الغيرة غريزة فطرية لدي كل شخص و أحيانا توصف بأنها شعور مؤلم لمن يرغب في امتلاك من يحب احتكارمشاعره. وهي ظاهرة صحية و ضرورية بين الأزواج لأنها تدل علي المحبة و الاهتمام اذا مارسها الرجل أو المرأة دون افراط.
وكما تري د.هبة عيسوي أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس أنه بين الغيرة الصحية والمرضية مسافة بسيطة لا داعي لتجاوزها حتي لا تتحول الي مشكلة تهدد الحياة الزوجية. و للغيرة أنواع منها الغيرة من الأصدقاء, حيث تغير الزوجة من أصدقاء زوجها لأنه يقضي وقتا طويلا معهم فلا يهتم بها او بمتطلبات منزله مما يجعلها تعتبره عدم مراعاة لشعورها, و في المقابل غيرة الزوج من صديقات زوجته فأحيانا يطلب منها قطع علاقتها بهن وهذا يعود الي طبيعة الزوج و درجة غيرته. وهناك أيضا الغيرة من المولود الجديد خاصة اذا كان الطفل الأول فيأخذ كل اهتمام الأم وهذا الخطأ تقع فيه كثير من الزوجات و يبررن أنه يحتاج لرعاية أكبر بدون انتباه ان زوجها طفل كبير غيور. فالزوجة الذكية يمكن ان تتفادي تلك المشكلة بأن تطلب من زوجها مساعدتها ومشاركتها في رعاية طفلهم الأول فينشغل معها و يشعر بالارتياح و يزول احساسه انه مهمل. أما الغيرة من عمل الزوجة فعادة يكون خوفا من تفوقها عليه و هذا الاحساس يأتي من الزوج الذي يشعر بالنقص والدونية, والغيرة من نجاح المرأة فينعكس عليها بأن يحبط من عزيمتها بدلا من تشجيعها, فهذا النوع من الأزواج يفضل الزوجة البيتوتية التي تمكث في المنزل ليتمكن من فرض سيطرته عليها ليشعرليس فقط انه الأقوي ولكنه أيضا محور حياتها الوحيد. و هنا يجب علي الزوجة ان تتعامل معه بحكمة و لا تقصر في بيتها كي تعطيه الاحساس بأن منزلها و أولادها في المقام الأول.
وأخيرا الغيرة من أهل الزوجة, اذا كان لا يوجد توافق بينهم مما يولد غيرة لدي الزوج لا يستطيع الافصاح عنها ولكن تظهر في تصرفاته و ضيقه كلما ذهبت لزيارتهم.
و النصيحة التي تقدمها د.هبة للأزواج ضرورة تعلم ادارة المشاكل بالمفاوضات في الوقت المناسب وباسلوب هادئ مع الحرص علي عدم اهانة الطرف الآخر ووقف الحوار عندما يعلو الصوت ويصل الي العصبية, وعلي كل من الزوجين إدراك أن مشاركة الآخر في اهتماماته كفيلة بتغذية الحب بينهما والوصول الي أرضية مشتركة للتفاهم والود.