بين الطابع الأوروبي الهادئ البسيط والذوق الشرقي بما فيه من جماليات؛ أطلقت مصممة الأزياء المصرية مرمر حليم مجموعتها المتكاملة لأزياء مستوحاة من البيئة، أطلقت عليها اسم “الطبيعة”، وجاءت الألوان والقصات بقدر كبير من الحيوية والمرونة، ثرية بالكسرات والتموجات وعدم الالتزام بالتناظر، كما هو الحال في الطبيعة لتبدو المرأة ساحرة ناعمة، كأنها ومضة تخطف الأبصار بأناقة شديدة ورقي بلا مبالغة.
حيث اعتمدت مصممة الأزياء المصرية مرمر حليم في مجموعتها الأخيرة “الطبيعة” خامات مصرية لتأكيد أن العرب يستطيعون المنافسة بما لديهم من خامات، ولكن المهم الأفكار التي تحملها التصاميم بحيث يتم توظيف الخامة المناسبة لكل فستان بأسلوب يجعل التصميم مبتكرا، وعلى مستوى المنافسة العالمية، وبشكل أساسي استخدمت الكريب الخفيف والشيفون ساتان على الحرير والجلد والنحاس كأكسسوارات.
مقيدات الأناقة
عن التنوع الذي تضمه المجموعة إذ ضمت تصاميم للمناسبات العادية وأخرى للسهرات، تقول مرمر “حرصت على تصميم أزياء للمناسبات العادية وخاطبت من خلالها كل الفئات العمرية وكان هدفي أن أقدم رسالة للمرأة أؤكد فيها أنها لا يجب أن تتقيد أبدا بعمر، ولكن بما يلائم شكل وتكوين قوامها وطول قامتها”، مشيرة إلى أن هذه المجموعة من التصاميم كلها ألوان وقصات تناسب كل الأعمار، ويمكن توظيفها بطرق عديدة للمناسبات المختلفة وهي تصاميم جاهزة وهذه النوعية تحتاج من المصممين العرب لاهتمام خاص لأنها تمثل الاحتياج اليومي للمرأة، بينما يقتصر ارتداء السواريهات على مناسبات محدودة.
وتشير إلى أنها حرصت في أزياء السهرة على أن تبدو المرأة غاية في الرقة والنعومة بلا مبالغة من دون أن تتخلى عن إحساس الرفاهية والدلال الذي تنشده في أزياء السهرة، وهو ما جعل المجموعة الخاصة بالسواريهات تحاكي الطبيعة من خلال خطوط انسيابية وعفوية والقصات غير المتطابقة، ويظهر ذلك من خلال الكسرات في بعض الفساتين والدرابيهات المتهدلة، وقد وجدت أن الكريب أكثر الخامات نعومة بحيث ينساب على جسم المرأة بشكل جذاب، ويخفي بعضا من عيوب القوام، موضحة أنها انحازت للخطوط والقصات التي تكسب القوام انسيابية ورشاقة.
وعن التركيبات اللونية الخاصة بها، توضح “اخترت درجات لونية من الطبيعة منها البيج بدرجاته والوردي والرمادي الفاتح والداكن والأوف وايت، وهي ألوان تناسب كل الأعمار وتصلح لأصحاب البشرة السمراء والبشرة البيضاء”.
حجاب وأكسسوارات
في ظل وجود قطاع كبير من النساء اللواتي يرتدين الحجاب، ترى مرمر أنه لابد من مراعاة هذه الشريحة الكبيرة التي تضم فتيات ونساء ناضجات، والأساس لديها أن تتسم التصاميم بالبساطة؛ فالأساس في الحجاب أن تبتعد المرأة عن المغالاة الشديدة وترتدي أزياء غاية في الأناقة والرقي.
وعن دور الاكسسوارات في تصاميمها، تقول “الاكسسوار هو الذي يتمم المظهر بالكامل، ومن دونه تشعر بأن هناك شيئا ينقص التصميم، وقد اعتمدت على النحاس والجلود الطبيعية والأحجار الكريمة كاكسسوارات أساسية إلى جانب توظيف الخامات والأقمشة التي يصنع منها الفستان”.
وحول تأثرها بالطابع الأوروبي في الأزياء، تشرح “أعبر عن ذوقي الخاص وأفكاري من خلال تصاميم متأثرة بالطبيعة بكل صورها، وبعد تخرجي في كلية التجارة قررت الالتحاق بمعهد التصميم والموضة “بورجور” الإيطالي، وتعلمت على مدار ثلاث سنوات تصميم وتنفيذ الباترونات وتشكيل الموديلات على المانيكان؛ فقد كان حبي للأزياء منذ الصغر يزداد يوما بعد يوم، وبعد أن كانت هواية وجدت نفسي أصمم ملابس المناسبات الخاصة لصديقاتي وقريباتي، وحققت نجاحا كبيرا حيث وجدت أن تصميم الأزياء هو الشيء الذي أتقنه بلا علم. ولكن فضلت الدراسة المتخصصة للوصول إلى مستوى متميز من الإتقان وتنظيم الأفكار”.
وتضيف “رغم إعجابي بالذوق الإيطالي والأوروبي عموما غير أني دائما أرى المرأة العربية في تصاميمي، ولم أفكر أبدا في تقليد أو محاكاة التصاميم الأوروبية حيث إن مهنة تصميم الأزياء ليست بالسهولة التي قد يتخيلها البعض، ولكن أهم شيء هو الموهبة والحس التلقائي العفوي الذي يمنح لكل مصمم التفرد والبصمة الخاصة به، وهذا هو أسلوبي أن أعبر بعفوية عن إحساسي وأفكاري في عمل الفستان”.