كشف بحث جديد أن الحفاظ على العلاقات الاجتماعية والحركة في سن الشيخوخة عنصران مهمان للغاية، من أجل التمتع بحياة جيدة بشكل عام، حيث يساعدان بعض المسنين على الاحتفاظ بحيويتهم ونشاطهم .
وأظهرت الدراسات، التي أجريت أثناء تطوير مقياس جديد لنوعية الحياة لدى المسنين، أن بعض الأشخاص في التسعينيات من أعمارهم يواصلون لعب البولينج بمساعدة ركبتين أو ذراعين جديدين أو بالاستعانة بمنظار لمواجهة ضعف الرؤية.
أعدت هذا البحث آن بولينج، أستاذة الرعاية الصحية للمسنين بجامعة كينجستون في لندن، بتمويل من مجلس البحوث الاقتصادية والاجتماعية البريطاني، حسبما ذكر موقع “ساينس ديلي” الإلكتروني المتخصص في مجال العلوم والصحة، ووفقا للبحث، فإن أحد مفاتيح السعادة في سن الشيخوخة يتمثل في سعة الحيلة.
فقد قال رجل أرمل “85 عاما” للباحثين: إنه صنع أداة خشبية لخلع الجوارب، كي يتسنى له تجفيف ما بين أصابع قدميه بعد أن توفيت زوجته، التي كانت تساعده عادة في القيام بذلك نظرا لأنه لا يستطيع الانحناء، بل إنه صنع نسخا من تلك الأداة وأعطاها أشخاصا آخرين يعانون من نفس المشكلة.
وفي معرض توضيحها للبحث، خلال مناقشة حول كيفية تحديد اهتمامات الآخرين، قالت بولينج للحاضرين، وعددهم 200 من الأكاديميين وصناع القرار والمسؤولين الحكوميين وممثلي المنظمات التطوعية: إن أحد المتطلبات الضرورية لمواجهة مشكلات الشيخوخة هو الاحتفاظ باحتياطي من الدعم الاجتماعي والثقة بالنفس.
وأضافت، “هذه الموارد الاجتماعية والنفسية تمكن المرء من استغلال معظم مهاراته وقدراته والفرص المتاحة أمامه، كي يتسنى له الاستعاضة بها عما افتقده، عندما يصير عاجزا عن القيام بالأشياء”.
وأشارت بولينج إلى أنه صار من الضروري تطوير طريقة جديدة لقياس نوعية الحياة في سن الشيخوخة، نظرا لأن الاستبيانات السابقة كانت تعتمد على رأي الخبراء أو على آراء القلة واللجوء إلى مقاييس مثل الدخل.
أجري استبيان “نوعية الحياة لدى المسنين”، استنادا إلى سلسلة من المقابلات المباشرة مع 999 شخصا تزيد أعمارهم على 65 عاما، تم اختيارهم بطريقة عشوائية في أنحاء بريطانيا على مدار 9 أعوام، وخضع لمزيد من الاختبارات، حيث شمل عينتين أخريين، إحداهما تعكس تنوعا عرقيا.
تقول بولينج: إن “نوعية الحياة مفهوم قائم على المعتقدات الشخصية، لذا فإننا قررنا أنه كان من الضروري أن نسأل أشخاصا مسنين عن أولوياتهم”.