هجرة الزوج المؤقتة أو بمعني أوضح سفره للعمل بالخارج يؤثر علي السلوك الشرائي للأبناء ويترك المرأة لتواجه عدة مشكلات أهمها تدبير ميزانية الأسرة يليها رؤية أهل الزوج لها وتعاملهم معها من منظور حرية تصرفها في أمواله هذا بالاضافة الي السيطرة علي الابناء خاصة،
الذكور هذا أهم ما خلصت اليه الدراسة التي أجرتها د. نعمة رقبان أستاذة مؤسسات الأسرة والطفولة بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة المنوفية حول أثر الهجرة المؤقتة للزوج علي ممارسات الزوجة لأدوراها في إدارة شئون الأسرة وذلك بهدف التعرف علي أثر مدة الهجرة المؤقتة للزوج علي دور الزوجة كربة منزل, وكذلك دورها في إدارة الدخل المادي لأسرتها, واتخاذ القرارات الأسرية وتحديد دور المستوي التعليمي والمهني للزوجة لمواجهة المشكلات في أثناء هجرة الزوج. وقد القت الدراسة الضوء علي تعدد أدوار ربة الأسرة والعقبات التي تواجهها وقدرتها علي مواجهتها والاستفادة من النتائج في الكشف عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة في أثناء هجرة الزوج. مؤكدة أهمية الوعي الإداري لربة الأسرة في غرس السلوك الشرائي الرشيد للابناء وعلي تأثير سفر الزوج علي جوانب السلوك الشرائي للابناء المراهقين
وقد أكدت الدراسة أن هناك ارتباط بين تدهور المستوي المعيشي للأسرة وزيادة الدوافع نحو الهجرة والعمل بالخارج نظرا لتغير متطلبات وحاجات الأسرة الاقتصادية والاجتماعية الأمر الذي يترتب عليه اغتراب الأب لتحقيق الرفاهية الاقتصادية للأسرة. ومن ثم فإن الآباء يبذلون جهودا أكبر مما كان في الماضي, وقد احدثت الهجرة الخارجية تغير في الأدوار الاجتماعية بين الرجل والمرأة في مجال تقسيم العمل حيث تعاظم دور المرأة وتولت اتخاذ القرارات المهمة للشئون الداخلية والخارجية للأسرة. فكثير من المسئوليات تنتقل للزوجة نتيجة غياب الزوج فالتخطيط للحياة العائلية سيظل من واجبات المرأة, وعليها كذلك يقع مسئولية الأسرة وتوجيهها بالإضافة إلي واجباتها التقليدية. وهناك بعد خطير يؤثر علي كفاءة الزوجة في القيام بدورها وهو ثقافتها الشخصية وتعليمها حيث تجد نفسها غير قادرة علي استيعاب وفهم مشاكل الابناء خاصة المشكلات المرتبطة بتعليمهم بنود الانفاق لديهم, ودراسة علاجها يتوقف علي ما نالته الزوجة من تثقيف وتأهيل وما تتسم به من كفاءة.
ومن ناحية أخري كشفت الدراسة أن المرأة المتعلمة العاملة لديها قدرة علي اتخاذ القرار بشأن تحديد نوعية تعليم الابناء وحل مشاكلهم بدرجة أكبر من غير المتعلمة. كما أن الأسرة الحديثة هي التي تتعامل مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المعاصرة بوعي وايجابية من خلال الأخذ بمبدأ التخطيط الجيد كمنهج للحياة من خلال سلوكها الإداري عند تخطيط مواردها البشرية وغير البشرية وانجاز مسئولياتها وتحقيق أهدافها بأقصي درجات الكفاءة.
فالمفهوم الحديث لإدارة المنزل لم يعد يقتصر علي المسئوليات الجسمانية فقط بل أصبح أكثر شمولا واتساعا بما يتفق والفلسفة العامة لافراد الأسرة وطريقتهم في تطبيق هذه الفلسفة من الناحية العلمية وأصبح شاملا لكل المسئوليات الأسرية.
ومن هنا تبرز أهمية ممارسة الزوجة لادوارها المتعددة وقدرتها علي اتخاذ القرارات الرشيدة للتغلب علي المشكلات التي تتعرض لها الأسرة في أثناء غياب الزوج.