العلاقة بين الغذاء والدواء حقيقة لا يمكن إنكارها, فالغذاء يمكن أن يكون معززا للدواء أويحد من فاعليته, هذا ما يؤكده د. طارق علي رشدي استشاري التغذية الاكلينيكية والسمنة بقصر العيني.
موضحا أنه يمكن للأدوية والأغذية أن تتفاعل بعدة طرق, وغالبا ما يكون مركب خاص في الأغذية هو الذي يتسبب في هذا التفاعل.كما يمكن أن يحصل تفاعل بين البروتينات والدواء أو بسبب طريقة تحضير الغذاء نفسه. وتقع بعض تفاعلات الأدوية والأغذية فقط عندما يتم استهلاك ما أمر الطبيب أو الصيدلي بالابتعاد عنه مؤقتا خلال فترة تناول الدواء. ويمكن ساعتها تطوير جدول يسمح بتعاطي الدواء والغذاء معا دون أي تعارض. ويمكن للطبيب وصف دواء آخر بنفس الفعالية لكن دون أن تكون له تفاعلات سلبية مع الغذاء.
ويضيف د.طارق أهمية التزام المريض بنصائح الطبيب سواء كان الدواء قبل الأكل أو بعده.فعلي الرغم من أن أخذ الدواء علي معدة خاوية يفضل غالبا لأن وجود الأكل في المعدة يعوق امتصاص الجسم لحبيبات الدواء ولضمان حصول الجسم علي كامل فائدتها الصحية, الا أنه في بعض الحالات المرضيةمثل التهاب المعدة ينصح بأخذ الدواء بعد الأكل وقاية للمعدة من القرحة, ويمكن لبعض الأغذية أن تمنع امتصاص الأدوية وبعضها الآخر يمكنها أن تزيد من درجة الامتصاص. فعلي سبيل المثال اللبن الذي يعتبر وجبة غذائية لأن الطفل يعتمد عليه لمدة9 أشهر فإن شرب كأس منه مع تناول مضاد حيوي مثل التيتراسيكلين, يجعل الكالسيوم الموجود في الحليب يرتبط مع التيتراسيكلين, وبالتالي يصبح مركبا صعب الامتصاص من جانب الجسم. لذلك, فإن التأثير المرجو من التيتراسيكلين( وكذلك فوائد الكالسيوم) لن يقع أبدا. ومن جهة أخري فإن شرب كأس من عصير الليمون مع أي غذاء أو دواء يحتوي علي الحديد يعتبر مفيدا لأن فيتامين ج في الليمون يزيد من درجة امتصاص هذا المعدن. أما بالنسبة لأدوية الروماتيزم فتؤخذ بعد الأكل, وأما مدرات البول فيجب أن تؤخذ قبل الإفطار( علي الريق) لضمان فاعليتها. وهناك ادوية ينصح الطبيب أن يشرب المريض ماء كثيرا بعد الدواء.
ويؤكد د. طارق اننا لا نستطيع التعميم فكل مادة فعالة غير الأخري ويجب أن نلتزم بسؤال الطبيب عن تعليمات تناول كل دواء علي حدة, و لحسن الحظ فإن عدد التفاعلات الدوائية الغذائية ذات النتائج المضرة قليلة و يجب قراءة ورقة المعلومات الداخلية المرافقة للدواء جيدا لتحديد أي تفاعل محتمل.كما يجب دائما التحدث إلي الطبيب أو الصيدلي حول أي تفاعلات معروفة لأي دواء أو غذاء ثم توضيح الخيارات الواردة بعد ذلك, ثم يجب متابعة درجه فاعليه الدواء للتأكد أن الأدوية تأتي بالنتيجة المنتظرة منها ومراقبة أية آثار جانبية غير مرغوب فيها خاصة إذا كانت التأثيرات تتغير خلال فترة العلاج فيجب مراجعة البرنامج الغذائي المتبع مع الطبيب أو الصيدلي لتقييم أي تفاعلات أخري أو مراجعة نوع الدواء والغذاء معا لضمان صحة أفضل.