اتباع حمية غذائية خاصة بهدف تقليل الوزن أمر محبط لدى البعض، خصوصاً مع كل الأطعمة والوجبات التي يمتنعون عن تناولها، إذ تكون قائمة الأغذية الممنوعة هي كل ما يفكر فيه الشخص غالباً، ومع وجود أطعمة كثيرة قد تهدد الهدف الرئيس من الحمية الغذائية، وتساعد على تكدس السعرات الحرارية وتحويها في النهاية إلى شحوم تتركز في أكثر المناطق تأثيراً في شكل الجسم، إلا أن هناك أطعمة أخرى تساعد المرء عند بدء الحميات الغذائية، وتعمل على مساعدة الجسم في خفض الوزن، وهي تحديداً قائمة الطعام التي يفترض التركيز عليها.
وتتنوع الأطعمة المفيدة للجسم وخفض الوزن، فمنها ما يعمل على تسريع الاستقلاب، وما يعمل على تكسير الشحوم، ومنها ما يغذي الكبد، أو ما يعزز شعور الشبع لوقت أطول، إلا أن خبيرة التغذية والمتحدثة الرسمية لمنظمة خبراء التغذية في أستراليا لورا سوذرلاند، تقول إنه «ليس هناك من أطعمة دون سعرات حرارية، سواء كانت مفيدة أو ضارة، ورغم أن هناك من الأطعمة ما هو مفيد للجسم، وأخرى مضرة، إلا أنها جميعاً لها سعراتها الحرارية التي تتفاوت من طعام لآخر، وأن جوهر خفض الوزن يكمن في فكرة إدخال الطاقة مقابل إخراجها، أي إدخال السعرات الحرارية إلى الجسم، مقابل إخراجها عبر الحركة»، معددة 10 أفضل أنواع من الأطعمة المفيدة للجسم والتي تعزز أهداف الجسم في خفض الوزن.
اللحم من دون شحم
وجد خبراء دنماركيون أن تعزيز الحمية الغذائية باللحوم الخالية من الشحوم يمكن أن يقوي وجود البروتين في الجسم، ما يساعد على حرق 5٪ من «كيلوجولز» وهي وحدة لقياس الطاقة، وقد يكون السبب هو نوعية اللحم وحاجة الجسم للمزيد من الطاقة المأخوذة من الجسم لعملية هضم اللحم، مقارنة بهضم الكربوهيدرات والشحوم.
وتقول سوذرلاند إن «فائدة هذا النوع من اللحوم، هو قدرته على الإشباع لفترة طويلة، ما يعين على تفادي تناول طعام فوق الحاجة»، مشيرة إلى أهمية شراء اللحوم منزوعة الشحم سواء كانت من اللحم الأحمر، أو الدجاج، أو الديك الرومي، والحرص على نزع الجلد عنها أيضاً.
الألبان قليلة الدسم
بينت دراسة أميركية أن تناول 1300 ملليغرام من الكالسيوم في اليوم الواحد يساعد الأفراد على خسارة ضعف الوزن تقريباً، بينما كشفت دراسة أخرى أن النساء اللاتي يتناولن الكالسيوم مع فيتامين «د» قبل سن اليأس، يزداد وزنهم بنسبة أقل بعد سن اليأس من اللاتي لم يتناولن هذه العناصر، حيث يعمل الكالسيوم على تكسير الخلايا الدهنية وتقييد نمو الجديد منها.
وتنصح سوذرلاند بتناول الألبان أو الأجبان قليلة الدسم فقط، لتفادي المزيد من السعرات الحرارية. إضافة إلى ذلك تعتبر أنواع التوت، والفواكه الحمضية نوعاً آخر من الأطعمة المفيدة للجسم، حيث تعتبر الأطعمة الغنية بفيتامين «ج» مصادر غنية لمادة الـ«فلافونز»، التي تعمل على تسريع الاستقلاب في الجسم، والتحكم بمستويات الكولسترول، وتساعد على إضعاف الشحوم في الجسم.
وذكرت الدراسة الأميركية، أن النساء اللاتي يتبعن نظاماً غذائياً غنياً بالـ«فلافونز» يكسبن وزناً أقل على مدى 14 عاماً مقارنة باللاتي لا يتناولن الأطعمة الغنية به، كما وجدت دراسة أخرى أن تناول الفراولة والتوت قبل ممارسة الرياضة، يساعد على حرق 30٪ أكثر من الشحوم أثناء الرياضة.
وتنصح سوذرلاند بشرب عصير البرتقال الطازج دون سكر، أو حفنة مليئة من التوت قبل دخول النادي الرياضي.
