شهدت السنوات الاخيرة اقبالا متزايدا على عمليات التجميل، سواء لأهداف تجميلية أو ترميمية، فهناك من يرغب في تجميل الأنف، أو تحسين شكل الجسم، او تكبير الصدر وتصغيره، هذا بالاضافة طبعا إلى الذين يسعون إلى مظهر شبابي دائم.
اذا لكل مشكلة جمالية حل، وللتعرف أكثر على مختلف عمليات التجميل الجراحية، التقينا الدكتور محمد فاروق اختصاصي جراحات التجميل في كوزموميديكا كلينيك.
• من العمليات التي شاعت في السنوات الاخيرة تجميل الصدر، ما الذي يدفع المرأة لاجرائها؟
ــــ ثمة الكثير من النساء اللواتي لا يكنّ راضيات عن حجم صدورهنّ، وتشعر بعضهن هكذا منذ البلوغ، فيما يبدأ قسم آخر بالشعور هكذا بعد الإنجاب، فيما تفقد أخريات صلابة الصدر أو شكله بعد مواجهة مشاكل في تقلّبات الوزن. وتستطيع عمليات تجميل الصدر تغيير شكله من حيث الحجم (إن كان صغيراً جداً أو كبيراً جداً)، أو رفعه أو تصحيح الحلمتين.
• ألا تترك العملية شقوقا ظاهرة؟
ــــ عند اجراء العملية يكون الشق على طول الجانب الهلليّ أو في المنطقة الإبطية أو في الثنيات تحت الثديين، وبذلك تكون مخفية.
• في حالة تكبير الصدر كيف يزرع الثدي الاصطناعي؟
ــــ تجرى عملية تكبير الصدر تحت تخدير وريدي، ويوضع الثدي الصناعي بحسب العضل الصدري الأساسي، فإما أن يوضع بين نسيج الثدي والعضل الصدري، أو تحت العضل الصدري بعد إطلاق الرباطات العضلية السفلية، أو تحت العضل الصدري بدون إطلاق أساس العضل السفلي.
• وماذا عن عمليات رفع الصدر؟
ــــ تشتكي الكثير من النساء من الصدر المترهّل أو الغائر. فالتقدم في السن والإنجاب وخسارة الوزن قد تجعل الصدر يترهل ويهبط، ويمكن إصلاح ذلك ببساطة بعملية رفعه.
• كيف تتم هذه العملية؟
ــــ خلال عملية رفع الصدر، يتمّ التخلّص من الجلد الزائد حول منطقة النسيج الداكن المحيط بالحلمة، وأيضا أحياناً من تحت الثدي. وذلك يجعل نسيج الصدر مشدوداً أكثر وتنقل الحلمة إلى مكان أعلى لمنحها مظهراً أكثر شباباً وتماسكاً. وينبغي ارتداء صدريّة خاصة لأسبوعين أو ثلاثة بعد العملية.
• هل تختلف اجراءات عملية تصغير الصدر عن عمليات جراحة الصدر الأخرى؟
ــــ تلجأ الكثير من النساء لتصغير حجم الصدر ليصبح حجمه متناسقاً أكثر مع الجسم. عند إجراء عملية تصغير الصدر، يتمّ تغيير مكان الحلمة لتصبح موازية لمنتصف القسم العلوي من الذراع، ويتمّ التخلص من نسيج الثدي الزائد ورفع ما تبقى منه. وتجرى هذه العملية تحت التخدير الوريدي مع بعض البنج الموضعي، ويُطلب من المريضة البقاء في المستشفى لأربع وعشرين ساعة بعد إجراء عملية تصغير الصدر. وتكون فترة النقاهة غير مؤلمة مع أقلّ نسبة انزعاج ممكنة.
شد البطن
• أيضا من العمليات التي تشهد رواجا متزايدا عملية شد البطن، فكيف تجرى؟
ــــ عملية شد البطن هي عملية جراحية كبيرة تتضمن استئصال بعض من الجلد والدهون من وسط وأسفل البطن وشد عضلات جدار البطن. وتؤدي العملية إلى إزالة الترهلات وتحسين شكل البطن بشكل كبير، إلا أنه تظهر ندبة مكان العملية قد تكون صغيرة وقد تكون كبيرة تتوسط أسفل البطن.
• هل تناسب هذه العملية أشخاصا أكثر من غيرهم؟
ــــ تكون العملية أكثر نجاحا في حال كون الرجل أو المرأة في وزن مناسب وشكل الجسم متناسقا، باستثناء ترهل البطن أو زيادة ترسب الدهون في البطن، التي لم يمكن التخلص منها بالريجيم أو التمارين الرياضية.
