يجري معظم الناس في دوامة الإيقاع اليومي لحياتهم اللاهثة، ويترافق ذلك مع نظام غذائي عشوائي فيلتهمون كل ما تطاله أيديهم في البيوت وبيوت الأصدقاء ومكاتب العمل والمطاعم والمقاهي، بل إنهم لا يتوقفون عن الأكل حتى في السينما والسيارة ومحطات التزود بالوقود، أو الطائرة خلال الإجازة، وتكون النتيجة مشاعر مؤلمة عند الوقوف أمام المرآة والنظر للجسد المتخم بترهلات الدهون، وصدمة أكثر إيلاما عندما يستمعون لأوامر الطبيب وهو يتلو على مسامعهم قائمة طويلة من الممنوعات التي تشمل تقريبا كل ما لذّ وطاب، لذلك ينصح خبراء التغذية باختيار نظام غذائي متوازن بعيد عن الإفراط في تناول الطعام أو اللجوء إلى الحميات القاسية المفرطة.
يؤدي الوزن المفرط إلى انتشار أمراض الشرايين التاجية أيضاً، خاصة لدى الذين يتميزون في زيادة الدهون في البطن والجذع أو ما يسمى بالكرش، في حين تنتج السمنة في غالبية حالاتها بسبب عدم التوازن بين كمية ونوعية ما يتناوله الفرد من غذاء وبين ما يقوم به من مجهود، حيث ترجح كفة الطعام على كفة الحركة والنشاط، فيقوم الجسد بتخزين الزائد من الطعام على هيئة دهنيات في مختلف أجزاء الجسم بما فيها تحت الجلد والبطن والكبد وحول العضلات، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة دهنيات الدم واضطراب العمليات الحيوية الخاصة بإحراق الدهون والمواد الغذائية الأخرى في الجسم، كما يزداد استهلاك مادة الانسولين التي يفرزها البنكرياس ما يعرض الفرد للإصابة بالسكري، أيضاً تؤدي السمنة إلى زيادة كتلة الجسم وبالتالي زيادة حاجته إلى الدم وبذلك يشكل عبئاً على نشاط القلب وقدراته تدريجياً.
تؤدي السمنة إلى تسارع عمليات تعصد الشرايين التاجية، حيث يتوجب على مرضى السمنة وضع برنامج غذائي خاص مع تدريبات رياضية مدروسة تحت إشراف الطبيب المختص، حيث يشتمل النظام الغذائي على عدم تناول المواد المعروفة بصلتها المباشرة أو غير المباشرة بعملية تعصد الشرايين وارتفاع تركيز والدهنيات في الدم مثل الدهنيات الصلبة والزبدة والزيوت المهدرجة وصفار البيض والكبد والمخ، إلى جانب جلود الدجاج وأنواع من الطيور والمكسرات والمعلبات.
وعادة ما تقع على كاهل ربة الأسرة مسؤولية توخي الحذر في إعداد أصناف الأطعمة الملائمة والصحية لعائلتها، إلى جانب مراعاة ما يحبونه من وجبات، وفيما يلي بعض من هذه القواعد التي لابد لها من اتباعها لضمان ذلك:
◆ تجنب طبخ ما يمكن تناوله نيئاً من الأطعمة، كالحرص مثلاً على تناول الطماطم نيئاً إلى جانب المواد الغذائية المطبوخة كالبيض المسلوق.
◆ الاجتهاد قدر الإمكان في تقديم الأغذية المسلوقة، وتقليل كمية الأطعمة المقلية والمشوية.
◆ استغلال المواد غذائية مثل الحلبة والبابونج والنعناع ومسحوق الحصرم وورق الغار وعصير الليمون أو مسحوق الليمون باعتبارها توابل لتطييب نكهة الطعام، والاستغناء قدر الإمكان عن الفلفل والكركم والملح.
◆ اللجوء إلى طبخ الطعام بالأوعية الصحية أو عن طريق البخار، وتجنب استعمال الحرارة المرتفعة والمباشرة في الطهي.
◆ تجنب طهي الطعام في أوعية نحاسية غير مطلية أو في أوعية ألمونيوم.
