بلمسة بذخ واضحة، وكثير من الحرير الشفاف، قدم مصمم الأزياء الدومينيكي الشهير، أوسكار دي لا رينتا، مجموعته الأخيرة «ريزورت 2012»، أول من أمس، بكثير من اللون، وكثير من الغنى في الحركة والخطوط الجنوب الأميركي، مزيّناً رؤوس العارضات بقبعات مكسيكية تقليدية، ذات لمسة واضحة من تلك الثقافة، بينما اختار حلبة مصارعة الثيران المكسيكية، في العاصمة نيو مكسيكو.
كما لو كانت حلبة مصارعة الثيران المكسيكية غير كافية، اختار دي لا رينتا، أن يفتتح عرضه بعرض موسيقي مكسيكي على أنغام الـ«مارياتشي»، لتتهادى العارضات بالقبعات المكسيكية الكبيرة المستديرة، وفساتين حريرية مترفة، عكست لمسة تقليدية واضحة، لطبقة راقية وكلاسيكية من المجتمع المكسيكي، منوّعاً بين قصات فساتين السهرة الناعمة المتموّجة والضيقة، أو قطع الاستخدام اليومي، من سراويل وقمصان وتنانير وسترات خفيفة، والكثير من الطبعات والألوان، أو الترتر اللماع، أو الريش الناعم، بينما فضّل أن يكتب أنغام الـ«مارياتشي» التقليدية نوت موسيقية على القمصان الحريرية، في مجموعة بدت أقرب إلى الاحتفائية.
عمد المصمم على أن ترتكز مجموعته على الإبراز الواضح للخطوط والانحناءات الأنثوية في التصاميم التي ميزت معظمها القصات الضيقة، وقوالب الصدر المبرزة له، مع الحرص على عدم المبالغة، في توازن واضح في القصات بين الاتساع والضيق، جعل منها مجموعة تعكس إحساساً مريحاً للملابس، على الرغم من غوايتها، كما عمد المصمم إلى المزاوجة بين الخامات الحريرية الناعمة الشفافة، ذات الإحساس الصيفي المنعش، من دون تناسي مجموعة من السترات الخفيفة هنا وهناك لمن يفضلن السفر إلى الوجهات الشتوية المختلفة.
وضوح
قدم المصمم مجموعة من القصات التي عكست خطوطاً واضحة وقوية، وكما من الجرأة الكافية استطاعت أن تعكس غواية وثقة لامرأة تعرف تماماً ما تريد، إذ بدت القصات بخطوطها المستقيمة الواضحة تارة، والملتفة المتداخلة تارة أخرى، أقرب إلى تصاميم امرأة ترى في منتصف عشريناتها وثلاثيناتها كثيراً من السحر والجمال، منوّعة بين قمصان شفافة بيضاء، زيّنتها حدود سوداء متوازية وكثير من الكشكشات المتموّجة والكبيرة عند الأكمام، وأخرى قطنية كلاسيكية بكسرات متوازية طولية ناعمة، إضافة إلى تلك الأقرب إلى قمصان السهرة بخامتها الشفافة من «الأورغانزا» ذات الياقات الواسعة المتهدلة والأكمام ذات النفخة البسيطة التي توفرها طبيعة الخامة، وكثير من المبالغة المكشكشة على الأكمام، كما قدم المصمم مجموعة حريرية شديدة الترف والرومانسية تميزت بطبعاتها القوية.
حرص المصمم أيضاً على إبراز فكرة التنانير التي حملت بصمة بسيطة، ولكن أنيقة، للحياكة والتطريزات الناعمة المنتشرة في الثقافة المكسيكية، والتي زيّنت تنانير واسعة مستديرة خمسينية القصة، وأخرى ضيقة من القماش المحاك الوبري، بخطوط عرضية واضحة أبرزتها الحياكات الناعمة، وهي أيضاً الخامة التي برزت في بعض السترات القصيرة الناعمة، إضافة إلى التنانير ذات القصات الناعمة الضيقة عند الأرداف، والمتسعة بتموّجات كبيرة نزولاً، مزيّنة بحواشٍ ذات ألوان أنيقة ومتسقة مع بقية القطع. كما ركز المصمم على إبـراز مجموعـة من السترات المختلفـة، منها الضيق المحدد لتفاصيل اليد، أو تلك الواسعـة المتهدلة، أو الكلاسيكيـة الأنيقـة ذات القصـة الأقـرب إلى سترات الأطقم الرسميـة، مـع قمصان بيضاء تحتها برزت ياقاتها الأنيقـة الحازمة.
تركيز
على الرغم من التنوّع الشديد والمريح في قطع الملابس الخروج اليومي والسفر، ذات الأفكار المريحة والكلاسيكية الناعمة، فإن المصمم ركز في فساتين السهرة على إبراز انحناءات الجسد، التي بدت واضحة، سواء على منطقة الجذع التي كانت ضيقة بقوالب صدر مكشوفة الأكتاف، وتموّجات منسدلة لأذيال وتنانير الفساتين أحياناً، وانتفاخ رومانسي أحياناً أخرى، لتنانير وأذيال من الريش الناعم، أو تجمعات خجولة لطبقات التور التي كونت فساتين كاملة شفافة بالكامل تجمع خلالها القماش على مناطق معينة في الجسد، بينما كشفت الخامة الشفافة جداً والمزيّنة بشذرات منثورة من الترتر اللماع عن بقية أجزاء الجسد بالتفافاتها التي تحوّلت إلى ياقة واسعة عفوية ارتفعت لتتحوّل إلى وشاح وقلنسوة رأس تغطي الوجه بإغراء مترف.
تنوعت الفساتين بين المعتمدة على تجمعات القماش المتداخلة ببعضها بعضاً حتى الأرداف، لتتحرر منسدلة بفتحة ساق عالية، والضيقة بالكامل من قماش «الفاي» الثابت، وتجمعات مقسومة على الصدر، وأذيال مكشكشة طويلة من القماش نفسه، وبين أخرى تزيّنت بعقد عفوية تناثرت على أنحاء الفساتين بين أكتاف وأرداف وأذيال، أو تلك التي اعتمدت أمتاراً لا متناهية من «التور» الأسود المكون لكسرات وتجمعات وتداخلات رسمت منطقة الجذع، متحررة عند جزء التنورة مع حواشي مكشكشة رومانسية، إضافة إلى تركيزه على الترتر اللماع في تزيين مجموعة من الفساتين ومنطقة الجذع منها، بينما انسدلت تنانير الريش بهدوء غير مبالغ.
هدوء
فضّل المصمم، غالباً، أن تكون ألوان المجموعة واضحة وهادئة، مع التركيز على اللونين الأبيض والأسود بلمسة أحمر قان في معظم القطع العملية اليومية، إضافة إلى تركيزه على اللون الأسود في مجموعة من فساتين السهرة، وتميز خاص جداً للون الأخضر العشبي الغني، ولمسات من ألوان الباستيل الهادئة من الوردي المشمشي الفاتح جداً، وذلك الأقرب إلى لون البشرة المتورّد، ولمسة فضيـة ناعمـة غير مبالغـة، مع اعتماد الخامات المنقطة ذات الحواشي، أو تلك المطبّعة بين نوت موسيقية ولطخات ملوّنة، أو ذات الخربشات الفضيـة والرماديـة الناعمـة، لمجموعـة بدت قوية وواضحـة، مع كثير من البساطة والأنوثة.