على مدار سنوات ظلت جيهان هريدي تركز اهتمامها على كل التفاصيل الصغيرة التي تحدث فرقاً كبيراً في مظهر المرأة، وأصبحت إبداعاتها في مجال الموضة والأناقة حديث كل المهتمين باللوك المتكامل؛ فهي تضع أفكارها في إطار يواكب كل جديد في مجال الأزياء، وتقدم رؤية مبتكرة لتجديد شكل الملابس عن طريق أكسسوارات ملائمة ومنسجمة مع الألوان والمظهر النهائي. اختارت هريدي الأدب ليزين مجموعتها الأخيرة من الأكسسوارات.
حيث مؤخراً طرحت مصممة الأكسسوارات جيهان هريدي مجموعة جديدة من الأكسسوارات ومكملات الأناقة استخدمت فيها خامات وألوان غير معتادة منها الشال السيناوي والكشمير الصعيدي والقماش البدوي، واللافت فيها أنها ازدانت بأبيات من الشعر. وأضافت بعض الأحجار والكريستال والعملات النحاسية لبعض القطع مثل الصديري والدريل والكرافات المطرزة، فضلا عن الحقائب والأحذية والطرح والأحزمة.
حلي يدوية
ضمت المجموعة الأخيرة لهريدي أطقما متميزة من الحلي اليدوية التي استخدمت فيها بعض القصائد مثل رباعيات صلاح جاهين وقصائد أمل دنقل والتي دونت بعض أبياتها على الدلاية والسلاسل والخلاخيل والخواتم والأقراط والأساور وغيرها.
وعن تأثر مجموعتها الجديدة بالروح التراثية، تقول هريدي “أي فنان يتأثر ببيئته وأنا كمصممة مصرية عربية أعتز بما نملك من تراث فني وشعبي وبعض التصاميم تعكس تأثري بالفنون التراثية والشعبية وهناك أفكار من أزياء المرأة الريفية سواء في محافظات الدلتا أو صعيد مصر الثري بمفردات فنية وشعبية جميلة”.
وحول اختيارها لرباعيات صلاح جاهين لتنثر بعضا منها ضمن ما تصممه من أكسسوارات، تقول “أعشق الشعر وأحب رباعيات جاهين وقصائد دنقل وبلا تخطيط وجدتها تحتل مكانها في بعض التصاميم، وقد وجدت من يشاركني تذوق تلك المعاني الجميلة وأصبحت هناك شريحة من النساء يبحثن عن أكسسوارات أنيقة تحمل معاني تمس الوجدان”.
وتشير هريدي إلى أن مزجها بين الأفكار التراثية والعصرية هو جزء من تركيبتها الفنية وذوقها الخاص؛ فهي تتابع كل جديد في عالم الموضة والأناقة، وتضع تصميم حقيبة اليد بشكل يراعي الاتجاهات العالمية في الحجم والقطع مثل الحقيبة “البرتوفيه” أو التي تشبه شكل المظروف، وبعضها ينسجم وطابع الأزياء والملابس بحيث يكون لكل زي ما يناسبه، وكذلك باقي مكملات الأناقة ومنها الحزام والجيليه والكوليه.
وتقول “أحاول أن أدمج جزءا من خامات الأقمشة مع ما أجده مناسبا من أحجار أو معادن أو قطع فراء وأحيانا استخدم اللؤلؤ أو الكريستال”.
جزء أساسي
تؤكد أن طموحها أن تصبح هناك ماركات عالمية من الحقائب والأحذية والأكسسوارات تحمل توقيعها، مشيرة إلى أن مشاركتها في العديد من المعارض الدولية بفرنسا وإيطاليا والنمسا جعلتها تشعر بالفخر والسعادة لإقبال الأوروبيين على كل ما يحمل الطابع الشرقي، وخاصة المنتجات التي بها لمسات من التراث النوبي والبدوي والسيناوي.
وعن انحيازها للأكسسوارات، تقول هريدي “لاحظت منذ فترة أن الأكسسوار جزء أساسي من الأناقة إذ يغير شكل الملابس تماما خاصة بعد استغناء العديد من النساء عن الذهب والذي لا يخرج عن أشكال نمطية معروفة”.
وتضيف “بدأت بوضع تصاميم لأكسسوارات مختلفة وكانت البداية مع الحلي اليدوية، وكنت أستوحي الفكرة من خلال الملابس نفسها وبمجرد أن يقع نظري عليها أشعر بأن هناك شيئا ينقصها، وأحيانا كنت أستخدم جزءا من الأقمشة المستخدمة في الملابس لتكون ضمن تصميم أكسسوار تضاف له السلاسل أو الخرز أو الخيوط فمثلا ألجأ لخيوط من اللون البرتقالي مع أزياء باللون البني أو التركواز، وهكذا أصبحت أعتمد على الخيوط وخامات النسيج إلى جانب المعادن والعملات القديمة والخرز والأحجار وهو أسلوب لم يكن متبعا من قبل”.
وتتميز أكسسوارات هريدي بالمزج بين الطابع الشرقي والعربي الأصيل والروح العصرية، ورغم تخرجها في قسم الاجتماع بجامعة عين شمس فإن عشقها للأكسسوار دفعها لاحتراف هذا المجال، وعبر أعوام قليلة حققت نجاحاً كبيراً وبصمة خاصة بها وقدمت العديد من الأفكار المبتكرة التي اعتمدت فيها على استلهام التراث.
تفاصيل صغيرة
ترى مصممة الأكسسوارات جيهان هريدي أن الأناقة هي تلك الطلة الساحرة الرقيقة التي تبدو فيها المرأة قمة في البساطة والرقي والوصول إلى المظهر المتناغم، الذي يعتمد على خطوات كثيرة تبدو معقدة. ولذلك يلجأ أهم مصممي الأزياء إلى فناني الأكسسوار والحلي لإضافة بعض التفاصيل الصغيرة التي تمنح المرأة الطلة المميزة المريحة لكل عين.