وشتاء 2012 للملابس الجاهزة، الذي اختتم اليوم، أحد أسوأ مواسم الموضة منذ فترة طويلة.

أسماء عالمية شاركت في أسبوع الموضة الميلاني، إلا أنها لم تخرج عن المتوقع، أو المكرر، أو الممل، بينما وصل بعضها إلى سوء التنفيذ، الخطأ الذي لا يمكن لدار أزياء عالمية، يقع على عاتقها تغيير وتحديد خطوط الموضة وتوجيه المهتمين بها إلى ما يجب أن يرتدوه والعكس، أن تقع فيه، وهي الأسماء التي تفاوتت بين «بوتيغا فينيتا»، و«إمبوريو أرماني»، و«فيرساتشي»، و«جيل ساندرز»، و«سبورتماكس»، و«جون ريتشموند»، و«برادا»، و«إيميليو بوتشي»، و«جست كافالي»، بينما أضاف الأخير إلى انحسار مستوى التصاميم، سوء اختيار العارضات اللاتي بدين أقرب إلى الهياكل العظمية، بعظام غائرة، وأجساد غارقة تحت طبقات الأقمشة التي بدت غير ملائمة في قياساتها، إضافة إلى أسماء أخرى تفاوتت مجموعاتها بين الجيدة والفقيرة. في المقابل تميزت وبشدة المجموعات التي قدمتها دور الأزياء مثل «دولتشي آند غابانا»، و«مارني»، و«سيلفادور فيراغامو»، و«ميزوني»، ويمكن وصف الأخير بالأفضل والأكثر تميزاً.

طفولية

لم ينجح مصمم الأزياء الإيطالي الأشهر في الفترة الأخير، جورجيو أرماني، في تقديم مجموعة، ترقى بالمستوى الذي اعتاد عليه محبي خطوط أزيائه، إذ قدم في مجموعته للملابس الجاهزة «إمبوريو أرماني» تصاميم من فساتين وقطع غير ناضحة، كما لو كانت قد ترجمت من خربشات طفولية، سواء من خلال الطبقات المتعددة من الخامات الصوفية والخفيفة، الملونة تارة والرمادية في الأغلب، أو ذلك الورد الضخم من الأورغانزا المستقر أسفل الصدر، أو جانب الخصر تحت طبقات وتموجات غير متساوية من الخامات، أو على فساتين غير لافتة، لا تحمل في قصاتها أو فكرتها أي ابتكار أو جدة، ما جعلها تبدو قديمة وغير لائقة باسم العلامة.

قلائد ملونة كبيرة، فوق بلوزات صوفية، وورد كبير ينتشر تارة، ويستقر وحيداً تارة أخرى، قبعات، وسترات من خامات بروكار معرقة فوق تنانير مشابهة وأخرى من التافتا، بألوان داكنة قريبة إلى الدرجات الزرقاء، بقصات مستقيمة لا تحمل أي إضافات متوقعة، أو تنانير من الترتر الأزرق الداكن بكشكشات حريرية مموجة على الخصر والأرداف تحت بلوزات سوداء طويلة الأكمام وعالية الرقبة.

وعلى الرغم من أن مجموعة «فيرساتشي» حملت من الألوان واللمعات ما يكفي للفت النظر، إلا أنها هي الأخرى بدت ذات فكرة محدودة ومكررة، بفساتين ضيقة ذات ألوان قوية وصارخة، وزينة معدنية من حلقات ومسامير تربط بين قطع الفستان الواحد، كما ركزت المصممة دوناتيلا فيرساتشي على فكرة «الصليب» المتفاوت في أحجامه وكثافته بين قطعة وأخرى، إذ انتشر في تطريزات وكريستالات على كامل الفستان تارة، واستقر ضخماً وكبيراً في مركز الفستان تارة أخرى، أو في وسط الحقيبة، ما يجعل من الصعب تقبله في منطقة الخليج تحديداً، وبين محبات العلامة التجارية من الخليجيات.

معاطف

قد تكون المعاطف التي قدمتها العلامة التجارية الإيطالية بوتيغا فينيتي، واحدة من أكثر القطع مللاً في المجموعة الأخيرة، التي لم تخرج عن القصة الكلاسيكية بعيدا عن أي قصات أو أزرار معدنية على الأقل، بل بدت داكنة وخالية وبلون واحد لم تدخل فيه أي فكرة تعين على تقبل التصميم، بينما تفاوتت الألوان بين الماروني، والكحلي، والأسود الداكن جداً، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من الفساتين التي افتقرت إلى الاختيار الذكي للألوان وفكرة الطبعات المستخدمة في الخامات، كما كانت العلامة التجارية «سبورت ماكس» هي الأخرى غير ناجحة في تقديم مجموعة مميزة، حيث بدا اختيار الخامات غير ملائمة للأفكار المعتمدة.

في المقابل قدمت دار الأزياء «إيميليو بوتشي» مجموعة من التصاميم المتنوعة التي تفاوتت بين تلك المناسبة للخروج اليومي، أو المناسبة للسهرة، إلا أنها رغم جودة التنفيذ، كانت مكررة، وفي أحيان ما كانت بسيطة بشكل أكثر من اللازم وأقرب إلى الملل، بينما كانت مجموعة «جست كفالي» ذات توجه معاكس تماما، إذ كانت محتشدة في أفكارها، بينما تنوعت الخامات المعتمدة في الفستان الواحد بطريقة أكثر من المطلوب ربما، حيث اعتمدت سراويل من الجلد اللماع ذات قصات خصر عالية، بدت واسعة جدا على العارضات شديدات النحول، تحت بلوزات صوفية لماعة، إضافة إلى فساتين تفاوتت فيها الخامات اللماعة المعتمدة في الصدر عن تلك الشيفونية المقلمة المعتمدة في الجذع، والرقع المكشكشة على جانبي الفستان، أو تلك التي بدت منسدلة دون فكرة أو تأثير، بينما كان النحول المرضي للعارضات أكثر ما أثر سلبا في التصاميم.

ستائر السبعينات

على الرغم من تقديم دار الأزياء الميلانية «برادا» مجموعة قد تكون مختلفة في توجهها، إلا أن المختلف قد لا يكون دائماً مقبولاً، أو قريباً من ميل الجماهير، حيث قدمت الدار مجموعة من التصاميم ذات القصات الأقرب إلى ملابس العمال القديمة بسراويل واسعة وقصيرة، وسترات طويلة جدا ذات جيوب جانبية وأزرار كبيرة وأحزمة جلدية تستقر تحت الصدر، إلا أن أكثر ما كان مثيرا للدهشة، هي تلك الطبعات التي اختارتها الدار لتصاحب مجموعتها والتي بدت أقرب إلى ستائر أو سجاجيد ذات طبعات مضحكة من عقد السبعينات أو الثمانينات، إضافة إلى قطع أخرى واسعة لسراويل ومعاطف سوداء تزينت بلمسات يدوية ملونة على الجوانب أو أزرار كبيرة، كانت أكثر قبولا من تلك المطبعة.