إذا كنت من النساء الوفيات للأسود أو الألوان الترابية الهادئة، فإن موضة الموسم الحالي التي تضج بالألوان الصارخة ستكون جديدة عليك، وقد تجعل عينيك تزغللان.

الاحتمال الكبير أنك لن تتقبليها للوهلة الأولى، لكن إذا فتحت لها أبواب خزانتك وأعطيتها فرصة فقد تتفاجئين بأنها ليست ضدك تماما، بل العكس، يمكن أن تضفي عليك مظهرا متألقا ينعكس على بشرتك ومزاجك في الوقت ذاته.

لهذا فالدعوة مفتوحة لك لأن تنسي لفترة ألوانك الداكنة أو الترابية المفضلة، لأنها من خبر كان، وتنتمي إلى موسمي الخريف والشتاء الماضيين، كما أنها بالنسبة للبعض تذكر بتشاؤم الحالة الاقتصادية التي ألمت بالعالم في السنوات الأخيرة، والتي يريد معظم العاملين في صناعة الموضة طي ملفها إلى الأبد لو كان الأمر بأيديهم.

لكن لا أحد منهم ينكر أن علاقة المرأة بالأسود خصوصا، علاقة لا يمكنها أن تنفصل عنها بسهولة، لأنها مبنية على حب يمتد منذ العشرينات من القرن الماضي، عندما قدمت كوكو شانيل ما أصبح يعرف بالفستان الأسود الناعم.

لكنهم متفائلون، وكأن عدوى التفاؤل الاقتصادي انتقلت إليهم، وجعلتهم يأملون ألا تعتبر المرأة العصرية معانقة ألوان النيون خيانة لألوانها المفضلة، بل فقط توسعا في علاقاتها.

وتبريرهم أن الأزمة المالية تنقشع والشمس تسطع والورود تتفتح، فلم لا تعكسين أنت أيضا كل هذه الأمور، بمعانقتك ألوان قوس قزح، خصوصا أن مصممين، أوفياء مثلك للألوان الهادئة، لم يروا غضاضة في إدخال جرعات متوهجة في تشكيلاتهم الأخيرة؟

خذي على سبيل المثال، راف سيمونز في تشكيلته لدار «جيل ساندر»، فقد فاجأنا بمزجه الأبيض مع تنورات طويلة (ماكسي) واسعة بألوان متوهجة، أثارت الانتباه ببساطتها وأناقتها في الوقت ذاته، وتجعل قلب كل امرأة تعاني من فوبيا هذه الألوان يهفو إليها.

كذلك الأمر بالنسبة لدريز فان نوتن، وميوتشا برادا، و«لوي فيتون»، و«إيترو»، ودايان فون فورستنبورغ، ودار «غوتشي». وهذه الأخيرة كانت أكثر من أسهب في هذا الاتجاه، حيث مزجت مصممتها، فريدا جيانيني، ألوان البرتقالي مع الفوشيا أو الأزرق الفيروزي أو الأخضر الزمردي والبنفسجي مع الذهبي، وجاءت الخلطة شهية إلى حد أن الكثير من النجمات أقبلن عليها بشكل حرفي ونهم قد يهدد بالإصابة بالتخمة.

هذا الاتفاق على خلق فسيفساء بالألوان، والذي يكاد يكون بالإجماع، يشير إلى عودة المصممين إلى المصدر نفسه وغرفهم من النبع نفسه، وطبعا أول من يتبادر على الذهن هو الراحل إيف سان لوران. فكل صورة وكل خلطة ألوان تستحضر ثورته في السبعينات، الفترة التي شهدت قمة نجاحه وإبداعه.

حينها قدم هذه الألوان إضافة إلى أشكال هندسية مكعبة رسمها على فساتين «ترابيز» قصيرة، فضلا عن تقديمه قطعا منفصلة منسقة مع بعضها بعضا بشكل مثير ولافت.

ولم يخف أنه استقى تكعيباتها وألوانها من الفنان الهولندي بيت موندريان، الذي كان رائدا في الفن المعاصر واشتهر بتلاعبه بالألوان الحية، رغم أن الحركة التكعيبية نفسها بدأت مع بابلو بيكاسو وجورج براك.

لكن موندريان لم يكن المؤثر الوحيد على هذا الموسم، فألوان الفنان التجريدي الانطباعي مارك كوثرو كانت أيضا حاضرة في بعض التشكيلات الموجهة لربيع وصيف 2011، وعلى رأسها تشكيلة مارك جايكوبس لدار «لوي فيتون»، إلى جانب بيوت أزياء أخرى نذكر منها، دار «سبورت ماكس» التي قدمت بنطلونات بقمصان بأحجام كبيرة بالوردي والأحمر أيضا بدرجات النيون، بل حتى «ميسوني» التي ارتبط اسمها بخلطها عشرات الألوان في القطعة الواحدة، اختارت ألوانا قليلة، أو لونا واحدا، في القطعة الواحدة حتى تبرز هذه الموضة.

وهو اتجاه مال إليه بعض المصممين الآخرين، ممن اكتفوا بلون واحد متوهج في القطعة، مثل «لانفان»، و«ميوميو»، و«لوي فيتون» عوض الإغراق في مزج ألوان متناقضة في إطلالة واحدة، أي بتنسيق قطع منفصلة مع بعضها بعضا، مثلا قميص مع تنورة مع كنزة مفتوحة قد تكون قصيرة، وحزام.

همسات من ذهب
– إذا اقتنعت وقررت أن تدخلي هذه الألوان خزانتك، فأول نصيحة هي ألا تكتفي بجرعات خفيفة منها، لأنها لن تعطيك النتيجة المطلوبة. فهذا المظهر يتطلب منك كل ما تمتلكين من جرأة وقوة ورغبة في مواكبة الموضة، ولا يقبل بالقليل أو الحل الوسط.