بقول وسلمون
تبين سوذرلاند أن البقول، من فول الصويا، والعدس، والحمص، هي مزيج من البروتينات والكربوهيدرات، وتعتبر أطعمة قليلة في نسبة دهونها، وعالية في نسبة أليافها، وذات مؤشر غلوكوز منخفض، كما تحتوي حبوب فول الصويا على مادة الـ«كولين» وهو مركب يساعد على تحريك وإبعاد الشحوم عن الكبد، وتنصح بإضافة هذه الأنواع من البقول إلى الشوربة، أو أكلات الكاري المختلفة.
وتنوه سوذرلاند بأهمية تناول سمك السلمون والأفوكادو، والمكسرات، وبذور الكتان «فالأسماك الدهنية والنباتات المرتكزة على المركبات الدهنية تحتوي على أحماض دهنية مهمة ورئيسة مفيدة للجسم، وتساعد على حرق الشحوم في الجسم»، وكشفت دراسة أن تناول حفنة من اللوز، لحمية غذائية قليلة الدهون يومياً يعين على خفض الوزن، وخفض مستويات الشحوم في الجسم والإنسولين. كما تبين خفض الأسماك لنسبة مادة الـ «لبتين» في جسم المرأة، وهو هرمون مرتبط بالاستقلاب البطيء، والبدانة.
وتنصح سوذرلاند بتناول حفنة من المكسرات غير المملحة أو المحمصة، وإضافة بذور الكتان إلى اللبن قليل السعرات، أو إلى السلطة، إضافة إلى تناول شطيرة السلمون مع الأفوكادو.
القرفة والبطاطس الحلوة
وجد علماء زراعة أميركيون أن إضافة ربع ملعقة من القرفة إلى نظامك الغذاء اليومي، يمكن أن يعزز مستويات السكر في الجسم، ويقلل من مستويات السكري في الدم، ويساعد على تخزين كمية أقل من الشحوم في الجسم، وينصح العلماء بإضافة مقدار من القرفة إلى اللبن الرائب أو العصائر.
وتعتبر البطاطس الحلوة والشوفان، ووجبات القمح الكامل من الأطعمة الغنية بالألياف الذائبة، وتعين على الشعور بالشبع لفترة طويلة، ما يساعد على تنظيم مستويات الغلوكوز في الدم فلا يحتاج المرء إلى تناول الطعام، بحسب سوذرلاند.
الفلفل الحار
كشفت دراسات أميركية أن الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة الحارة المعززة بالفلفل الحار وبهارات كايين، يستهلكون كمية أقل من الـ «كيلوجولز» والكربوهيدرات، مقارنة بمحبي الأطعمة غير الحارة، ويعتقد العلماء أن الأمر يعود إلى أن المادة الكيميائية المسؤولة عن الحرارة في الفلفل «كابساسين» والتي تعمل على تحفيز الحرق في الجسم ما يسرع من نبضات القلب، وبالتالي تسريع الاستقلاب بنسبة 25٪ أكثر «ما يعني التعرق بنسبة أكبر، وهو دليل على أن الجسم يعمل بجهد أكبر» وفق سوذرلاند التي تنصح بدمج هذه الأنواع من البهارات والفلفل إلى وجبات اللحوم الخالية من الشحم، لتعين على حرق شحوم الجسم على مدى اليوم.
على الرغم من الحاجة للمزيد من التجارب والاختبارات العلمية، إلا أن دراسة أميركية وجدت أن بهار الكركم، وهو النوع الذي يضيف إلى أكلات الكاري هذا اللون الفاقع، وما يضيف هذا اللون الأصفر إلى الخردل، يعمل على إبطاء انتشار الشحوم في الأنسجة، وخفض مستويات الغلوكوز والكوليسترول، وهي الاختبارات التي طبقت على الحيوانات فقط حتى الآن، وتشير سوذرلاند إلى أنه يمكن إضافة الكركم إلى الكاري أو المحاشي، كما يمكن إضافة الخردل إلى الشطائر بدلاً من الزبدة والمايونيز. إضافة إلى ذلك تشدد سوذرلاند على تناول الزنجبيل والثوم، وإضافتهما إلى الوجبات، حيث يعملان على توسيع الأوعية الدموية، وتعزيز حرارة الدم، ما يسرع من الاستقلاب في الجسم، وهي الأطعمة التي يمكن إضافتها بسهولة مع وجبات الكاري وعند تتبيل الطعام، كما يمكن إضافة الزنجبيل إلى العصائر أيضاً.