دأبت العديد من شركات ومؤسسات تصميم الديكور على تحفيز المصممين الشباب الواعدين، لحثهم على ابتكار تصاميم فنية تتوافق مع البيئة، تتيح استغلال مواردها بطريقة لا تلحق الضرر بها.وفي هذا الإطار اختتمت قبل أيام نهائيات مسابقة “ال جي كونسيبتشوالايف 2011” الإقليمية وذلك بتأهل 12 من طلاب التصميم الطموحين من الإمارات والسعودية وجنوب أفريقيا وتركيا ومصر وإيران، قدموا رؤيتهم لمستقبل تصاميم وتجهيزات المطابخ الصديقة بالبيئة أمام لجنة من المحكمين الخبراء في هذا المجال.
شهدت هذه المسابقة “ال جي كونسيبتشوالايف” التي تم تنظيمها تحت شعار “أخضر ومستقبلي”، فوز تولجا تيكن من جامعة معمار سنان جامعة للفنون الجميلة في اسطنبول بالمرتبة الأولى لتميزه في دمج العوامل الأساسية في كل من الرمال والماء مع حلول الطاقة المبتكرة، فيما حل في المركز الثاني كارين شوت من مركز “جرين ديزاين “ في جوهانسبرغ. حيث كان التنافس في اوجهه بين جميع المصمييم الشباب المشاركين في هذه التظاهرة التي تنشهد وتحث إلى حماية البيئة والتعامل معها بطريقة آمنة ومريحة.
وقد تم دعوة كل من المرشحين الاثني عشر لتقديم وشرح مفاهيمهم المقدمة حول تصميم المطبخ لفريق من الخبراء الذين عمدوا لتقييم عملهم على أساس التفرد في التصميم والعمل على دمج وتكامل الميزات الخضراء المبتكرة، والاستفادة المثلى من مساحة المطبخ، وصداقة البيئة، وطبيعة استخدام المواد ووظائفها. وضم فريق المحكيمين كلاً من كيه دبليو كيم، رئيس إل جي إلكترونيكس في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأحمد العلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجلس إدارة شركة “اكس آركيتيكتس”، وآني كدمور، محررة مجلة “إنسايد آوت”. وقد واجهوا مهمة صعبة في تقييم الأعمال المتأهلة بشكل مستقل، قبل أن يصلوا لمرحلة إقرار الفائزين والإعلان عنهم.
تعليقاً على المستويات العالية للمشاركات التي عرضت في المسابقة والتي تتسم بالإبداعية والموهبة الخلاقة، قال السيد كيه دبليو كيم، رئيس إل جي إلكترونيكس في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: “لقد كانت مهمة اختيار المراكز الثلاثة الأولى صعبة للغاية، فقد كانت العروض متميزة وتعكس مواهب فذة، وتفخر ال جي بتوفير منصة تنافس لها فهؤلاء الطلاب الموهوبين يستحقون تماماً عرض مهاراتهم المتميزة أمام شريحة جمهور كبيرة. وقد شهدت المسابقة تقديم مفاهيم ابتكارية وعملية، وسنشهد يوماً ما تبني هذه المشاريع وتطبيقها بشكل عملي.
وقد أولت هذه المفاهيم عناية خاصة بالأولويات “الخضراء” الصديقة بالبيئة على صعيد التصميم. وهذا ما يجعلني سعيداً جداً كوني أرى أن هناك مصممين مستقبليين طموحين يعون بوضوح أهمية وجود تصاميم وأجهزة خاصة بمطبخ سليم على صعيد صداقة البيئة، التي تعتبر أحد الأهداف الرئيسية لشركة إل جي”.
وقد أشار عن تميز التصاميم التي قدمها المشاركون والمواهب التي تم تسليط الضوء عليها مشيراً أنه في كثير منها يمزج بين التكنولوجيا المتطورة واللمسة الإنسانية. وعلى الرغم من أن المتسابقين كانوا من ستة بلدان مختلفة، فقد كان من المثير للاهتمام أن نرى هذه التصاميم المتشابهة، مثل الحدائق الداخلية والأجهزة متكاملة الوظائف”.
عناصر بيئية
وتابع كيم: تبين من خلال هذه التصاميم المتعددة أنها متميزة بوجه عام، فقد تمتعت بقدر من التنظيم لارتباطها بأسس بيئية خاصة، ومعايير لا يمكن تجاهلها في عملية وضع التصميم البيئي الملائم للمطبخ، فنجد عناصر أساسية مهمة تم اعتمادها في هذه التصاميم، مثل المياه وكيف يمكن التقليل من هدرها واستهلاكها بطريقة مثالية، من خلال اعتماد بعض الادوات والتقنيات التي تسهم في التقليل من هدر الماء أثناء العمل في المطبخ، وذلك بانتقاء الادوات أو الصنبور قليل التدفق.
من العناصر التي برزت في التصاميم أيضاً انتقاء المواد القابلة لإعادة التدوير، أو المحتوية على نسبة عالية من هذه المواد، والحرص على استخدام مفردات الخامات المعمرة، والتي تدوم طويلًا.
الإضاءة الطبيعية
ولا يمكن أن ننكر دور الإضاءة الطبيعية وأهميتها خلال فترة النهار، في التقليل من الاعتماد على الإنارة الكهربائية الامر الذي يمكن أن يشكل ضرراً على البيئة، والمكان بوجه عام، فدخول الشمس يمنح المكان قدراً من النشاط التجديد، والطاقة الايجابية التي تحول المكان إلى أيقاع وظيفي وجمالي، حيث يحفز مستخدميه على العمل بأجواء أكثر راحة وهدوءاً، وصحياً. والعمل على تصميم نوافذ على مساحات واسعة من المكان، مما يعزز الاعتماد على ضوء النهار. وهذا ما تم اعتماده في الكثير من التصاميم التي دخلت هذه المنافسة، وقد أفزر ذلك تصاميم نهائية مبتكرة تجيد استخدام المساحة بشيء من الاحترافية، وتم توزيع القطع الرئيسية في المطبخ بما يسمى المثلث الهرمي بشيء من المرونة وسهولة الحركة والتعامل مع كل جزء منه بطريقة عملية مدروسة، حتى يكون محيط العمل مريحاً وعملياً وتتوافق مع البيئة. وفنيات استخدام أدوات قياس وتوفير الطاقة للتحكم في استهلاكها، ومن حيث الهواء، استخدام أسلوب التهوية الطبيعية، والتأكد من ملائمة درجة الحرارة.
ديكورات مستدامة
تتم عملية توظيف أنظمة وخامات الديكور الداخلي، بما يتوافق مع البيئة من خلال انتقاء واختيار المواد والمنتجات القابلة للتجديد، والمواد المستدامة المعتمدة على مصادر طبيعية قابلة لإعادة التدوير. أي أن يكون عمره الافتراضي ودورة حياته طويلين إذ تبقى جذابة للعين، وتتمتع بقدر من المرونة في استخدامها مع مرور وقت، ومن الامثلة الجيدة لهذا المفهوم المواد القابلة للتكبير، مثل المائدة والكرسي اللذين يمكن زيادة ارتفاعهما بشكل تدريجي عشرة سنتيمترات من خلال إلحاق قطعة إضافية تباع معهما عند شرائهما.