أبدعت الفنانة الاماراتيه هدى محمد الخاجة في فنون الأشغال اليدوية، واستطاعت من خلال ترجمة موهبتها وما تتمتع به من مهارة فنية، طرق بوابة فن صناعة الإكسسورات التي تحاكي به أناقة الفتيات على وجه خاص، مستثمرة جل وقتها في تشكيل نماذج فنية مبتكرة معقودة بدقة ومهارة عالية، أساسها أدوات وخامات بسيطة، لتحولها إلى حلي وعقود وأساور تنطق بالفرحة والبهجة بألوانها الزاهية لتعبر عن روح الظهور والأقدام التي تتحلى بها المراهقات والشابات من خلال اكسسوارات عصرية الطابع.
وتوضح هدى الخاجة أن الموهبة مكسب مادي يستطيع المرء أن ينطلق به إلى مساحات واسعة من الأعمال الحرة، ويحقق الكثير من النجاحات على الصعيد النفسي والمادي، فهي المهارة التي قد يستند عليه المرء ليحقق ذاته ويجد لنفسه البصمة التي تميزه عن الآخرين.
وتقول هدى الخاجة عن بدايتها: كثيرا ما كنت شغوفة بالفن مولعة بسحره، تستهويني خاماته التي تفتح لي أفقا ً واسعة من الافكار التي سرعان ما اشكل منها نموذج فني يشهد بروعته ودقته كل المحيط بي الاهل والصديقات، ربما كان ذلك هو الدافع الذي جعلني أخطو خطوات واثقة وثابتة نحو فن المشغولات اليدوية، التي أجد فيه متعتي وأن أقوم بصناعة منتج معين من خامات بسيطة.
وأضافت أن عالم الفن واسع ومتشعب، وكل فنان يدلو بدلوه ويعرض الفن الذي يميل له، وكانت الفكرة العالقة في ذهني هو كيفية تقديم منتج يعبر ويحاكي الفتيات المراهقات ومعنون بروح يحمل في طياته فكرة في كيفية الوصول إلى فئة المرهقات على وجه التحديد وإشباع جانب من رغبتهم في الظهور بشكل جذاب وملفت، فجاءت الفكرة لابتكار نماذج من الإكسسوارات بأشكال وتصاميم مختلفة، تحمل بصمة المراهقة هذه المرحلة العمرية التي تمتلك شعلة من النشاط والاندفاع والرغبة في الظهور، الذي تجده الفتاة في تفاصيل هذه الاكسسوارات من حيث ألونه فكرته، وطريقة ارتداءه والتحلي به.
خفة الوزن
وأشارت الخاجة إلى حرصها على استخدام خامات معينة تتمتع بقدر من خفة الوزن وسهولة عقدها، وبألوان زاهية، كحبال النايلون والساتان وقطع من التشكيلات المعدنية، وشرائط مخمل وسلاسل من الحديد بالاضافة إلى حجر اللؤلؤ، والعمل تقديمها بفكرة نوعا ما بسيطة ومختلفة، حيث تسعى الفتيات إلى البحث عن تصميم غريب، وأنيق في الوقت ذاته، منها ما يمكن أن ترتديها الفتاة في قدميها، وهي عبارة عن حلقة معقودة بطريقة فنية تتداخل مع بعضها لتتشابك في قطعة من المعدن المزخرف، ومنها ما تلف عدة لفات باليد وتدلى منها عدة سلاسل معدنية، وتصميم آخر من الستان الناعم مطعم بقطع متتابعة من اللؤلؤ، ما تلبس حول العنق، كحلية ناعمة تتمتع بقدر من الجاذبية عند التحلي بها.
وحول الصعوبات التي تواجهها تقول الخاجة إن الأفكار كثيرا ما تتولى في مخيلتي بعد أن تلامس يدي تلك الخامات بأنواعها التي أحاول أن اعقدها بطريقة تشكيلية رائعة واطعمه بعدد من المعادن لإبراز جمال التصميم، لكن يبقى السوق فقيرا جدا بالخامات ، التي ابحث عنها كي استطيع أن أنفذ الفكرة التي تلوح في مخيلتي، وفي كثيرا من الأحيان أقوم بتغير الفكرة واستبدالها، نظرا لعدم وجود خامات مناسبة لتنفيذ القطعة، وهذا ما يحد من ولادة أفكار جديدة ومختلفة، لكن هذه المشكلة لا تثنيني عن الفكرة التي اتشبث بها، فأجتاز هذه العقبة من خلال سعي لتنفيذ الخامة وتشكيلها بنفسي حتى يظهر العمل بالشكل الذي طبع في مخيلتي.
وتؤكد الخاجة أن هذه الحرفة بحاجة إلى وقت ودقة وصبر ومهارة في العمل، ومواصلة البحث عن أفكار جديدة من حين إلى آخر لاثراء المنتجات، وعدم التوقف عند فكرة معينة، فالفتاة دائما ما تبحث عن العقود المتجددة والتي تعبر عنها، وتتلائم مع ملابسها.
وبينت أنها تحاول جاهدة أن تطور نفسها من خلال الاطلاع على كل ما هو جديد في هذه الحرفة من خلال مصادر مختلفة منها الكتب المتخصصة، ومواقع الانترنت الزاخم بالكثير من الفنون، والذي يعد نافذة ويطلعنا على مهارة الفنانين في عرض جانب من إبداعتها وأعمالهم كل هذه الأمور من شأنها أن تثري فكر الفنان وتجعله يستند عليها لينطق بتصاميم نوعا ما جديدة ومختلفة.
الساحة الفنية
وحول تواجدها في الساحة الفنية تقول الخاجة : كانت لي عدة مشاركات في المعارض منها قرية ملتقى العائلة، وبعض المعارض التي نظمتها الجامعات، وسأعرض مجموعتي الجديدة في جامعة زايد الشهر المقبل، موضحة أن التواجد في المحافل المختلفة إنما يخلق نوعاً من تبادل الخبرات والمعرفة من خلال الاحتكاك مع الآخرين وبناء فكرة وافية حول مستوى المنتج مقارنة بالمنتجات الأخرى، كما يحدد لنا أيضا الموقع الذي يشغله الفنان والتعرف على ذوق الأخريات وأفكارهن وملاحظاتهن في الأعمال المعروضة كل ذلك من شأنه أن يساهم في تطوير المرء لمنتجه، ويدفعه إلى تقديم شيئ مميز ومختلف.
وقالت: يجب على المرء أن لا يتوقف عن نقطة معينة، حتى وإن حقق من خلاله الهدف الذي يصبو إليه، فهناك الكثير في المحطات في انتظاره، فلابد من السعي ومواصلة العمل، حتى يطور من ذاته وفنه بتقديم افكار جديدة ومبتكرة من حين إلى آخر.