الكيمونو هو اللباس التقليدي في اليابان. كلمة كيمونو في اللغة اليابانية تعني “ملابس” بشكل عام (حيث “كي” هي فعل بمعنى “لبس”، “مونو” تعني “شيء”. وبهذا تكون “كيمونو” أي بمعنى “الشيء الذي يلبس”) ، ولكنها حالياً تستخدم بشكل واسع للإشارة إلى اللباس الياباني التقليدي الطويل الذي يلبسه الرجال والنساء والأطفال، ومن المعروف عن الكيمونو منظره الجميل وألوانه الزاهية خصوصاً الكيمونو النسائي. الكيمونو هو عبارة عن ثوب على شكل حرف T يصل طوله إلى الكاحل وله ياقة وأكمام عريضة. يلف الكيمونو حول الجسم بحيث يكون الطرف اليساري فوق الطرف اليميني إلا في حالات الوفاة والدفن فيكون الطرف اليميني فوق الطرف اليساري ويلف بحزام يطلق عليه اسم أوبي يربط من الخلف لإحكام تثبيته. يترافق ارتداء الكيمونو عادة مع ارتداء زوج من الأحذية التقليدية التي يطلق عليها اسم زوري أو غيتا، مع زوج من جوارب الإبهام التي تدعى تابي.
أصل الكلمة
تشير كلمة كيمونو في اللغة اليابانية إلى الشيء الذي يلبس أي الملبوسات بشكل عام، حيث قبل أنتشار الملابس الغربية في اليابان كانت تستخدم كلمة كيمونو للإشارة إلى كافة أنواع الملابس.
عندما حلت فترة ميجي وبدأت الملابس الغربية بالازدياد في اليابان بدأ إطلاق مصطلح وافوكو وتعني “الملابس اليابانية” على الملابس ذات الأصل الياباني، بالمقابل فقد أطلق مصطلح “يوفوكو” وتعني “ملابس الغرب” على الملابس القادمة من الدول الغربية. وعليه فإن كلمة كيمونو في العصر الحالي لها معنيين الأول يشير إلى الملابس اليابانية وافوكو أو غوفوكو ، والمعنى الثاني هو للإشارة إلى الملابس بشكل عام، فمثلاً يقال في اللغة اليابانية “كيمونو وو كيناساي” للطفل العاري بمعنى “البس ملابسك!” وهنا يكون استخدامها بالمعنى العام للملابس. وعليه فإن الحكم على استخدام كلمة كيمونو يختلف حسب الحالة والعمر واللهجة التي تقال فيها سواء للإشارة إلى الملابس بشكل عام أو إلى الملابس اليابانية التقليدية. كلمة كيمونو المستخدمة في هذه المقالة تشير إلى الملابس اليابانية التقليدية.
أما كلمة غوفوكو فتعود إلى اسم مملكة وو من فترة الممالك الثلاث وهي الفترة التي وصلت فيها صناعة النسيج والملابس من الصين إلى اليابان، حيث كان سابقا يشار إلى المنسوجات الحريرية باسم غوفوكو وإلى المنسوجات القطنية باسم فوتومونو وكان لكل نوع متاجر واستخدامات خاصة. وعلى الرغم من ندرة استخدام كلمة غوفوكو للإشارة إلى الكيمونو حاليا، فإنه لا زال يشار إلى متجر بيع الكيمونو باسم غوفوكويا
ميزات الكيمونو
يتميز الكيمونو بعد صفات تميزه عن غيره من أنواع الملابس المنتشرة قديما وحديثا في اليابان ومنها
- بسبب أن الكيمونو يلف بحزام الأوبي عند جذع الجسم، هذا يعطي قوة ثبات للجسم كاملاً ويحافظ على استقامته.
- عرض كم الكيونو أكبر بكثير من قياس ذراع الإنسان.
- يختلف الكيمونو عن الملابس الغربية في طريقة تثبيته في الجسم حيث لا يستخدم أي أزرار بل يكون التثبت باستخدام أربطة وخاصة حزام الأوبي.
- لا يتمدد نسيج الكيمونو أو يتقلص عند شده.
- لا يستخدم الجلد في حزام الأوبي، بل هو عبارة عن نسيج.
- يصنع الكيمونو عادة من قطعة قماش واحدة، وعند القص تكون معظم خطوط القص بشكل مستقيم، على خلاف الملابس الغربية التي يكون فيها الكثير من المنحنيات عند قص القماش.
- على خلاف الملابس الغربية التي تطرح جزء كبير من قطعة القماش الأصلية دون استخدام، فإن الكيمونو يستخدم غالباً معظم مساحة قطعة القماش.
- عند تصنيع الكيمونو يراعى عند الخياطة تسهيل عملية نزع الخيوط بسهولة، حيث تستخدم خيوط تتقطع بسهولة لحماية القماش من التمزق عند تعرضه للشد.
- باستخدام خيوط قابلة للتقطع بسهولة فيكون من الممكن الحفاظ على الكيمونو لفترة طويلة، إلا أنه في هذه الحالة يضعف تأثيره على حماية الجسم.
- يخفي الكيمونو ملامح الجسم للرجل والمرأة، حيث عند ارتدائه يظهر فقط خط الأكتاف وعرض الحوض.
أنواع الكيمونو
هناك أنواع من الكيمونو خاصة بمناسبات مختلفة، تتراوح ما بين المناسبات الرسمية جداً إلى المناسبات العادية والبسيطة جداً، مستوى الرسمية لكيمونو المرأة يتحدد من خلال مظهر الكيمونو (غالباً طول الأكمام)، وكذلك النقوش ونوع القماش واللون أما كيمونو الرجال فهو عادةً ما يكون له شكل واحد وغالباً ما يكون ذا لون داكن أو غير مبهرج. وكذلك مستوى الرسمية للكيمونو تتحدد من خلال نوع ولون الملحقات التكميلية وأيضاً نوع القماش، فالحرير هو الأكثر رسمية والأكثر جاذبية، في حين أن القطن مناسب أكثر للمناسبات العادية والبسيطة، وفي هذه الأيام هناك نوع جديد من أقمشة الكيمونو وهو البوليستر، وهذا النوع بشكل عام للمناسبات العادية والبسيطة
أوقات لباس الكيمونو
في الوقت الحاضر، يُلبَس الكيمونو عادةً في المناسبات الخاصة كالزواج والوفاة والاحتفالات الشعبية، وأكثر من يلبس الكيمونو حالياً هن النساء، والكيمونو أصبح الآن غير عملي ولا يتوافق مع الحياة المعاصرة لصعوبة الحركة به ولكن هناك عدد من السيدات والرجال كبار السن ما زالوا يرتدون الكيمونو في حياتهم اليومية، الرجال غالباً ما يرتدون الكيمونو في حفل الزفاف وفي مراسم احتفال الشاي، والكيمونو يرتديه أيضاً كل من الرجال والنساء في رياضات محددة مثل الكيندو (kendo )، ومصارعو السومو المحترفين مُلزَمين بارتداء الكيمونو كلما ظهروا في مكانٍ عام خارج الحلبة.
طريقة لباس الكيمونو
نظراً لصعوبة ارتداء الكيمونو (مقارنة بالملابس الغربية) حيث أنه يستغرق وقتاً أطول، هناك العديد من المدارس التي تعلم كيفية ارتداء الكيمونو، وكذلك الدورات الخاصة بذلك والتي تحضر إليها النساء بشكل خاص، وكذلك هناك المدارس التي تعلم كيفية صناعة الكيمونو وخياطته.