المعادلة الصعبة التي تواجه معظم الشباب والفتيات المقبلين على الزواج هي كيفية الحصول على ليلة زفاف رائعة بأقل التكاليف، وهي نفسها الدافع وراء إطلاق مشروع “فوكيرة”، الذي أسسته أربع فتيات هن إسراء، إيمان، مي وبسمة.

الصديقات الأربع قررن أن يبدأن مشروعهن الخاص بعد تخرجهن مباشرة من كلية الفنون التطبيقية قسم تصميم داخلي، ليكون بداية لتغير المفهوم السائد عن غلاء مهندسي الديكور ومنسقي الأفراح.

بداية الفكرة

عن مشروع “فوكيرة” تحدثنا إسراء قائلة: “بعدما تخرجنا من الكلية، أردنا العمل في مجال دراستنا كمصممين ديكور، وكانت أول مشكلة واجهتنا هي الانطباع السائد عن مصمم الديكور أنه شخص يغالي في الطلبات والمبالغ التي يتقاضها، نفس الأمر وجدناه ينطبق على منسقي الأفراح والمناسبات، ففكرنا فى مشروع يناسب احتياجات الشباب وميزانيتهم، بدءً من تنسيق المنزل وحتى حفلات الزفاف، وكانت أول تجربة لنا فى خطوبة صديقتنا مي، حيث صممنا لها ديكورات الحفل بالإضافة لترتيب الفقرات والورود ودعوات الخطوبة، وبدأنا بميزانية بسيطة بالإضافة للترويج عبر موقع الفيس بوك”.

تستكمل بسمة: “بعدما بدأنا نلاحظ إقبال وثقة المحيطين بنا في أفكارنا ومستوى تنفيذها على فيس بوك، أردنا دعم ذلك بالالتحاق بعدة كورسات متخصصة في مجال الفوتوشوب والتصميمات لنصبح أكثر احترافية، وعندما تأكدنا تماماً من إمكانيتنا أطلقنا مشروع فوكيرة بشكله الحالي بين أصدقاءنا في البداية، والحمد لله أخذ في الانتشار بين الفتيات بشكل خاص”.

وتضيف: “أكثر ما يميزنا أننا نفعل كل ما يريده العروسان وفقاً للميزانية المحددة للحفل، ودائماً أفكارنا جاهزة للتغير، ووجود بدائل في أخر لحظة، خاصة أن معظم العملاء يغيرون رأيهم في بوستر الفرح أو شكل الكوشة والديكور قبل الفرح بأيام وعلينا التصرف وقتها”.

خدمات متعددة بأقل الأسعار

الخدمات التي يمكنك الحصول عليها من “فوكيرة” لا تقتصر على تنسيق حفلات الزفاف فقط، فكما تقول مي: “نحن نصبح مسئولين عن العروسان منذ لحظة ترتيبهما لديكورات شقة الزوجية وحتى بعد شهر العسل، بداية من ديكور المنزل والفرح وفستان الزفاف والبدلة والدعوات والتنسيق مع المصورين والأغاني حتى انتهاء الفرح وحجز مكان شهر العسل واختيار أفضل العروض التي تناسب ميزانيتهم”، وتضيف مي ضاحكة: “ولا مانع بعد ذلك من ترتيب حفل سبوع المولود أيضاً”.

تلتقط إسراء أطراف الحديث مرة أخرى قائلة: “نعمل الآن على تجهيز مكتبنا الخاص وإلى أن يتم ذلك نتواصل مع العملاء عن طريق الفيس بوك”.

وتكمل: “أحياناً يأتي لنا أكثر من عروسان فى نفس الوقت وهنا نقسم أنفسنا مجموعتان كلاً منها مسئولة عن اتمام الحفل المكلفة به على أكمل وجه، خاصة وأننا جميعا نقوم بعمل مهام بعضنا البعض بنفس الجودة.

أفكار مجنونة

توضح إسراء أن خطوات التنسيق للحفل تتم قبل الفرح بشهرين تقريباً حيث يأتي العروسان للاتفاق على الشكل المبدأ والميزانية ومتطلباتهم، والوصول إلى نقطة اتفاق في الشكل الذي يريدونه وتحقيق مطالبهم وفقاً للإمكانيات المتاحة وبأقل التكاليف، وهذه الجلسات هامة جداً لأنها تحدد التيمة الأساسية للفرح، فإذا كان العروسان يحبان مثلاً فيلم معين تصبح فكرة البوستر مستوحاة منه ولكن بطريقة مبتكرة، فأحد العروسان كانا عاشقين لبيتر بان، فجاءت فكرة البوستر على نفس التيمة وكذلك دعوات الفرح، المهم في النهاية أن تكون فكرة مجنونة وغريبة.

وعن توفير متطلبات العملاء وفقاً لميزانيتهم تقول إيمان: “تعاملنا مع أكثر من مصمم أزياء وشركات طباعة وتوكيلات ومتخصصين في مختلف المواد الخام اللازمة للأفراح، وهو ما أعطانا الخبرة الكافية لاختيار المكان الذي يلاءم ميزانية العروسان ويكون الفارق مثلاً في نوعية الخامات المستخدمة”.

ليلة أسطورية وواقعية

تعود إسراء للحديث قائلة: “نحاول من خلال مشروع فوكيرة تنسيق حفلات زفاف رائعة وتحقيق حلم العروسان تجاه ليلتهما بتكاليف بسيطة، لأننا شباب زي بعض وعارفين الظروف الإقتصادية الحالية لجيلنا”.

ثورة 25 يناير لم تغب عن أفكار “فوكيرة”، حيث تغلب على تصميماتهم الأفراح الروح المصرية، سواء في تصميم البوسترات، أو ديكورات القاعات، مثل أن تكون البالونات بألوان علم مصر، وهذا يكون بناء على طلب أصحاب الفرح في المقام الأول.

تختتم أسراء: “للأسف هناك بعض الشباب يتخيل أن الاستغناء عن استشارة مهندس ديكور أو الاستعانة بمنسق للفرح سيوفر له مبالغ طائلة، والحقيقة أن ذلك سيجلب عليه مزيداً من الضغوط والمصاريف نتيجة استشارة غير المتخصصين وفى النهاية لن يحصل على ما يريده بالشكل الذي يتمناه، ومسئوليتنا في فوكيرة أننا نفكر لكل عريس وعروسة في كيفية جعل ليلة العمر أسطورية وواقعية”.