طرحت مصممة الأزياء البحرينية كبرى القصير مجموعة جديدة ومختلفة من الأزياء الشرقية الملونة لتقدمها للمرأة الخليجية والعربية، معتمدة على المزج بذكاء بين خطوط الموضة العالمية وخصوصية الذوق الشرقي الأصيل.
تعبر أزياء كبرى القصير عن شغفها الكبير بالفن، وحنينها الدائم لزمن الماضي وحكايات الخليج والبحر، وقصص الأسفار والتجارة بين مملكة البحرين والهند، وما ورد من أحاديث البخور والحرير وأساطير الجواهر والقصور، لتتأثر بفنون الشرق وتتبنى تراثه، مع ضرورة إدخال عناصر الحداثة والتجديد على طراز الأزياء الشرقية وقالبها الكلاسيكي المعروف.
تقول القصير في حديثها مع صحيفة “الإتحاد” الإماراتية “على الرغم من عشقي للتراث العربي والشرقي بكل ما يحتويه من تفاصيل بديعة من النقوش والزخارف وما يعكسه من حرارة الألوان وغناها، إلا إني مدركة لضرورة التغير، ووضع بعض الخطوط واللمسات العصرية المجددة للزي الخليجي، ولكن بأسلوب مدروس لا يخرجه من محيطه العام بل يجعله أكثر عملية ورقيّ”.
أحب الحياة بكل معانيها – تضيف القصير – وأعشق السفر والترحال، فأنا دائمة البحث عن الشيء الجديد والمختلف في كل ما يحيطني، فأزور المتاحف والمعارض الفنية والأسواق الشعبية، وأتمتع بالطبيعة والجمال، ولكن أكثر ما يأسرني حقا هو التاريخ والتراث، فالوطن العربي ودول الخليج زاخرة بفنون التراث والفلكلور، ولدينا حضارات قديمة نفخر بها، وننهل منها وعلينا يقع واجب المحافظة عليها وترويج صورتها للعالم، والأزياء تمثل جزءاً مهماً من الهوية، تؤرخ لتاريخ الشعوب، والمصمم هو ابن بيئته ومجتمعه، فلما يلجأ للتغريب بينما يملك كل هذا الغنى والأصالة والجمال.
تؤكد المصممة على أهمية العباءة والجلابيا الخليجية، وأنها مازالت مطلوبة بقوة وحاضرة في دولاب المرأة العربية رغم كل التحديات، تقول “بالرغم من خروج المرأة العربية لسوق العمل واتجاهها للبساطة والمعاصرة، إلا أن الجلابية والعباءة لها مكانتها الخاصة في قلبها وعقلها بل أجد أنها بدأت حتى تغزو الأسواق العالمية، خاصة بعد خطوط الحداثة والتغير التي طرأت عليها، وفي الآونة الأخيرة هناك العديد من النجمات الحاصلات على جوائز الأوسكار ارتدينها بفخر عندما حضرن لزيارة الخليج ومهرجان دبي السينمائي، بالإضافة إلى الفنانات العربيات اللواتي فرحن بلبسها في مهرجان أبو ظبي للسينما، لأنها ببساطة تمثل قطعة فنية لافتة من الفن والتراث”.
تقول القصير إن العباءة والجلابيا تمثلان ضرورة ثقافية وحضارية لهويتنا وانتمائنا، كما أنهما صممتا لتلبيا احتياجات المرأة الخليجية والعربية وإرضاء لذوقها، وأسلوب حياتها، وعادة ما تأتي هذه التصميمات الشرقية بطراز متفرد، فتتميّز بالانسيابية في الخطوط والأريحية في القصّات، بحيث نجدها أنيقة، مريحة و قابلة للارتداء لأبعد الحدود.
وعن مجموعتها الجديدة تقول: قررت لهذا الموسم أن أدخل تغيرات مهمة وجذرية على تصميماتي الشرقية، فعملت على تطوير الجلابيات الخليجية لتصبح أقرب للفستان، وقصرت من طولها قليلاً لتصبح “الجلابيا المدى” مع الالتزام برحابتها المعهودة وخطوطها الانسيابية الفضفاضة، لأقدمها للمرأة التي تفضل لبس الفستان الشانيل في الوطن العربي وبعض دول الخليج، كما يمكن ارتداءها مع بنطلون ضيق أو فيزون مطاط كطراز ما يسمى بالـ”الدرسي”، لتلائم الأجواء العملية ورحلات السفر.
لم تبتعد القصير في تشكيلتها الجديدة عن جمال المطرزات اليدوية وسحر التفاصيل الشرقية، حيث النقوش والزخارف التراثية المشكوكة بالخرز والأحجار الملونة التي عادة ما تطبع طرازي المعتاد، كما أضافت الخامات الناعمة والأقمشة الشفافة التي اعتمدتها من الحرير والشيفون مزيدا من الأنوثة والغموض على كل قطعة وموديل، ولتعكس من خلالها ألوانا زاهية من تدرجات قوس قزح فترضي بذلك عشقها الدائم للفرح والألوان.