الملكة مارجريت هي المرأة الأشهر في الدنمارك ولكن يبدو أن هناك امرأة أخري أصبحت تنافسها في الشهرة إنها هيلي توننج سميث أول أمرأة تتقلد منصب رئيسة الوزراء في تاريخ الدنمارك ,
بعد مرور 121 عاما من وجود حكم ديمقراطي في البلاد حيث فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي ثاني أعرق الأحزاب هناك والذي أنشئ عام 1871 ومعه الأحزاب اليسارية التي تحالفت معه والتي أطلق عليها تحالف المربع الأحمر.
وهذا التحالف علي تحالف المربع الأزرق الذي يمثل الحكومة والأحزاب المؤيدة لها ويتزعمها الحزب الليبرالي (الفنسترا) أقدم وأعرق الأحزاب في البلاد علي الإطلاق والذي أنشئ عام 1870 حيث ضم التحالف الأحمر أربعة أحزاب وهم (الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الشعب الاشتراكي وحزب القائمة الموحدة وهو (يضم حزبين وهما حزبا الخضر والحمر) والتحالف اللبيرالي.
وتحالف المربع الأزرق الذي يضم خمسة أحزاب هي الحاكمة وهي (الحزب اللبيرالي (الفنسترا) وحزب المحافظين والحزب الراديكالي وبالطبع حزب الشعب الدنماركي) وربما عراقة الحزب الاشتراكي الديمقراطي وانتماء الكثير من الدنماركيين له هو سر بزوغ نجم هيلي رغم أنها ليست المرأة الوحيدة التي ترأس حزبا هناك فالحزب الراديكالي ترأسه مارجريت فيستاجر وحزب القائمة الموحدة ترأسه حاليا جوهانا شميث هذا بالطبع بجانب حزب الشعب الدنماركي الذي ترأسه اليمينية المتطرفة بيا كاسجورد والذي كان البعض يشبهها بالساحرة العجوز التي تطير بالمقشة نظرا لسيطرتها علي الحكومات المتعاقبة منذ عام 2001 حيث فرضت الكثير من القوانين المتشددة في الدنمارك رغم عدم مشاركة حزبها بالفعل في الحكومة ولكن لكون أن حزبها كان يمتلك مقاعد كثيرة في البرلمان كان لها تأثير كبير في الحكومة وشاركت في إقرار كثير من القوانين التي تدعو لتقييد حقوق المهاجرين والحد من منح الجنسيات لهم كما كانت تكن عداء خاصا للإسلام وسبق أن قامت بمهاجمته عدة مرات.
ولقد حصدت أحزاب المربع الأحمر برئاسة هيلي سميث 92 مقعدا في مقابل 87 مقعدا حصل عليهما المربع الأزرق وكانت أهم وعود الأحزاب التي فازت في المربع الأحمر هي الاهتمام بحقوق المهاجرين والتركيز علي قضايا البيئة والأهم هو ما أعلنه عدد من المسئولين وفي مقدمتهم فيل سونديلي رئيس حزب الشعب الاشتراكي والمرشح المحتمل لحقيبة وزارة الخارجية من أن الدنمارك ستكون من الدول الداعمة في الاتحاد الأوروبي لللتصويت في الجمعية العمومية للأمم المتحدة للإعلان عن دولة فلسطينية منضمة بذلك لدول مثل النرويج وإسبانيا, نعود مرة أخري لهيلي توننج فهي مبعث فخر للدنماركيين لكونها أول امرأة ستتولي منصب رئيسة الوزارء في البلاد وهي لاتزال في الرابعة والأربعين من عمرها ومتزوجة من بريطاني والده كان سياسيا شهيرا في بريطانيا وهو نيك كونيك توننج رئيس حزب العمال البريطاني في حقبة رئاسة مارجريت تاتشر للحكومة.
وهيلي لديها طفلان وكانت تعمل بالتجارة ولم تزاول السياسة منذ زمن طويل ولكنها استطاعت اكتساب شعبية كبيرة خصوصا لرفض الدنماركيين لكثير من سياسات الحكومة السابقة, وذلك علي الرغم من أن الحكومة المقبلة قد تفرض بعض الرسوم التي أثارت جدلا بين الناخبين ومنها رسوم مالية لكل سيارة تدخل كوبنهاجن ولكن الدنماركيين تقبلوا ذلك للحد من التلوث الذي تسببه السيارات في مدينتهم الجميلة والعتيقة ولم تنجح الحملة التي استغل فيها الحزب الحاكم هذا المقترح للتأثير علي الناخبين الواعين. وفي اللقاء المجمع الذي عقد بين رؤساء الأحزاب الفائزة في الانتخابات بدت شخصية هيلي القوية الهادئة والصارمة أيضا واضحة من ملامحها ومن ردودها الواثقة رغم أنها قد تقع في تعقيد تشكيل الحكومة في ظل أن المربع الأزرق لديه نسبة كبيرة من المقاعد التي قد تعرقل تعديل بعض القوانين كما يتمني الدنماركيون, عموما سوف تكشف الأيام المقبلة عن مدي قدرة هيلي علي إدارة الأمور ولكن يبقي الأهم أن الدنماركيين تخلصوا لمدة أربع سنوات علي الأقل من تطرف بيا كاسجورد الساحرة الشريرة كما يصفها البعض.