الأمهات اللاتي اضطررن لإلحاق أطفالهن بالروضة في سن صغيرة, بسبب انشغال الأم بوظيفتها خارج المنزل أو غير ذلك لم يرتكبوا خطأ في حق أبنائهن.
فالدراسات التربوية قد أظهرت أن أطفال الروضة أكثر ذكاء وقابلية للتعليم لدي التحاقهم بالمدرسة من الأطفال الذين لم يجتازوا هذه التجربة.. ومن المهم أن تكون معلمة الروضة علي وعي بذلك, فإذا عاد الطفل حاملا نجمة أو نيشان مكافأة له من المعلمة لأنه مكث هادئا صامتا في الفصل فيجب نقله فورا لروضة أطفال أخري..
هذا ما أكدته د. صديقة علي يوسف, أستاذ التربية الحركية والرياضية بكلية بنات جامعة عين شمس من خلال بحث أجرته علي عينتين من الأطفال, وتضيف مفسرة نتائج البحث أن الطفل بطبيعته يميل إلي الحركة فيجري ويقفز ويدور ويلعب طوال الوقت, ولهذا فإن تعليم الطفل من خلال اللعب والحركة أكثر فائدة من تعليمه الهدوء والجلوس ساكنا ليشاهد حرفا علي سبورة أو أرقاما علي العداد, فأساليب التعليم تطورت وأصبح طفل ما قبل المدرسة يتم تنمية استعداده عن طريق الحركة واللعب واستخدام حواسه المختلفة ليكون أكثر تركيزا وقابلية لامتصاص ما يقدم له من معلومات وخبرات, فلتعليم اللغة باللعب يمكن للطفل الذي يحسن اختيار الحرف الذي يعبر عن أول حرف من الصورة التي تعرض عليه بلبس تاج عليه صورة أسد مثلا لتعرفه علي حرف الألف, وللأطفال الأكبر سنا يمكن أن يمسك الطفل بحروف الكلمة ويطلب منه إكمال الحرف الناقص.. وهكذا يستقر في ذهن الطفل شكل الحروف ومعناه, كما يجري تعليم الطفل الاتجاهات المختلفة فيعرف الفرق بين اليمين واليسار والأعلي و الأسفل بالإضافة إلي تعليمه الأرقام عن طريق تقسيم الأطفال إلي مجموعات من اثنين وثلاثة وأربعة, وبذلك تقل فرصة الخطأ في تمييز الأرقام ويتعلم أيضا مبادئ حساب المثلثات, فيطلب منه السير علي خط مستقيم أو الجري نحو الزاوية أو تكوين دائرة أو مربع مع بقية الأطفال, كذلك يتعلم معني الفراغ من حوله وعدم الاصطدام بمن يجاوره أو التدافع والنظام في المشي والطلوع والنزول, ويتعلم الطفل الكثير من الحيوانات في الروضة فيمشي كالبطة أو كالسلحفاة, أو يجري كالحصان, فيتعرف علي الفرق بين الكائنات المختلفة, وباستخدام الألوان والرسم والموسيقي إلي جانب الحركة يثبت في ذهن الطفل كل ما يقدم له من معلومات, فعقل الطفل وهو لايزال غضا كالأسفنجة تماما يمتص كل ما يلمسه ويدور من حوله.