هل تعتقدون أن الزواج المثالي هو ذلك الذي لا يتشاجر فيه الطرفان أبدا؟
بالعكس تماما، ان إخفاء المشاكل تحت السجادة كما يقال لا يؤثر في حياتكم الزوجية فقط، انما في صحتكم أيضا.
هذا على الأقل ما يزعمه الخبراء من جامعة ميتشيغان الأميركية الذين ركّزوا اهتمامهم على تصرف النساء اللواتي عانين من مشاكل مختلفة مع أزواجهن. النتائج التي توصل إليها هؤلاء كانت مثيرة للذعر. فقد أظهرت أن النساء اللواتي كنّ يكبتن الغضب داخل أنفسهن ولم يكنّ راغبات بالحديث عن مشاكلهن بشكل علني، عرّضن أنفسهن لخطر الانهيار وحتى الوفاة، وكان ذلك الخطر مضاعفا بمقدار أربع مرات مقارنة بالنساء اللواتي قرّرن خوض الشجار بكل قوة.
فن الصراع
يتحدث الدكتور مايكل باتشو الاختصاصي في علم نفس الأزواج حول كيف يمكن للعلاقة الزوجية الهادئة أن تكون مضجرة، لكن في الجوهر، خطيرة أيضا: «الشجار الكبير لا يعني نهاية العلاقة، بل على العكس، فمن خلاله يمكنكم تجنب نزاع أكبر قد يعني بالنسبة لكم الطلاق النهائي». وبالتالي فإن المشاجرات الموسمية يمكن أن تنقذ صحّتكم، لكن أيضا علاقتكم. إلا أن شجارا نوعيا مثل هذا يتطلّب قدرا معينا من الفن. فالتشاجر وإطلاق السباب ليس أمرا سهلا أبدا. الدكتورة تيري أوربوخ تقدم مجموعة من النصائح حول كيفية كسب أقصى قدر ممكن من النقاط في أي نزاع، وكيف يمكن أن يكون نزاعنا مثمرا بالنسبة للعلاقة الزوجية.
1 – لكل شيء «تافه» معناه
لا توجد مشكلة صغيرة لدرجة أنه يجب علينا أن نتجاهلها. وتحديد المشكلة يعتبر أول خطوة نحو النجاح. فعندما نعلم سبب شجارنا، سيكون من السهل علينا فهم وجهة نظر الطرف الثاني.
2 – اطلاق مشاعر الغضب
لا يجب أن نمنع فورة الغضب لدينا، فمن الأفضل مواجهة المشاكل فورا بدلا من الانتظار بصبر حتى تتراكم. ففي الحالة المعاكسة تبدأ الصعاب بالتراكم تباعا، وعندما يحدث الشجار، سيكون من الصعب جدا تحديد مصدر خلافنا.
3 – انتقاد محدد
علينا خلال حدوث الشجار أن لا نهاجم شخصية الطرف الآخر. ان خصائص الشخصية لا تتغير بسهولة، لكن التصرف يمكن أن يكون أفضل. لذلك لا يجب علينا خلال التشاجر أن نعاير شريكنا بصفاته الشخصية. ان انتقاد أفعاله المحددة التي سبّبت الشجار قد يخدمنا خلال النقاش بطريقة أكثر ايجابية.
وبالرغم من أن نصائح علماء النفس يمكن أن تحسّن طريقة تصرفنا حيال المشاجرات، فإن الوضع قد يتغير بشكل جذري مباشرة بعد أن نحاول ممارسة تلك النصائح بشكل عملي. فانفعالاتنا قادرة على تغيير طابع انتقادنا بشكل كبير، وبالتالي إفقاده طابعه البنّاء. وممكن بعد ذلك أن نفقد أعصابنا ليس فقط بسبب المشاعر الهائجة، لكن حتى بسبب الكلمات الموجهة إلينا بشكل غير مقبول.
أسلوبان مختلفان
يقال إن ثمة أسلوبين لتسوية المشاكل. فإما يمكننا الانتهاء كالزبون المتوتر الذي يعوّض عقده الكثيرة من خلال الصراخ على البائعة التي لا حول لها ولا قوة، أو نصبح ذلك البائع، الذي يتحمل يوميا غضب زبائنه حتى يحين ذلك اليوم الذي يفقد فيه أعصابه ويقوم بإطلاق النار على جميع الناس في متجره.
لذلك من الأفضل لحل المشاكل مواجهة المشكلة منذ البداية بشكل مشترك مع شريككم. فشرارة الشجار التي انطلقت لن تساهم فقط بإحياء علاقتكم، لكنها ستمنحكم أيضا إلهاما رائعا للتسامح لاحقا.