في معظم الدول العربية.. وفي مرحلة رياض الأطفال كثيرا مايتم بناء دور الحضانة بشكل عشوائي غير مدروس دراسة جيدة تناسب صحة الأطفال وتهتم بالمعايير البيئية والتجهيزات اللازمة.
والمقصود بذلك أنها لاتسمح بحرية الحركة للأطفال ولاتثير لديهم الرغبة في الاستطلاع أو الاكتشاف, كما تتجاهل المعايير المتعلقة بالناحية الاقتصادية, ويقصد بها توافر عدد مناسب من الألعاب مع أعداد الأطفال ومتانة الألعاب ومقاومتها للتلف.
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أصدرت عددا من المعايير ينبغي توافرها في الروضة أو الحضانة وخصائصها العمرانية ومكونات واشتراطات الأجهزة والوسائل والألعاب والأثاث.
د.نادية الشريف الأستاذ بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة تؤكد أنه بالفعل توجد معايير حديثة تتعلق بسلامة الأطفال يجب أن تراعي في مبني الروضة, بحيث تتوافر المساحة الواسعة التي تسمح للأطفال باللعب بحرية, والاعتماد علي الأدوار الأرضية التي لاتتطلب من الأطفال صعود السلالم, وتأمين تهوية مستمرة للغرف التعليمية والأنشطة, وهو مايعتمد علي التصميم, بحيث يمكن تحديد جهة الرياح في المنطقة ومناسبة النوافذ في اتجاهها, والاعتماد علي التكييف الطبيعي بدلا من التكييف الصناعي كلما أمكن ذلك, وأن تكون الصفوف خالية من الأتربة والغبار ومختلف الأشياء التي يمكن أن تؤذي الطفل, وتجنب الألعاب التي تحتوي علي مواد سامة كالألعاب المصنوعة من االبلاستيك الرديء, أو التي تحتوي علي مادة الرصاص أو الزئبق أو ذات الأطراف الحادة وإبعاد المواد الخطرة كالمنظفات والأدوية عن متناول يد الأطفال, وأن تكون الملصقات الجدارية خفيفة الوزن, وأن تكون الأسلاك الكهربائية غير ظاهرة بحيث لا يعبث بها الطفل, وأن يكون السجاد من النوع قصير الوبر سهل التنظيف وسريع الجفاف, لأن السجاد الكثيف طويل الوبر يؤذي الجهاز التنفسي لمايحمله من اتربة وغبار ممايسبب السعال المستمر للطفل أو يعرضه لحالات التحسس الصدرية, كمايعد ملاذا للحشرات والجراثيم لأنه يمتص ويختزن الرطوبة بشكل كبير ممايزيد من تلك المخاطر,وتؤكد د. سعدية بهادر الاستاذ بمعهد الدراسات التربوية جامعة عين شمس ضرورة اختيار موقع الروضة في مكان هاديء بعيدا عن الأماكن التي تنتشر فيها أعمال تسبب الضوضاء مثل الأسواق والمطارات والمصانع, ومن الممكن حماية الروضة من الضوضاء بإنشاء سور من الأشجار ذات الاوراق الصغيرة التي تعمل علي تكسير الموجات الصوتية وتخفض أثرها, وأن يكون الموقع بعيدا عن أسباب التلوث الهوائي مثل المصانع التي تنبعث منها الغازات والروائح الكريهة وأماكن معالجة النفايات أو مقالب القمامة, والبعد عن الشوارع العامة كلما أمكن ذلك, أو أن تتخذ مسافات حماية بحيث لايكون مدخل الروضة علي الشارع مباشرة, وتؤكد الدراسات الحديثة ضرورة أن تكون المساحة المخصصة لكل طفل ضمن مساحة النشاط لاتقل عن متر وخمسة سم ولاتزيد عن اربعة أمتار, لأن هذه المساحة تزيد من فرص التفاعل الاجتماعي وتسمح بحرية الحركة والنشاط, كمايجب أن تراعي بعض المواصفات الفنية مثل جودة الإضاءة والتهوية والهدوء والأناقة والترتيب في مواقع اللوحات والمعروضات والأثاث.