كما أن العملية مناسبة للمرأة التي ترهل بطنها بسبب تكرار الحمل والولادة، ومناسبة أيضا لمن حدث لهم ترهل في البطن بسبب بدانة بسيطة في الجسم.
• اذاً هذه العملية تصلح للذين فقدوا الكثير من وزنهم وليس للأشخاص الذين يعانون من البدانة؟
ــــ الأشخاص الذين يعانون من بدانة شديدة يجب عليهم عدم إجراء الجراحة إلا بعد تخفيف وزنهم إلى حد مناسب. كذلك على المرأة التي تنوي أن تستمر في الحمل والولادة، تأخير إجراء العملية، لأن عضلات البطن المشدودة بهذه العملية يحدث لها فتاق أثناء الحمل.
• كم تستغرق العملية؟
ــــ يستغرق إجراء عملية ترهل البطن (الكبرى) من ساعتين إلى حوالي خمس ساعات. أما عملية ترهل البطن الصغرى فلا تستغرق سوى ساعة أو ساعتين.
• كيف تكون حالة المريض بعد العملية؟
ــــ في الأيام الأولى بعد العملية ستكون هناك آلام يمكن السيطرة عليها بتناول المسكنات. وبناء على حجم العملية يمكن الخروج بعد ساعات إلى البيت أو البقاء في المستشفى لمدة يوم أو يومين، وستكون هناك إرشادات أخرى من الطبيب عن كيفية العناية بالجرح وعدد مرات الغيار وتعليمات بشأن الاستحمام، يجب اتباعها بدقة. وبعد خمسة إلى سبعة أيام يمكن إزالة غرز العملية السطحية، أما الغرز العميقة فتزال بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من إجراء العملية. ويمكن بعد ذلك استعمال مشد ضاغط للبطن.
• هل يستطيع المريض العودة إلى نشاطه المعتاد بعد العملية مباشرة؟
ــــ لا، قد تحتاج فترة النقاهة من أسابيع إلى عدة أشهر ليعود إلى نشاطه المعتاد. البعض قد يمكنه ممارسة العمل بعد أسبوع فقط من إجراء العملية والبعض الآخر قد يحتاج إلى حوالي ثلاثة إلى أربعة أسابيع من الراحة. وتساعد التمارين الرياضية الخفيفة على سرعة الشفاء، حيث تقلل من التورم بعد العملية وتساعد على إعادة تشكيل العضلات.
ويجب التوقف عن التدخين، لأنه يزيد من فرص حدوث المضاعفات بعد العملية وتأخر التئام الجروح.
أما بالنسبة للندبة مكان العملية، فتحتاج إلى تسعة أشهر وربما سنة كاملة لكي تبدو مستوية مع بقية أجزاء الجلد وليكون لونها أكثر تناسقا مع الجلد، إلا أنها لا تختفي تماما.
شفط الدهون
• ما عملية شفط الدهون؟ ومن الشخص المثالي لمثل هذا النوع من العمليات؟
ــــ في عملية شفط الدهون تزال الشحوم من الجسم عن طريق الشفط، بجهاز شفط بتفريغ الهواء.
والشخص المثالي الذي يُرشح لهذه العملية، هو من يتمتع بوزن مثالي، أو يقترب وزنه من الوزن المثالي، غير أن لديه مناطق أو بؤرا تتجمع فيها الشحوم، مثل الارداف أو الفخذين، والتي لم يفلح معها نظام التخسيس أو التمرينات الرياضية، ولا تتسم بالتناسق مع باقي الجسم.
• هل تصلح هذه العملية لكل الأعمار؟
ــــ يحقق شفط الدهون أقصى درجات النجاح مع صغار السن، عادة أولئك الذين يتمتعون بمرونة جلودهم بما يسمح لهم بالاحتفاظ بشكلهم فوق المنطقة التي أزيلت منها الشحوم، بعد أن صغر حجمها نتيجة لشفط الدهون منها.
• اذن لا يترهل الجلد بعد عملية الشفط؟
ــــ إذا كان الجلد الذي يكسو ترسبات الشحوم قد تعرض للترهل بفعل الدهون أو السن أو الحمل، فإن شفط الدهون وحده لا يمكنه أن يحقق نتيجة مرضية، وقد يؤدي إلى ترهل الجلد، وقد تزداد مناطق «النقر الجلدية» تعرجا، ويبدو مظهرها أسوأ من ذي قبل، وفي هذه الحالات، قد يحتاج الأمر للجمع بين شفط الدهون، وبين الجراحة لإزالة الجلد الزائد.
