كيف يتعلم طفلي الحب ؟ سؤال تردده كثير من الأمهات بعد أن لاحظن العنف والعناد علي أطفالهن الذين لاتتجاوز أعمارهم السنوات الأربع فكيف تعلم هذا الصغير القسوة والعنف؟ د. داليا الشيمي أستاذ الطب النفسي بكلية الآداب جامعة عين شمس.
تؤكد أن المشاعر تزرع كما تزرع الأخلاق, العلوم الدراسية و قواعد المجتمع, فيمكن أن ندرب أولادنا علي إعمال مشاعرهم تماما كما نجتهد في إعمال عقلهم في المواد الدراسية, إلا أننا كثيراما نبالغ في هذا لكي نجعلهم علي الصورة التي نحلم نحن لهم بها, فنفرض عليهم قواعد شديدة الصرامة.
فهناك بعض الوسائل التي يمكن بها أن تعلمي طفلك الحب وتساعده علي التعبير عن مشاعره, لكنها تحتاج إلي توافر المشاعر الفياضة بالحب المتبادلة بينك وبينه. وأولي خطوات تعلم الطفل الحب هو أن يشعر بحب الأبوين له فيمكنه ذلك من إظهار الحب لهما, ومن السهل جدا علي الأم التعبيرعن شعورها الرقيق تجاه طفلها وذلك بأن تحكي له منذ الصغر عن مشاعرها تجاه ما تتعرض له ولا تكتفي برصد الحقائق دون مشاعر, ويمكن أن يتم ذلك بداية مرحلة الإرضاع, فما نزرعه حتي وان كان الطفل مازال في رحم الأم يؤثرعلي توجهاته في الحياة, لذلك فعليكي ان تساعدي إبنك علي أن يروي مشاعره لك حتي وان كان الوقت غير مناسب لذلك, كأثناء عودتك به من المدرسة أو أثناء تناوله الطعام, ولا تكتفي بهذا فقط بل استفسري عن شعوره وشجعيه علي أن يذكره حين يتحدث عما مر به, وان تنتهزي كل فرصة للتعبيرعن حبك له و عن مشاعرك تجاه وجوده في حياتك بغض النظر عن كفاءته في الأداء الذي تحبينه أو تقيمينه علي أساسه. كما عليك ايضا ان تضعي ابنك في المواقف التي تنمي المشاعر لديه مثل زيارة الأقارب والمرضي وتحدثي له كثيرا عن اهمية هذه الزيارات, واسمعي منه ما يدور داخله نحو هذه المشاعر, ولا تنسي ان الثناء علي كل تعبير عن مشاعره يقوم به تجاهك حتي وان كان بسيطا وغير محدد, له اهميه وقيمة كبيرة باعتبارها لغة أخرجها من قلبه ليمنحها لك ومن جانب آخر قومي بالتركيز مع طفلك علي المشاعر الإيجابية وزرع مفهوم المشاعر الراقية التي يتميز بها الإنسان, فكثيرا ما نخطئ حين نحدث صغارنا بل وأنفسنا أن الله ميزنا بالعقل فقط وننسي أن القلب قد يدخلنا الجنة ايضا.
واخيرا لا تحرمي طفلك من أن يجيد لغة الحب والتعبير عن المشاعر بين أفراد الأسرة.
