اكدت دراسة فرنسية حديثة ان الافراط في تدليل الطفل ينطوي علي مخاطر نفسية كثيرة ربما تكون اشد خطورة من ضربة خاصة اذا كان الطفل وحيدا.
ويري خبراء التربية ان التدليل يقضي نهائيا علي فرص تكوين الارادة لدي الاطفال محذرين في الوقت نفسه من التعامل بقسوة مع الطفل لأن خير الامور الوسط.
واوضحت الدراسة ان الطفل المدلل قلق بطبعه ويتعجل الامور ويحكم علي المواقف دون تفهم كما تسيطر عليه الانانية وحب السيطرة علي اخوته وتتسم تصرفاته بالعنف تجاههم لشعوره بالتميز عنهم, كما انه لايستطيع الاعتماد علي نفسه.
وتقول د. نهي معروف استاذ علم النفس بالجامعة الامريكية ان الطفل اذا تعلم ان يأخذ فقط يصبح أنانيا ومدللا فهو لم يتلق فكرة العطاء من أسرته, لذلك علينا ان نعلمه ان يعطي مثلما يأخذ انا احصل علي حقوقي.. فلابد اذن ان اقوم بواجباتي.
ولابد من التأكد ان مانطلبه من الاولاد ليس خارج طاقتهم, فالواجبات لابد ان تكون في مستوي طاقاتهم اما اذا زادت عن الحد ولم يستطع الطفل تنفيذها ويواجه ذلك الوالدين بالعقاب فإنهما يقعان في خطأ جسيم فمثلا سن الرابعة هي سن بداية الكتابة و يجد الطفل صعوبة في ذلك لان حركاته العضلية للقيام بمهام دقيقة محدودة كذلك قدرته البصرية وتكون اكثر نموا في سن السادسة فلا داعي لان نضغط عليه مبكرا معتقدين انه اذا امتنع عن ذلك فهو دلع.
فلايجب اعطاء مسئولية للاطفال اكبر من قدراتهم الجسمانية والعقلية والنفسية, ثم معاقبتهم علي عدم اتمامها بحجة الدلع في حين انه يمكن ان يقوم بنفس المهمة بشكل اسهل وأدق في السن المناسبة لذلك.
وعلي الام ان تعلم الطفل مبدأ الاخذ والعطاء, فعندما يقوم بشيء ايجابي تكافئه عليه, وعادة الطفل المدلل يأخذ اي شيء يريده بعنوة, فعلي الام ان تعلمه ان يطلب الشيء بأدب واذا لم يقم بذلك فلا يأخذه, فعليه واجب ان يطلبه بأدب حتي يأخذ حقوقه.
ومن كل سلوك صغير نصل الي سلوك كبير, فالقيام بالواجبات المدرسية اولا ثم مشاهدة التليفزيون وهكذا.
وقد شدد خبراء التربية علي ضرورة الاعتدال وعدم المبالغة في التدليل, بالاضافة الي اهمية امتناع الاباء عن تلبية بعض احتياجات الطفل بقصد تنشئته نشأة سليمة من منطلق ليس كل شيء يسير وليست كل الرغبات متاحة حتي يكون قادرا علي مواجهة مصاعب الحياة. وعلي الوالدين ادراك ان هناك امورا يجب ان يؤخذ فيها برأي الطفل حتي لو كان مدللا مثل الطعام والكتب التي يريد قراءتها واللعب المفضلة لديه, وكذلك الملابس التي يرتديها.
ولابد ان يميز الطفل المدلل بين الاشياء التي يكون مخيرا فيها, وبين قواعد السلوك المحددة التي ليس فيها مجال للاختيار.
كما انه لابد من التمييز بين احتياجات الطفل المدلل ورغباته, فقد يبكي نتيجة احساسه بالألم او الجوع او الخوف, وفي هذه الحالات ينبغي الاستجابة له.
وعلي ألا تستسلم لنوبات الغضب عند الطفل المدلل مادام امام عينها وليس متوترا بدرجة كبيرة وليس في وضع يعرضه للاذي.