تحافظ فاطمة راشد على زراعة شجرة الحناء البلدي واستعمالها، وهي تؤكد أن «شجرة الحناء، والتي تسمى «الحنّاه» من الأشجار التي تزرع وتنمو في الإمارات، وهي من الأشجار دائمة الخضرة ذات أوراق صغيرة»، مشيرة إلى أنه ورغم محافظة الإماراتيات على التزين بالحناء، إلا أنها تؤكد أن طرق التزين اختلفت وتطورت.
وعن طريقة صناعتها، تؤكد أنها تعد من أبسط الأمور التي يمكن لأي ربة بيت أن تقوم بإعداد الحناء. وتضيف «لتحضير الحناء يتم تقطيع الجزء الأكبر من الشجرة -الفروع الأساسية وتسمى هذه العملية «حش الحناه»، بعد ذلك تيبس الغصون بالأوراق على حصير أو قطعة قماش في الشمس حتى تجف ويصبح لونها بنيا، ثم تأتي عملية «تعسف الحنة»، حيث تم هنا ضرب أوراق الحناء بالعصي حتى تتساقط. ومن ثم يتم تجميعها في «قفه»، ثم تدق الأوراق في منحاز حديد أو نحاس».
وتتابع «ثم يتم جلب وعاء متوسط الحجم ويلف بقطعة قماش خفيف ذي مسام ثم توضع الحناء على القماش ويحرك لينزل الناعم منه إلى الوعاء، أما الخشن الذي يتبقى فوق القماش فتعاد عملية دقه وهكذا حتى يتم استخدام القدر الأكبر من الأوراق المطحونة، ويقال عن هذه العملية «تنخل». وفي نهاية كل تلك العمليات يتم تعبئة المسحوق في علب لحفظ الحناء».
وحين تحتاج ربة البيت إلى تخصيب يديها أو رجليها، توضح راشد أنه لا بد في بادئ الأمر من أن يتم عجن المسحوق بالماء المغلي والليمون اليابس أو الليمون الطازج، ثم يوضع لمدة ساعة في الشمس حتى يتغير لونه وترتاح العجينة، بعدها يصبح جاهزاً للاستخدام.
وحول أهم استخدامات الحناء، تقول فاطمة «الحناء لها فوائد جمة واستخدامات عديدة فهي تستخدم للزينة وتعد هذه من أهم مظاهر زينة المرأة سواء بوضعه على الرأس أو على الكفين أوالقدمين، كما أن الرجل استخدم الحناء لصبغ شعر رأسه أو لصبغ شاربه ولحيته أو لعلاج خشونة وتشقق يده وقدمه، وتتعدد أشكال التزين بالحناء فمنها «الغمسه»، حيث تغمس القدم واليد كاملة إلى الرسغ، و»القاعه»، وهي للرجل حيث يوضع الحناء على قاعدة القدم وباطن الكف للعلاج وتبريد العين والرأس كما يعتقد العامة. وهناك «القصّه» وهي زينة القدم واليد للمرأة، و»بيطان» تسمى أيضاً نقشه وهي ليد المرأة فقط. ويمكن استخدام الحناء أيضا للشعر بوضعه عليه لصبغه بلون جديد أو لإخفاء بياض الشعر».
وتوضح فاطمة أن استخدامات الحناء تغيرت مع مرور الزمان فأصبحت النساء والفتيات تزين الأيدي والأرجل بنقوش ورسومات مختلفة حسب الذوق والرغبة، فهناك رسومات هندسية وورود صغيرة وكبيرة، وقد ترسم بعض الطيور أو الأحرف الأولى من اسم العريس أو العروس داخل قلب خاصة عند استخدامها «في ليلة الحناء» التي تسبق ليلة الزفاف، وفيها يتم تخضيب أكف وأقدام العروسين بالحناء. كذلك تستعمل الحناء صبغة لتغيير لون الشعر لكلا الجنسين، طمعا في مزيد من الجمال خاصة لحواء، ومما يزيد الحناء قبولا لدى من يستعملها أنها لا تؤثر في تغيير صفات الشعر الطبيعية كغيرها من الأصباغ.
زراعة الحناء
تزرع الحناء في الأراضي الطينية والرملية إما بالبذرة أو بالعقلة ويلزم لإتمام نموها درجة حرارة عالية ورطوبة جوية مرتفعة، لذا يمكن زراعتها في بقاع عديدة من العالم. وتتكون شجيرة الحناء من جذر وساق وأوراق وأزهار وثمار، ويصل متوسط ارتفاعها إلى نحو خمسة أمتار ومن أصنافها الحناء البلدي والشامي والبغدادي والشائكة، أما أفضلها وأغناها بالمواد الملونة الحناء البلدي. وتحتوي أوراق الحناء على مواد سكرية ودهنية، كما تحتوي أيضا على عطر ومواد قابضة بالإضافة إلى مادة اللوزون الملونة، وهي مادة متبلورة برتقالية اللون وتذوب في الماء، وهي المسؤولة عن صبغ الشعر والصوف بلون برتقالي، في بادئ الأمر ثم يزداد هذا اللون عمقا مع الزمن لتأكسد المادة الملونة. أما أزهارها فهي خلابة المنظر، متعددة الألوان، زكية الرائحة لاحتوائها على زيوت طيارة. وهي شجرة من الفصيلة الحنائية، حولية ومعمرة، قد تمكث لنحو أكثر من عشر سنوات ، كما أنها دائمة الخضرة وغزيرة التفريع ولها أزهار فواحة صغيرة ذات لون أبيض وأحيانا أحمر.
شاركينا برأيك : هل استعملتى الحناء لجمال يديكى و قدميكى قبل ذلك ام لكى طرق اخرى افضل ؟