اتركي طفلك الصغير يغني ويقفز ويصرخ حتي إذا كان صراخه دون معني حتي ينفس عن مشاعره أو طاقته الحركية الانفعالية التي يتميز بها الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة, وإذا رغبت في تنمية مهارته الاجتماعية وحب التعاون ومشاركة الآخرين لديه فوفري له الألعاب.
التي تتطلب أكثر من شخص للعب بها, أما حب القراءة والأقدام علي التعلم والتدريب عليه فيتطلب القراءة للطفل حتي وهو في المهد.
هذه النصائح التي تقدمها د.كريمان بدير أستاذ تربية الطفل بكلية البنات جامعة عين شمس تؤكدها وتوضحها بقولها: أن وجود اللعبة له تأثير كبير علي عملية الاتصال الاجتماعي للطفل مع الآخرين, وأن الحرمان من أدوات اللعب سيؤدي إلي لفت نظر الطفل إلي نفسه ويزيد من تمركزه حول ذاته بينما يشجع توفر هذه الأدوات علي ممارسة سلوكيات تعاونية تشعره بذاته وبالآخرين.
وتؤكد د.كريمان من جهة أخري إلي أهمية تدريب الطفل علي الأشكال والمناظر المصورة وتصفح الكتب ذات الصور الواضحة حتي في الطفولة المبكرة يؤثر إلي درجة كبيرة في تكوين استعداد الطفل للقراءة في مرحلة التعليم قبل المدرسة, وهنا تؤكد أهمية القدوة للطفل لأنه يقلد سلوك أبويه الذي يصبح عادة تكرار الطفل له, مع الحرص علي استخدام القراءة لاثراء لغة الطفل برواية الحكايات المصورة ومناقشته فيها. هذا بالإضافة إلي الألعاب الذهنية ـ البسيطة التي يتعلم منها الطفل قوانين الطبيعة مثل ملأ زجاجة بالماء وتفريغها في أثناء استحمامه في البانيو وما شابهها من تجارب بسيطة ومتاحة, وكذلك ادراك الحقائق بالتطابق بين الأشياء أو التضاد أي الشئ وعكسه مثل الشمس, والظل والساخن والبارد والتعرف علي الزمن بأوقات النوم والاستيقاظ وربطها بالذهاب للعمل والعودة منه وأوقات الصلاة.
ويجب علي الأم عدم الاستهانة بقدرات طفلها وقدرته علي تعلم مهارات معينة, فالسباحة مثلا يمكن تدريب الطفل عليها حتي قبل ان يتعلم المشي, لذا عليها التفاعل مع المولود منذ اللحظة الأولي لميلاده فمناغاة الأم لطفلها وابتسامتها وغمرها له بالدفء العاطفي عن طريق احتضانه له أثر كبير في نمو قدراته مستقبلا, كما أن عليها التحدث مع الطفل ومنحه فرصة للتعلم وعندما يكبر قليلا عليها أن تسمح له بالمساعدة في بعض الأعمال فالأطفال يشعرون بالفخر عندما يرون أنفسهم أعضاء فاعلين وقادرين علي خدمة الأخرين, فطفل الثانية يمكنه المساعدة في جمع لعبه ووضعها في مكانها الصحيح, وطفل الثالثة يمكنه الاشتراك في تحضير المائدة, أما طفل السابعة فيمكن اشراكه في مجلس الأسرة لحل مشكلاتها والمشاركة في بعض المشكلات الموجودة في المجتمع, مع مراعاة عدم تعريض الطفل لأي احساس بالتوتر.