• هل من الممكن ان تعود الدهون بعد العملية؟
ــــ المنطقة المعالجة بشفط الدهون قد يترسب فيها في النهاية شحم أكثر مما كان موجودا بعد الشفط مباشرة، لكن ليس بالقدر نفسه الذي كان موجودا قبل العلاج.
تجميل الجفن العلوي
عملية تجميل الجفن العلوي واحدة من الاجراءات الجراحية التجميلية الشائعة لازالة الدهون الزائدة في هذه المنطقة، او الجلد المترهل حول الجفن بسبب تقدم العمر، وهذه العملية تحسن مشكلتين شائعتين هما: الجلد الزائد على الجفن العلوي الذي عادة ما يطلق عليه اسم «غطاء الجفن العلوي» والانتفاخ في الزاوية الداخلية او الوسطى للجفن والذي يسببه اندفاع الدهون الى الامام. وغالباً ما يتزامن هذا الاجراء مع اجراءات علاجية اخرى، مثل تجميل الجفن السفلي، شد الوجه، ومن الممكن اجراؤه بالليزر او التقشير الكيميائي لاعادة تشكيل خلايا الوجه وازالة التجاعيد.
• ما أهم نتائج هذا العلاج؟
ــــ علاج الجفن العلوي للعين يؤدي الى نتائج مذهلة في تغيير ملامح الوجه، وتقليل مظهر التعب والتقدم في العمر. وتظهر العين في مظهر منتعش واصغر سناً، وهذه النتائج تدوم لعدة سنوات.
• كيف يجري؟
ــــ يتكون الجفن العلوي للعين من طبقات من الجلد الطبيعي، فيزال الجلد الزائد والدهون، ويجري تضييق العضلة ونسيج مقلة العين، ثم تغلق الفتحات الجراحية بحذر شديد. اما الفتحات الجراحية الخارجية فتغطى طبيعياً بواسطة طبقات الجلد للجفن العلوي. وتجرى اغلب العمليات تحت التخدير الموضعي وباستخدام اجهزة تتحكم في اي نزيف قد يحدث، ثم يغلق الجلد بخيط طبي رفيع.
• كم يستغرق هذا العلاج من الوقت؟
ــــ عادة ما يستغرق علاج الجفن العلوي من ساعة واحدة الى ثلاث ساعات، بالاعتماد على التقنية المستعملة للعلاج واتساع المنطقة المعالجة.
• ماذا يمكن توقعه بعد الجراحة؟
ــــ بعد الجراحة، سيقوم الطبيب بوضع مرهم او كريم لتخفيف الجفاف في المنطقة المعالجة (من الممكن ان يتشوش النظر مؤقتاً بسبب هذا المرهم)، في الليلة الاولى بعد العلاج على المريض الاستلقاء على أن يبقى رأسه مرفوعاً للاعلى، ويمكن استعمال اكياس الثلج لتبريد الجفن(يجب تجنب وضع شيء ثقيل على الجفن).
• كم تستغرق فترة الشفاء؟
ــــ في البداية، ستبدو الشقوق الجراحية حمراء ومنتفخة قليلا. وفي النهاية، فان الندوب الناتجة عنها ستختفي، ويعود الجلد إلى طبيعته. وتزال الخيوط الجراحية خلال الاسبوع الاول بعد العملية، ويخف الانتفاخ والاحمرار حول العين تدريجيا.
• كيف تكون حالة المريض بعد العملية، وما الارشادات التي يجب اتباعها في فترة النقاهة؟
ــــ من الجائز ان تكون الرؤية غير واضحة خلال الايام الاولى، وتكون العينان حساستين للضوء، ومن الممكن الشعور ببعض الجفاف او التدميع. ويمكن للطبيب اعطاء قطرة لتخفيف الشعور بالحكة او الحرقة.
في الاسبوع الاول يجب تجنب اي نشاط يؤدي الى جفاف العين، مثل القراءة ومشاهدة التلفاز، او ارتداء العدسات اللاصقة، او استخدام الكمبيوتر، كما يجب تجنب فتح العينين لمدة طويلة، لان هذا قد يؤدي الى زيادة الانتفاخ.
