يبدو أن المشاكل التي تنتج عن تكسير الدهون وتحليلها،عبر التقنيات التجميلية المختلفة ،التي يُعلن عنها بالعشرات يوميا، باتت تخلّف ورائها العديد من المشاكل والآثار السلبية على المرضى ،الى حد قد يصل الى تهديد الحياة.
وفي هذا الإطار صدر ،مؤخرا، مرسوم من قبل رئيس الوزراء الفرنسي “فرنسوا فيون” ووزير العمل والتوظيف والصحة “كزافييه برتران” يقضي بحظر جميع تقنيات إذابة الشحوم نظرا لخطورتها وتسببها بمضاعفات عديدة .
مؤتمرتحذيري في لبنان أيضا!
وبما أن لبنان يعتبر من الدول الناشطة جدا على صعيد الطب التجميلي حيث يعتبر محورا يستقطب الكثيرين من أنحاء مختلفة من العالم العربي،كان لا بد للجمعية اللبنانية لجراحة التجميل والترميم ونقابة أطباء لبنان من إطلاق تحذير في هذا الشأن أيضا،على غرار ما فعلته وزارة الصحة الفرنسية لتوعية الأشخاص قبل الإقدام على أي عمل يتعلّق بإذابة الدهون.
ولهذه الغاية عُقد مؤتمر في نقابة أطباء لبنان حضره مجموعة من الأطباء والإعلاميين تحدث خلاله البروفسور بشارة عطيه والبرفسور نبيل حكيم؛الرئيسان السابق والحالي للجمعية اللبنانية لجراحة التجميل والترميم ،فشددا على أن كافة تقنيات تحليل الدهون أو تذويبها من دون شفط كأساليب بديلة عن جراحة شفط الدهون التقليدية ،تشكل خطرا كبيرا على الصحة.
وفي التفاصيل أنه ومنذ ظهور العديد من التقنيات التجميلية البديلة عن جراحة شفط الدهون الكلاسيكية ،المعترف بها طبيا،عمدت مراكز التجميل المختلفة إلى إيهام الأشخاص أن بإمكانهم تذويب الدهون دون شفط ودون تعريضهم لعمليات جراحية وذلك عبر تقنيات مختلفة تعددت وتنوعت تسمياتها.
تقنيات خطرة
ومن هذه التقنيات العدوانية الرائجة :
– تحليل الدهون عبر حقن محلول يخفّض التنافذ :
تقوم هذه التقنية بتدمير الخلايا الدهنية عبر حقن محلول يخفّض التنافذ تحت الجلد .يحتوي هذا المحلول على ماء مقطّر أو تركيبات أخرى مقترحة ،قد تكون ثاني فحمات الصوديوم أو كلوريد الصوديوم .
إن التقنيات المستندة أصلا الى هذا المبدأ تسمى أيضا إذابة الدهون أو تحليل الدهون عن طريق حقن محلول كلوريد الصوديوم أو نحت الدهون أو تخفيف الشحوم أو فصل عناصر النسيج الشحمي بحقن الماء أو تحليل الشحوم عبر الأشعة ومحلول يخفّض التنافذ.
وهذه التقنية لم تثبت فعاليتها ،فضلاعن أن المشاكل التي يمكن أن تنتج عنها كثيرة.
– الميزوثيرابي:
إن إستخدام ليستين الصويا المخصص أصلا لمعالجة الإنسدادات الرئوية الشحمية الطبية ،تم تحويله الى غايات تجميلية ضمن إطار تحليل الشحوم.فهذه الخلطات غير مرخصّة ليتم إستخدامها من أجل إجراء تحليل للدهون تجميلي أو تحليل للدهون عبر الحقن ،ونتائجها صفر بالنسبة للجسم.
– العلاج بواسطة ثاني أوكسيد الكربون:
ممنوع لأنه خطر جدا على الصحة وهو يقوم على حقن غاز كربوني طبي معقم تحت الجلد .بدأ إستخدامه منذ العام 1932 ،في مراكز المياه الحارّة كعلاج لإلتهاب الشرايين والمشاكل الوريدية والقروح الجلدية، لكن لم يتم ترخيصه من أجل إستعماله في مكافحة السيلوليت.
– تذويب الدهون بواسطة اللايزر:
يتم الترويج له على أنه أقل عدائية من جراحة شفط الدهون الكلاسيكية ويتم إستعماله دون وقاية ودون تأمين الحماية اللازمة للمريض من قبل العديد من المراكز التجميلية ومن خارج أطباء التجميل ،ما يؤدي الى دخول البكتيريا وتطورها الى إلتهابات جلدية في حالات كثيرة .
إن ال FDA وافقت على إستخدام الليزر لإذابة الدهون وشفطها .ومن أجل مساحات واسعة يستلزم الليزر إستخدام محلول نفخ منخفض التوتر ومخدر قبل إجراء تحليل للدهون ،يليه شفط للدهون على غرار عمليات الشفط الجراحية الكلاسيكية.
وبالنسبة للمساحات الصغيرة ،يمكن إستعمال الليزر من دون شفط ،لكن مع التدليك المصرّف.
نتائج وتوصيات هامة
وخلص المؤتمر بتوصيات تشير الى ضرورة إيقاف جميع المراكز التجميلية التي لا يرأسها أطباء إختصاصيون في الطب التجميلي وبالتالي إيقاف العمل بجيمع التقنيات الآنفة الذكر التي تعتمد مبدأ تكسير الدهون دون شفطها ،لأن الدهن يمكن أن يأخذ وجهات مختلفة داخل الجسم ،إذ قد يتجه الى القب أو الكلى أو الكبد فيؤثر على هذه الأعضاء الى حد قد يصل ،ربما، الى الإصابة بالأمراض السرطانية.
من هنا كان القرار الفرنسي واضحا في هذا الشأن حيث إعتبر أن جميع التقنيات التي تعمد الى تكسير أو إذابة الدهون دون شفطها يجب أن تتوقف.
فإستعلموا جيدا قبل الإقدام على أي عمل تجميلي وتوجهوا الى أطباء التجميل وليس الى سواهم ،لأنهم الوحيدون الذين يملكون الخبرة والمعرفة في هذا المجال.وضعوا دائما نصب أعينكم أن عهد تذويب الدهون Lipolysis قد ولى وأنه لا بديل ،في الوقت الحاضر،عن عمليات شفط الدهون الكلاسيكية Liposuction وهي جراحة وماركة مسجلة بإسم جراحي التجميل فقط.