ضجت البلاد بالخبر السار الجديد، فتلألأ بريق الأمل في أعينهن، وتسللت قشعريرة فرح، فالآن كبرت بقعة العطاء، وبات بمقدورهن خدمة الوطن ومشاركة الرجال أعمالهم الشاقة، فما كان صعباً تحصيله أصبح سهل المنال، فمؤخرا فتح باب العمل للنساء في سلك الاطفاء، الأمر الذي فتح الأعين على مصراعيها دهشة وسط استنكار المعارضين، وبهجة في نفوس المؤيدين.
وخلال السنوات الأولى من تاريخ نشأتها سرعان ما كونت الإطفائية شخصيتها وحددت أهدافها وطبيعة عملها في إطار الخدمات العامة والإنسانية ، حيث أخذ اسم الإطفائية الكويتية يكبر وينمو مع اتساع وتطور المدنية كإخوانهن رجال الإطفاء الذين يعملون بكل جد ونشاط على تأدية واجباتهم.
وكان لابد من القاء نظرة على دور الاطفائيات الكويتيات ومدى تقبل لقب “اطفائية” في الشارع الكويتي ، فلطالما كثرت الأسئلة فيما يتعلق بدورات الإطفاء، لذا سلط “قسم المرأة” في جريدة “الوطن” الضوء على أول من تقدمت لوظيفة اطفائي، الرقيب المفتش الوقائي في الادارة العامة للإطفاء زينب حسين غضنفري.
في البداية أكدت غضنفري أن العمل الذي تقوم به الاطفائيات الكويتيات لا يتشابه تماما بما يؤديه الرجال من أعمال انقاذ واطفاء الحرائق ، ومكافحة النيران ، بل يتمثل بالأعمال الادارية البعيدة عن المخاطر كتفتيش الأماكن المخصصة للنساء والتي لا يمكن للرجال دخولها كالصالونات وصالات الأفراح ومعاهد صحية نسائية، والتأكيد من صلاحية الرخص إن كانت منتهية أو تحتاج لتجديد ، وتسجيل المخالفات والتأكد من سلامة الأجهزة الوقائية من أجهزة الانذار والطفايات، وأبواب المخارج.
وبينت غضنفري أن الاطفائيات الاداريات يلتزمن بارتداء الزي الرسمي المطابق لزي الرجال، وقالت ” غالبا الأمور الجديدة على المجتمع الكويتي تكون تحت المجهر وتنتقد وتصبح محل خلاف، كزي الاطفائيات، حيت تتباين وجهات النظر بين الرفض والقبول، ولكن رغم ذلك أدهشتني نسبة مشجعي عمل المرأة الكويتية بالاطفاء “لدرجة كان البعض يوقفنا ويلتقط معنا الصور التذكارية”.
كما نوهت غضنفري أن العمل في مجال الاطفاء عمل تطغى عليه المتعة فيتمثل العمل خارج الإدارة وداخلها مما يكسر روتين العمل المعتاد.
وأفادت غضنفري أنها أول شابة كويتية تقدمت لدورة الاطفاء التي تستمر فيما يقارب العام، فقد كانت تبدأ من الساعة الثامنة صباحا وتنتهي الساعة الثامنة مساء ، وتتسم دورة الاطفاء بالتدريب النظري والعملي الميداني ، وأضافت ” غالبا ما كنّا نذهب إلى (جبد) للتدريب على كيفية استعمال الطفايات بأنواعها وإطفاء الحريق والاسعافات الأولية”.
وذكرت غضنفري أن عدد الاطفائيات الكويتيات في الكويت يبلغ 18 اطفائية ، 3 في محافظة الأحمدي ، و 3 بالجهراء ، والبقية في محافظة حولي ، وشددت على أنه لو افتتحت دورة اطفاء لأداء ذات الأعمال المنوطة برجال الاطفاء ” كإمساك الهوز وسط النار واطفاء الحريجة” لكانت أول من انضممن لها.
ونادت غضنفري كل شابة طموحة ومحبة لبلادها أن تجري خلف أحلامها، وتسعى لتحقيقها ، وبينت أن الالتحاق بدورة الاطفاء فرصة للشابة الكويتية لاسيما لمن ترفض الاختلاط بالجنس الآخر، إذ أوضحت أن الدورة لا يشوبها اختلاط بالجنس الآخر والعمل كذلك ينحصر وسط المجتمع النسائي .
وفي النهاية قدمت زينب غضنفري كلمتها الأخيرة وقالت ” أشكر كل موظفي المكافحة والمفتشين على أدائهم واجبهم بأكمل وجه وعلى جهودهم وما يبذلونه في سبيل حماية أرواح وممتلكات الآخرين ، كما أوجه شكري الخاص لكل من شجعني على خوض مجال الاطفاء خصوصا زوج خالتي وعمي”.