تنتشر في الوقت الحالي الكثير من الطرق العلاجية الحديثة التي تهدف إلى تعزيز الشعور بالراحة والاسترخاء وتحسين الحالة الصحية العامة، فعلى سبيل المثال تزخر الفنادق والمنتجعات الصحية بحمامات سباحة داخلية أو غرف ساونا بها آرائك مريحة وموسيقى حالمة. وينظر كثيرون إلى طريقة العلاج المائي، التي أرسى قواعدها العالم الألماني سيباستيان كنايب والمعروفة باسم علاج كنايب «ثَمىِِ كْم»، بأنها طريقة علاجية قديمة لا تجدي نفعاً. غير أن مارتينا ياخمان، من رابطة أخصائي الطب البديل في مدينة إيزرنهاغين الألمانية، أوضحت أن هذه الطريقة التقليدية في العلاج المائي لاتزال تحظى بإقبال كبير؛ لأنها تساعد في تجنب دوالي الساقين، وتعمل على توسيع الأوعية الدموية.
وأوضح أوفه شتايناخر، من مدرسة سيباستيان كنايب بولاية بافاريا الألمانية، طريقة العلاج المائي بقوله: «في البداية يعتبر حمام القدم البارد من الوسائل العلاجية المنعشة للغاية، خصوصا عندما يتم وضع القدمين في حوض الماء، بعد التجول مشياً على الأقدام لمسافات طويلة». وحتى يكون لحمام القدم البارد بعض التأثيرات العلاجية إلى جانب الإحساس بالانتعاش، ينبغي على المرء أن يخرج ساقيه تماماً من الماء بالتناوب، وأن يتم إدخالهما مرة أخرى بصورة منتظمة، ويقول الخبير الألماني: «من خلال هذا التحفيز المتبادل تتغير طبيعة المواد المناعية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز القوى المناعية بالجسم».
وينبغي أن تتراوح درجة الحرارة في حمام القدم البارد بين 16 و 18 درجة مئوية، وينطبق نفس الأمر في حالة استخدام حمام القدم البارد في المنزل.ولكن يتعين على الأشخاص الذين يشعرون بالبرودة باستمرار أو يعانون اضطرابات في الدورة الدموية أو أمراض حادة في الكُلى والمثانة أو بعض أمراض القلب، توخي الحرص والحذر عند وضع القدم في الماء. وأضاف الخبير الألماني المتخصص في طريقة كنايب للعلاج المائي «من الأمور المهمة أيضاً أثناء استعمال حمام القدم البارد ضرورة مراعاة فترة الاستخدام، التي لا يجوز أن تطول لدرجة أن تظهر معها آلام ناتجة عن البرودة». وبعد كل حمام ينبغي على المرء مراعاة تدفئة القدم مرة أخرى وبسرعة، عن طريق المشي السريع مثلاً، ثم الخروج من الماء. وأوضح توماس رامب، مدير العيادات الخارجية للطب الصيني التقليدي في جامعة دويسبورغ – إيسن الألمانية «بعد هذه الحمامات الباردة ينبغي على المرء مسح القدم بمنشفة وتجفيفها بشكل طفيف فقط؛ لأن ذلك يُطيل من تأثير الانتعاش».
ولكن ينبغي على المرء تجفيف الماء بين أصابع القدم تماماً، للحيلولة دون ظهور فطريات القدم أو الأمراض الجلدية الأخرى. وهنا تلتقط مارتينا ياخمان طرف الحديث، وتقول إن الأمر يختلف في حالة استعمال حمامات القدم الساخنة، مشيرةً إلى أنه يجب تجفيف القدم كلها جيداً، بما في ذلك المواضع المبتلة بين أصابع القدم. ولا تقتصر فوائد حمامات القدم الساحنة على تهدئة الأعصاب أو الوقاية من نزلات البرد الوشيكة، حيث تقول مارتينا ياخمان: «نظراً لأن حمام القدم الساخنة يعمل على تحفيز تدفق الدم، فإن هذا التأثير يمتد ليظهر في الأغشية المخاطية في الأنف، كما أنه يدعم الجهاز المناعي للقيام بأداء وظيفته».
وأشار توماس رامب إلى دراسة علمية أجراها العالم السويسري كورت كراوشي، أثبتت بشكل علمي في أواخر عقد التسعينات من القرن الماضي، أن الأقدام الدافئة تساعد على النوم بصورة أفضل. ويقول الخبير الألماني: «حمام القدم الساخن يعمل على تدفئة القدم والجسم بالكامل، لذلك فإنه أكثر فعالية من ارتداء الجوارب السميكة أثناء النوم».
كما يمكن لحمامات القدم الساخنة التصدي لنوبات الصداع المتزايدة أو على الأقل التخفيف من حدتها، ويقول توماس رامب: «إضافة دقيق الخردل إلى حمام القدم الساخن يقوي من تأثير التمديد الشعيري، كما أن إضافة نبات الروزماري يجعل المرء يشعر كأنه تناول فنجانا كبيرا من قهوة الإسبرسو، كما يتمتع نبات الناردين واللافندر بتأثير مهدئ للأعصاب». وتتميز هذه الإضافات بأن لها تأثيرا مضاعفا على الجسم عندما يتم استخدامها عن طريق القدم أو الأنف.
ولكن ينبغي على المرء قبل استعمال هذه الإضافات اختبار ما إذا كانت تسبب استجابات تحسسية على الجلد، وفي حالة البشرة الحساسة يجب تدليك القدم بكمية كافية من الزيت، بعد حمام القدم المُضاف إليه دقيق الخردل. وتتمثل مزايا حمامات القدم في أنها متاحة لجميع الأشخاص؛ حيث يمكن استعمالها بكل سهولة في المنزل وبكلفة زهيدة، كما يمكن شراء الإضافات من الصيدليات، والاستفادة من تأثيراتها المعززة للصحة. وينصح الخبير الألماني توماس رامب قائلاً: «ينبغي على مَن يرغب في اتباع الطريقة العلاجية الصحيحة، أن يستعلم عنها بشكل تفصيلي قبل تطبيقها، أو يكون ذلك تحت إشراف أحد المتخصصين».