أحداث الثورة والسياسة تطل علي عقول وعيون أبنائنا من خلال الصحف ووسائل الاعلام المختلفة مما يثير انتباههم من حشود المظاهرات والمليونيات, في وقت قد لا يفهمون فيه معني الثورة.
لذلك فإن الآباء مطالبون بتبسيط فكرتها بينما قام آخرون باصطحاب الأطفال الي موقع ميدان التحرير لرؤية معالمه والتعرف علي ايقاع فكرة الثورة للإجابة علي التساؤلات الكثيرة لأبنائهم.
د. حسين زهدي استاذ الصحة النفسية يؤكد أن التربية الثورية تبدأ من هذه السن ليفهم الأطفال معني الحرية والكرامة والحياة السياسية وأهداف الانتخابات فقد رأوا الدبابات في شوارع مصر وميادينها ورأوا الانتخابات وانتشارها في أنحاء وطنهم وتتفتح أعينهم علي نسائم الحرية التي لم يذقها آباؤهم لسنين طويلة,
لذلك فإن الآباء يجب الا يتأخروا عن الإجابة علي تساؤلات أطفالهم لأنهم أكثر ذكاء ولكن أقل خبرة, وأن يراعي فيها سن الابن ومفرداته من الكلمات وامكاناته في الفهم اضافة لاصطحابه الي لجان الاقتراع حتي يكون المفهوم اللفظي عمليا, لأنه ليس من صالح الطفل أن نعزله عن عالمه ومستقبله في السياسة والاقتصاد وعادات المجتمع وقيمه ايضا, وأن يدرك دوافع قيام الثورة وأهدافها وتمرينه علي ابداء رأيه في الأحداث, وأن يدرك أن كل مواطن عليه حقوق وواجبات يلتزم بها لنهضة بلده, وأن ثورة شباب مصر قامت ككل الثورات السابقة ضد الظلم والفساد الذي حاصر المجتمع, ونناقش معه الظروف التي عاشها ويعيشها المواطن وأولاده من فقر واستبداد, حتي ينشأ جيل جديد قادر علي العطاء والجهد يدافع عن بلده, وأن نبسط له معني الحرية وعكسها, وأن نمارس ذلك عمليا في تعاملات الأسرة وبين الأولاد, كما يجب الا نحجب عنهم صور ومشاهد العنف الأخيرة التي تخللت المظاهرات لأن ذلك هو الواقع وأن حجبه ليس من مصلحة الطفل ولكن لنشرح له الأسباب ورأينا فيما يحدث لأن الطفل لم يعد يناسبه الانعزال عن واقعه ومستقبله.