بدأت الجلابيات الشرقية بكل أنواعها وأشكالها، تتسلل إلى خزانة ملابس السيدات والفتيات العربيات من كل الأعمار. وفي السعودية، بالتحديد، زاد الإقبال على اقتناء عدد أكبر من التشكيلات المتنوعة من هذه الجلابيات؛ حتى تفي بطلباتهن المتزايدة مع تزايد المناسبات الاجتماعية، كيوم «الغمرة»، الليلة التي تسبق ليلة الزفاف، وغيرها من المناسبات السعيدة والحميمة التي تتطلب زِيًّا شرقيا يتماشى معها ومع أجوائها، وفي الوقت ذاته يحمل بصمات العصر.
الجديد واللافت، أن هذا الإقبال طال حتى شرائح المراهقات اللاتي كن يقاومنها في الماضي ويحاولن تجنبها قدر الإمكان، على أساس أنها «دَقَّة قديمة»، ولا تناسب السيدات الناضجات أكثر. بيد أن الوضع تغير الآن، خصوصا أن تصميمات الجلابيات الشرقية حاليا، أصبحت أكثر من مجرد ثوب فضفاض مكون من قطعة واحده تنسدل على الجسم بسخاء وتغطيه، بعد أن تم تطويرها وإخضاعها لعدة عمليات تجميلية ناجحة على أيدي مصممين ومصممات يفهمن السوق ومتطلباته. والنتيجة كَمٌّ رائع من التصميمات المبتكرة والعصرية التي تحاكي أجمل فساتين السهرة العالمية.
وتفسر عجلان، إحدى الشابات اللاتي تحرصن على ارتداء واقتناء الجلابيات الشرقية في المناسبات الاجتماعية الخاصة والمناسبات الدينية، إعجابها بهذه القطعة بـ «أنها بشكلها الحالي توفر فعلا كل ما نريده. فهي تجمع بين عبق الأصالة ومتطلبات العصر والموضة بكل ألوانها و موديلاتها، بالإضافة إلى الجمع بين الحشمة، وإخفاء العيوب وإبراز جمال الجسد». وتضيف أن «هذا ما جعلها مناسبة لكل النساء، بغض النظر عن الأعمار، فضلا عن أنها توفر إمكانية التزين بالفضيات والإكسسوارات العصرية التي تزيد من جمالياتها وتضفي عليها لمسات شرقية لا يعلى عليها».
أما مصممة الأزياء السعودية نبيلة ناظر، ففسرت هذا الإقبال المتزايد على الجلابيات الشرقية إلى بأن هذه الجلابيات «كانت في السابق مرادفة لثوب واسع بقصة واحدة، بينما اليوم، ومع التطور الذي تشهده من حيث القصات والتصميمات والألوان والدمج بين التقليدي والحديث، أصبحت قادرة على إرضاء أذواق الصغيرات والناضجات على حد سواء، وتوفر كل ما تتوخاه أي منهن، سواء كان ذلك الاحتشام أو الأناقة أو العملية».
وحول أحدث الموديلات والتصميمات المطروحة حاليا، تقول ناظر «من خلال تجربتي الشخصية، أجد أن تشكيلتي هذا العام، مثلا، تتضمن مجموعتين من الجلابيات الشرقية، تتميز بتعدد القصات، والخروج عن المألوف، بالإضافة إلى استخدام الأقمشة المختلفة في الجلابية الواحدة، مثل الأورغنزا والحرير والمخمل والجيرسيه والدانتيل، وغيرها من الأقمشة.
المجموعة الأولى تضم موديلات بسيطة تخاطب الصغيرات والشابات، ومن ثم غلبت عليها الألوان الجريئة والخامات الجديدة، كالجلود والصوف والتريكو وقطع الحديد والسلاسل المعدنية والفضة وغيرها من الخامات التي تضفي على القطعة نوعًا من التميز، بحيث تصبح قطعة فريدة من نوعها. أما المجموعة الثانية، فتضم جلابيات مطرزة، خصوصا عند منطقة الأكمام، كما أدخلت الحروف العربية على التطريز؛ لتضفي نوعا من الأصالة والروح العربية المميزة».
وتجدر الإشارة أن التطور الحاصل في الجلابيات الشرقية، دخل مجال الملابس اليومية العادية أيضا، بحيث أصبح بإمكان السيدات والفتيات ارتداء الجينز كلباس أساسي، لكن عوضًا عن القميص أو الـ «تي شيرت»، فيمكن أن تلبس الفتاة جلابية قصيرة بتصميمات متنوعة، حسب لمسة كل مصمم.. فمنها ما هو بفتحتين على الجانبين، أو فتحة عند الوسط أوسع بقليل من فتحات الجلابية الاعتيادية، لإبراز الجينز. كما تطال التطريزات والتفاصيل التقليدية الجينز أيضا، بعد أن خضع هو الآخر إلى تطريزات وإضافات من الصنعة التقليدية، حتى يكون المظهر متكاملا.