الاهمال العاطفي من جانب الأم لطفلها يسبب التخلف العقلي والتأخر الدراسي وسوء التغذية وقصر القامة والسلوكيات العدوانية.
أكد الدكتور مجدي بدران استشاري الاطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس ان الامومة غريزة اقوي من غريزة الحب نفسه. وذلك لان لها كمياء خاصة وتبدأ تغلغلها في جسم الام مع بداية الحمل.
فالجنين الذي يشعر بالحب في بطن امه ينمو ويكبر بشكل طبيعي والمحروم منه تغمره ما يسميه بكيمياء الغضب من الام فيقل نموه ولربما مات في المهد.
أوضح ان ضربات قلب الام تمثل ايقاعات طبيعية حالمة يستمتع بها الجنين طوال فترة الحمل وتعد هذه الضربات اساس استمراره في الحياة ولو توقفت لثوان لتهددت حياته.
مؤكداً ان توفير الجو الهادئ للام الحامل هام للجنين وعند بدء خروج الطفل من رحمها يصطدم الوليد بعالم غريب ينذره بفقدان حرارة الاتصاق بالام فيصرخ رافضا العالم الجديد وهذا ما يبرر صراخ حديثي الولادة.
كما اشار إلي ان وضع الوليد بسرعة علي صدر امه فور اتمام عملية الولادة يتأكد انه مازال حيا والدليل سماعة ضربات قلب الام التي يحفظها ويستطيع ان يميزها بمهارة كبصمة خاصة للحياة وانه عاد ليستمتع بدفء الالتصاق بها من جديد. وكلما التصق بأمه يتأكد انه مازال حيا فيقبل علي الحياة.
اضاف ان الرضاعة الطبيعية هي اسمي انواع الحب الذي يوهب الحياة وان هناك علاقة سامية بين الام وابنائها وان اشباع حاجة الاطفال من الحب يساعدهم علي ان يشبوا افراداً اسوياء.
موضحا ان الكثير من الابحاث العلمية اكدت اهمية احتضان المولود بعد ولادته مباشرة حيث يكسبه حضن الام الدافيء مظلة من الهدوء والطمأنينة تمتد لسنتين.
موضحا ان الامومة النفسية تؤدي إلي افراز هرمون الاوكسيتوسين المعروف باسم هرمون العناق وهو الذي يدفع الانسان ليحتضن من يحب ويساعد في ادرار اللبن من ثدي الام ويساعد الناس علي تنمية المشاعر والحب والعطف علي الاخرين.
واخيرا يري الدكتور مجدي ان الحضن الدافيء هو ارخص دواء لعلاج قلق الاطفال ويساعد المواليد علي النمو والحياة ويزيد من ذكاء الاطفال فالاهمال والكبت العاطفي للاطفال يسبب لهم التوتر ويزيد من معدلات اصابتهم بالازمات التنفسية فهناك 16% من المراهقين المصابين بحساسية الشعب الهوائية يعانون من التوتر أو الاكتئاب مقارنة بـ9% من المراهقين الطبيعيين.