عادة ما تشكو المرأة من عدم مشاركة الرجل ابنا كان أو أخا أو زوجا في الأعمال المنزلية حتي لو تعددت أعباؤها وكان لديه من الوقت ما يسمح له بمساعدتها.
فقد نشأ معظم الرجال الشرقيين وتربوا في بيوت تقوم فيها الأم أوالزوجة أوالأخت بكافة الشئون المنزلية كطهي الطعام وغسيل الملابس والأواني وتنظيف المنزل وتربية الصغار والعناية بهم.. أما الرجل فلا يصح أن يقوم بأي عمل من تلك الأعمال لأنها من صميم عمل النساء, حتي بعض النساء لا يفضلن رؤية الرجل وهويقوم بأعمال منزلية بعينها.. وبالتالي فالمرأة أو الفتاة في المنزل هي المسئولة عن خدمة الرجال وتوفير الراحة لهم.
ولتغيير هذه الفكرة كما يقول د.عادل محمد المدني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر لا بد أن تراعي الأم والزوجة بعض التصرفات تجاه الزوج وأيضا تجاه الأبناء سواء الذكور منهم أو الإناث قبل زواجهم وبعد الزواج.
فقبل الزواج يجب أن تطلب الأم من ابنها, شأنه شأن أخته, مساعدتها في بعض الأعمال المنزلية مثل أن يرتب سريره بعد الاستيقاظ من النوم وغسل الطبق والكوب اللذين استخدمهما في الأكل والشرب ورعاية أشقائه الصغار في حالة انشغالها أو غيابها, كذلك يجب أن تعرفه أن العمل في المنزل ليس حكرا علي النساء أو البنات فقط, ولكن تعلمه أن التعاون سلوك محمود وقد يفيده لو اضطر للسفر وللعيش أعزب في أثناء الدراسة أو العمل,وفي المقابل لابد أن تغير الأم من فكرة الابنة أن الرجل الذي يساعد في أعمال المنزل ضعيف الشخصية.
أما بعد الزواج فيمكن أن تطلب الزوجة من زوجها معاونتها في بعض الأعمال الصغيرة مثل عمل الشاي أو القهوة, أو إخراج الغسيل من الغسالة, أو مراقبة الطعام علي النار, أو إخراج الصواني من الفرن بعد نضجها, أو العناية بالأطفال لحين إنجازها عملا منزليا آخر أو عودتها متأخرة من العمل.. وبذلك تكون هذه الأعمال الخفيفة التي لا تحتاج لتعليم هي بداية تعاون الرجل مع زوجته, ومن خلال مساعدة الرجل زوجته يستطيع الرجل التقرب لها أكثر, بانتهاز الفرصة لتبادل الحديث معها أثناء الوقوف معها في المطبخ مثلا.
ويجب علي الزوجة ان تحفز زوجها وتؤكد له أنه قادر علي أداء كافة الأعمال المنزلية, فتذكره- علي سبيل المثال- أن أشهر الطهاة ومصممي الأزياء والكوافيرات هم من الرجال, ومن ثم فهذه الأعمال تعتمد علي التعلم والقدرة وليس علي الجنس أو النوع.. وفي نفس الوقت لا يجوز أن تعلق الزوجة سلبيا علي أداء زوجها لأي عمل بالمنزل كأن تقول:كان المفروض عمل كذا.. بل يفضل أن يكون تعليقها إيجابيا دائما حتي لا تنفره من مساعدتها, فتبدأ بمدح فعله ثم تنبهه إلي إمكانية عمله بطريقة أفضل. كذلك لا يصح أن تسخر أم الزوج من مساعدته لزوجته أو تنتقده مدعية أن مثل هذه الأفعال تهينه وتحط من قدره, بل يجب أن تحثه علي المشاركة والتعاون وتعرفه أن زوجته شريكة له في كل مناحي الحياة.. وتذكره بالمثل القائل القفة أم ودنين يشيلوها اتنين.
وناشد د.المدني في نهاية حديثه كافة وسائل الإعلام وصانعي الدراما المصرية ضرورة المساهمة في نشر ثقافة التعاون بين الزوج والزوجة في أداء الأعمال المنزلية حتي تستقيم الحياة وتقل المشاكل نتيجة إرهاق الزوجة وإجهادها وتحملها مسئولية البيت والأطفال بالإضافة إلي متاعب الشغل إذا كانت عاملة .