◆ استعمال الأوعية غير اللاصقة للقلي (المطلية بالتفلون) بهدف الحد من استهلاك الزيوت.
إرشادات صحية
من الإرشادات الصحية الرامية إلى تحسين الصحة ما يلي:
◆ الحرص على استهلاك ملح الطعام المزود باليود بدلاً من الملح العادي.
◆ إضافة عصير الليمون وملح الطعام المزود باليود إلى الطعام في اللحظات الأخيرة من طهيه، تجنباً لتعريض اليود أو مكونات الليمون إلى الحرارة الزائدة.
◆ تجنب استعمال السمن أو الزيوت المسخنة أو ما ارتفعت رغوتها أو تغير لونها أو تصاعد دخانها.
◆ عدم رمي الماء الذي تم فيه طبخ الخضار أو اللحم بل استخدامه في طهي الأطعمة.
◆ نقع البقول الجافة في الماء لعدة ساعات قبل طبخها ثم طبخها في ماء جديد غير ماء النقع.
◆ ضرورة تعريض المواد الغذائية المجمدة أولا للهواء في في درجة حرارة الغرفة حتى تذوب، ثم البدء بطبخها.
◆ اللحوم والخضراوات التي تؤكل مسلوقة يجب أن يتم تسلق في كمية قليلة من المياه.
◆ إذا اضطرت ربة المنزل نزولاً عند رغبة أفراد الأسرة إعداد أصناف اللحوم (البانيه) فيجب مراعاة استخدام اللحوم أو الطيور الصغيرة.
◆ وضع قطرات من الخل على اللحوم قبل طهيها لأنه يعمل على تفتيت خلاياها.
◆ استعمال زيت الزيتون أو الذرة، فهو من أخف الزيوت ولا يترك رائحة عند التحمير.
◆ وضع القليل من بكربونات الصودا أو (الباكنيج باودر) على خلطة (البانيه) المكونة من البقسماط المضاف إليه الدقيق قبل التحمير مباشرة.
◆ لتقليل نسبة الدهون والوقاية من الكوليسترول يجب التخلص من الدهون الموجودة بين أنسجة اللحوم وجلود الطيور.
◆ عدم اللجوء إلى غمس قطعة اللحم الأبيض قبل تغطيتها بالدقيق والبقسماط، فمن شأن ذلك زيادة كمية البيض بما يحويه من نسبة عالية من الكوليسترول.
أخطاء شائعة
من الأخطاء الشائعة استخدام خليط من الدهون (السمن البلدي) مع الزيوت النباتية، والأصح استخدام أي منهما منفرداً والأفضل استخدام الزيت بدلاً من السمن، وفيما يلي المزيد من النصائح التي يجب على ربة الأسرة اتباعها أثناء الطبخ
◆ إذا كان أي من أفراد العائلة يعاني من ارتفاع ضغط الدم فيجب الاعتياد على طهي الطعام دون إضافة الملح، وعدم استخدامه أثناء تناول الطعام إطلاقاً. والاستعاضة بعصير الليمون والأعشاب المطيبة.
◆ عدم تكرار تسخين الزيت إلى درجة الغليان فمن شأن ذلك أن يغير من صفاته ويجعله يمثل خطرا على الصحة.
◆ استخدام خل التفاح فهو إضافة إلى إكسابه طعماً محبباً ومميزاً للأطعمة فإنه يساعد على إذابة الدهون وسرعة حرقها داخل الجسم.◆ تجنب الدهون الحيوانية في الأكل واستبدالها بالزيوت النباتية وخصوصا زيت الزيتون.
◆ الإكثار من أكل السمك وخاصة الأسماك الدهنية الغنية بالأوميجا ثلاثة.
◆ استبدال منتجات الألبان العادية بالألبان قليلة الدسم.
◆ التركيز على اللحوم البيضاء كالدجاج والسمك بدلا من اللحوم الحمراء كالغنم والبقر.
◆ الحرص على تضمين الغذاء اليومي البروتينات النباتية المتوفرة في الفول والعدس مثلا.
◆ محاولة التقليل من الأطعمة المطبوخة بالدهون والتوجه للأكلات المشوية والمسلوقة.