يجب ارتداء النظارات الشمسية الغامقة لتجنب اشعة الشمس، ولحماية العين من الهواء لمدة اسبوعين على الاقل، ومن الجائز ان تكون العين متعبة لعدة اسابيع، وهنا تفيد القيلولة لاراحتها.
في الاسابيع الثلاثة الاولى او الاربعة، يجب تجنب اي نشاط قد يؤدي الى زيادة تدفق الدم للعين، بما فيها الانحناء، البكاء، الرياضة. سيقوم الطبيب بإعلام المريض متى يستطيع العودة إلى نشاطه الطبيعي.
• ما النتائج على المدى الطويل لدى معظم الاشخاص؟
ــــ كلما كانت العملية دقيقة دام مظهر الشباب لفترة اطول. قد تبقى الندوب الصغيرة قريبة للون الزهري خلال الستة اشهر الاولى، لكن يمكن تغطيتها بواسطة مستحضرات التجميل، وفي النهاية تتلاشى مع الجلد، ولا يمكن رؤيتها.
تجميل الأنف
تعد عملية تجميل الأنف من أقدم العمليات التجميلية في العالم، وأكثر العمليات التي يتم إجراؤها للرجال والنساء على حد سواء ولمختلف مراحل العمر. وهناك عمليتان رئيسيتان في هذا المجال، الأولى تجميل الأنف وتتضمن تغيير شكله الخارجي، وربما تحريك وتعديل عظام الأنف وكحت أو استئصال جزء من غضروف الأنف وتعديل الجلد.
أما العملية الثانية، فهي تصحيح الحاجز الأنفي وهي علاجية أكثر منها تجميلية، حيث يتم خلالها تصحيح انحراف الحاجز الأنفي وتوسيع ممرات الهواء لتسهيل عملية التنفس.
• كيف تجرى العملية وما مدتها؟
ــــ يتم أثناء هذه العملية تغيير الشكل الخارجي للأنف أثناء التخدير العام وباستعمال مخدر موضعي أيضا للأنف ودواء قابض للأوعية الدموية للتقليل من النزيف.
ثم يجرى شق جراحي داخلي لمنع حدوث أي مضاعفات أثناء التئام الجرح وتحريك وتعديل وضع عظام الأنف وكحت أو استئصال جزء من الغضروف، ثم خياطة الجرح ووضع كمادات داخلية وغيار خارجي وجبيرة أحيانا لمنع انتفاخ منطقة العملية وحمايتها، وتستغرق العملية حوالي ساعة أو ساعة ونصف الساعة.
• هل يشعر المريض بألم بعدها؟
ــــ معظم الألم وعدم الشعور بالراحة ناتج عن استعمال الكمادات الضاغطة داخل الأنف، ويمكن تناول المسكنات للسيطرة عليه، لأن الراحة الحقيقية تكمن في إزالة الكمادات بعد انتهاء الحاجة إليها.
• هل يستطيع المريض ممارسة حياته الطبيعية في فترة النقاهة؟
ــــ نوعاً ما، لكن هناك بعض المحظورات، فالمريض يستطيع العودة إلى العمل بعد ثلاثة إلى أربعة أيام، وأحيانا أسبوع إلى عشرة أيام إذا كان هناك جبيرة، لكن ينصح بعدم الانحناء أو حمل الأشياء الثقيلة لمدة أسبوع واحد على الأقل بعد العملية. ويجب تجنب التعرض لأشعة الشمس خلال الأسبوع الأول بعد العملية، وينصح باستعمال المستحضرات الواقية من أشعة الشمس.
• ما الإرشادات لما بعد العملية؟
ــــ من الارشادات المهمة استخدام ضماد خارجي للانف لمدة أسبوع إلى عشرة أيام بعد العملية، ويجب استخدام الكمادات الباردة في اليوم الأول وبشكل متكرر للتقليل من حدوث الانتفاخ والكدمات، أو كمادات دافئة خلال الأيام التي تلي ذلك مع مراعاة ترطيب الأنف بعد إزالة الضماد والجبيرة.
ويفضل إبقاء الرأس مرفوعا طوال الوقت حتى أثناء النوم خلال الأسبوع الأول بعد العملية، فخلال هذه المدة لا يمكن التنفس إلا عن طريق الفم. وايضاً تجنب وصول الماء إلى منطقة العملية أو الرأس فيكون الاستحمام من الرقبة الى تحت فقط.
أما الشعر فيمكن غسله إلى الخلف كما يحدث في الصالون.