منذ اللحظة التي يلتحق فيها الطفل الصغير بحضانة أو روضة.. يعيش حياة الجماعة بما فيها من علاقات صداقة وشجار وعدم اتفاق ومشاركة… فكيف يمكن للأم أو مدرسة الحضانة تشجيع الصغير علي تكوين علاقات صداقة مع أقرانه تمهيدا له الاندماج في المجتمع بعد ذلك؟
تجيب عن هذا التساؤل د.راندا عبد العليم مدرس مناهج وطرق تدريس رياض أطفال بكلية التربية جامعة قناة السويس فتقول أن الطفل قبل الالتحاق بالحضانة يكون متمركزا حول ذاته وبالتالي يكون من الصعب عليه تقبل مشاركة الآخرين لعبه أو اقتسام الطعام معه وهكذا.. وتبدأ مرحلة تكوين الصداقات عادة بالمشاركة ثم بالشجار أحيانا وبعدها المصالحة, حيث يكتشف الطفل لأول مرة في حياته أنه يمتلك حق اتخاذ القرار. لذلك فإن مهمة الأم أو المعلمة هي محاولة تنمية مهارته الاجتماعية بحيث تطلب منه احضار إحدي لعباته ومشاركته مع زميله لإيجاد نوع من التفاعل الاجتماعي بينهما.
كذلك تلعب أنشطة اللعب الجماعي دورا مهما في تنمية هذا الاتجاه. ويأتي بعدها الحوار ومناقشة الطفل بهدوء في حالة تشاجره مع زميل له وعدم الاسراع بادانته إذا شاهدناه يتصرف بعدوانية تجاه الآخر قبل التحقق من السبب في تصرفه هذا من خلال اتباع اسلوب الملاحظة بالمشاركة والذي يتطلب تواجد الأم أو المعلمة بالقرب من الصغير في أثناء لعبه.
وفي حالة ملاحظة أي سلوك عدواني يجب تجنب العقاب البدني لانه يسبب مشكلات نفسية للصغير ويزيد من عدوانيته. وتنصح د.راندا باتباع اسلوب الاشادة بالايجابيات في تصرفات الآخرين لتحفيزه علي اتباع مسلكهم واسلوب المكافأة علي التصرف السليم.. كل ذلك بالتدريج حتي يتكون الانضباط الداخلي لديه. وفي حالة الاضطرار إلي العقاب يفضل أن يكون بالحرمان من الاشياء التي يحبها. وتنصح الأم بعدم فرض صداقات معينة علي صغيرها وتشجعيه علي سرد ما يجري في الحضانة وسماع شكواه باهتمام لأن في هذا السرد راحة كبيرة له مع توضيح وجهة نظر الطفل الأخر في هذا التصرف تجاهه حتي يعيد الصغير حساباته وتصفي نفسه من جديد.