مما لا شك فيه أن طريقتك ستكون أنيقة لكن بشكل عادي وغير لافت، وهو ما يتنافى مع أهم شروط هذا المظهر. الطريقة هي اختيار ثلاثة ألوان متضاربة، مثلا البرتقالي مع الأزرق الفيروزي والفوشيا، علما بأن واحدا من هذه الألوان يمكن أن يكون على شكل إكسسوار.

– السؤال الثاني الذي يجب طرحه هو: أي هذه الألوان يناسب شخصيتك وبشرتك؟ ولا تنسي أنه إلى جانب كونها على الموضة وتحسن المزاج، فإن الألوان كثيرا ما تكشف بعض الجوانب من الشخصية، وما إذا كنت جريئة، واثقة، مرحة، محافظة، طموحة، مبدعة، وهلم جرا. لذا لا بأس من أن تتعلمي كيف تستغلين هذه الألوان لصالحك، وأن تستفيدي بكل أوجهها.

– ما يشجع على هذه الموضة أن معظم القطع منفصلة، وبالتالي يسهل تنسيقها مع قطع أخرى، وحتى إذا كانت هذه الموضة مجرد صرعة ستختفي مع اختفاء الشمس، فإن هذه القطع يمكن أن تبقى معنا أطول بشرط تنسيق كل واحدة على حدة بألوان هادئة لتأثير مختلف تماما.

– المظهر القوي الآخر عبارة عن فستان طويل بلون واحد، إما بنفسجي أو برتقالي أو أصفر، كما ظهر في عرضي كل من «لانفان» ومايكل كورس، كما قد يكون مقلما بعدة ألوان كما ظهر في عرضي «برادا» و«جيل ساندر».

– لكن مع ذلك تجب الإشارة إلى أنها موضة تناسب الصغيرات أكثر من الناضجات، وتحتاج إلى الكثير من الثقة خصوصا إذا تم استعمال أكثر من لونين أو ثلاثة في إطلالة واحدة.

بالنسبة للمرأة المتحفظة أو الناضجة، يمكن أن تكتفي بقطعة واحدة مشعة، تنسقها مع قطع بألوان هادئة، ويفضل في هذه الحالة أن تكون التنورة أو البنطلون بلون غامق أو ترابي، فيما تكون القطعة القريبة من الوجه هي المتوهجة حتى تلفت النظر أكثر وتعكس الضوء على البشرة. كما يمكن الاكتفاء بحقيبة يد أو قلادة مشعة.

– إذا كانت فكرة مزج أكثر من لون واحد من هذه الألوان، تدخل الرعب إلى نفسك، فعلى الأقل اختاري قطعة واحدة لكن بلون صارخ جدا، مثل البرتقالي. فهو يناسب كل البشرات، ويمكن التخفيف منه بمزجه بألوان هادئة أخرى مثل الأبيض، أو البيج، أو الأخضر الزيتوني.

الخدعة الأخرى هي اختيار قطعة إكسسوارات بلون الياقوت أو الزمرد أو الجمشت حتى تكون لونك الثاني المتناقض المتناغم مع لون القميص أو التنورة. كما يمكنك إضافة إيشارب أو صندل أو حقيبة يد للغاية نفسها.

– البسي ألوانك بثقة وعن قناعة، وإلا فإن النتيجة لن تكون أنيقة تماما.

– لأن موضة الفينتاج قوية أيضا، فلا بأس أن تعودي إلى فستان أو قطعة من الثمانينات تنسقينها مع قطع أخرى على شكل طبقات للحصول على مظهر عصري ومواكب لهذه الموضة.

– حتى في مناسبات السهرة والمساء، حاولي ألا تقعي تحت إغراء الأسود أو أي لون غامق، بل استجمعي شجاعتك واختاريه بالأحمر أو الأزرق أو الأخضر مثلا.

– إذا كنت من عاشقات الجينز، فهذه فرصتك لضرب عصفورين بحجر، إذ بإمكانك اقتناء بنطلون بلون النيون، وستجدين أنه متوافر في كل المحلات، مثل «زارا»، «توب شوب» وغيرهما، وتنسيقه بقميص أو «تيشيرت» بلون مختلف، لكن أيضا صارخ. أما إذا لم تكن الجرأة من سماتك فيمكنك تنسيقه مع «تيشيرت» أبيض أو أي لون هادئ، كما اقترحت المصممة إيزابيل مارون في تشكيلتها لربيع وصيف 2011.

– نوعية القماش مهمة جدا، إذ يجب أن تكون بنوعية جيدة مثل الحرير أو الساتان أو التافتا، لأنها ستضفي مظهرا راقيا على مظهرك عكس الأقمشة الرخيصة.

– امزجي ألوانا متقاربة ومتناغمة مع بعضها بعضا، شرط أن تكون ساطعة بدرجات النيون. مثلا نسقي الوردي الساطع مع الفوشيا الغني أو الأزرق الفيروزي مع الأزرق الملكي.

– حافظي على الدرجات الدافئة مع بعضها بعضا، مثلا البرتقالي مع الأحمر، لكن احرصي في هذه الحالة على أن يكون الحذاء بلون هادئ للحفاظ على الإطلالة بسيطة.

– من جهة أخرى فإن الألوان المتضاربة أيضا يمكن أن تتناغم بشكل رائع مع بعضها بعضا.. مثلا يمكنك مزج البرتقالي المشع مع البنفسجي، أو الأخضر الليموني مع الأصفر، لون الشمام، أو الوردي الخفيف.

– امزجي ألوان الإكسسوارات ببعضها بعضا أيضا.. مثلا أن يكون الحذاء بلون متناقض مع لون الحقيبة أو الحزام.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *