بين تصاميم عصرية متطورة، وأخرى تقليدية مشغولة بخيوط تراثية، تمحور اليوم الرابع قبل الأخير من أسبوع دبي للموضة لربيع وصيف 2012 الذي اختتمت فعالياته أخيراً.
وضمت عروض اليوم الرابع ابتكارات اجتمع معظمها على الابتكار والحرفية العالية والتنفيذ الراقي، وتصاميم كانت قادرة على أن تقدم نموذجاً مثالياً لما يجب أن تكون عليه أزياء الملابس الجاهزة «ريدي تو وير»، وبين أسماء آسيوية، وأخرى خليجية، وإماراتية، وكانت «اليولة» الإماراتية حاضرة لتقدم عرض عباءات مصمم الأزياء الإماراتي محمد المري.
انطلق اليوم بعروض مبكرة لفئة «الجيل الجديد» بمجموعة من المواهب الصاعدة التي نالت فرصة عرض تصاميمها على منصة عرض أسبوع دبي للموضة، التي وفرت الفرصة لهذه المواهب أن تقدم ابتكاراتها للعالم كنوع من الدعم لها في خطواتها الأولى، فتفاوتت العروض بين ابتكارات شديدة التميز والابتكار، وبين أخرى مازالت تحتاج إلى المزيد من التطوير، إذ شارك في فئة «الجيل الجديد» كل من زهرة روز، وفردوس أحمد، وياسمين بولنر، وكوشيك غوش وسوميندو، إضافة إلى ساسي كالا.
طبعات
العرض الثاني في اليوم الرابع من الأسبوع الذي أقيم في المركز التجاري في دبي، كان لمصمم الأزياء الهندي شريكانث يدولا، الذي قدم مجموعة مميزة من الفساتين القصيرة والطويلة، التي اعتمدت بالشكل الرئيس، وكعادته دائماً، على الطبعات المميزة والخاصة جداً، والتي تجد في الخامة لوحتها البيضاء العطشى للون، والكثير من اللون، مقدماً طبعاته شديدة التميز والتي اشتهر بها على مدى سنوات، متخذاً من الهندسة الإسلامية، والتصاميم الغرافيكية، وتلك الإثنية الملونة بعض إلهامه.
مالت القصات التي اعتمدها شريكانث على البساطة وعدم التكلف، في محاولة منه لتفادي زحام القصات مع الألوان الصارخة المتضاربة، فكانت غالبيتها ناعمة ومنسدلة، أو ضيقة متموجة في تنانيرها، في خطوط واضحة، أو تلك الواسعة المتجمعة عند الخصر بقصاتها الأقرب للفساتين الغجرية، أو تلك الواسعة المنسدلة المتصلة بسراويل «جمبسوت»، أو المنسدلة الطويلة بفتحات جانبية وياقات كلاسيكية. تنوعت الألوان التي اعتمدها المصمم في مجموعته، إلا أنها لم تخرج عن الصارخة القوية، فبين درجات الأحمر والناري والأسود، وبين المائلة إلى البنفسجي المزرق، أو المحمر، بكثير من الظلال السوداء، تحددت المجموعة، مع إضافة لمجموعة من الألوان الأقرب إلى الفستقي والزيتوني، والرمادي، إضافة إلى الوردي، والأزرق الداخل مع الأحمر والذهبي، أو تلك الطبعات التي تميل إلى الألوان البحرية بين الفيروزي والسماوي مع الأصفر.
تحية المري
في أول مشاركة له على منصة أسبوع دبي للموضة، فضل مصمم الأزياء الإماراتي محمد المري أن يفتتح عرض أزيائه بتحية إماراتية تقليدية خاصة للحضور من خلال عرض خاص لليولة الإماراتية على يد أربعة من «اليويلة» الذين كانوا قادرين على إثارة الحماسة والتصفيق بين الحضور في القاعة المكتظة، ليبدأ عرض مجموعته من العباءات والجلابيات الواسعة، مقدماً مجموعة تحمل خطوط ابتكار واضحة، وتحمل وعوداً بتطوير مستقبلي للكثير منها.
تفاوتت العباءات بين المتسعة التي تركزت فكرتها في الأكمام والأكتاف، من خلال اختيار ألوان قوية لها، أو قصات بدت أقرب للأوشحة الملتفة على الرقبة، إضافة إلى التركيز على منطقة الجذع التي تزينت في بعض التصاميم بالتطريزات والكريستالات الملونة، بينما تحررت حرائر العباءات متسعة بهدوء، إضافة إلى تزين بعض العباءات الأخرى بأنصاف أحزمة حددت أجزاء بسيطة من الخصر مفضلة ترك بقية العباءات لتتسع كيفما شاءت.
تزينت بعض العباءات بقطع الدانتيل الناعم، والشيفون، إضافة إلى اعتماد الخيوط اللماعة و«الزري» في تزيين بعض العباءات، كما تزينت أخرى بأحزمة جلدية عصرية، أو لمسات قماشية مكشكشة على الأكتاف والخصر أو تبطين الشيفون الأسود الخاص بالعباءة بألوان أخرى مثل الأحمر، بينما قدمم مجموعة بسيطة من الجلابيات التي تفاوتت بين السادة والمطبعة، والتي غلب عليها الاتساع أيضاً، إضافة إلى تلك التي قدمها قصيرة من الأمام منسدلة طويلة من الخلف مع سراويل مصاحبة.
حرير ظبية
لا يمكن وصف ابتكارات مصممة الأزياء القطرية ظبية الخليفي إلا بالكلاسيكية الرومانسية شديدة الأنوثة، ذات المعايير الأوروبية الراقية وعالية الجودة سواء في تنفيذها أو في أفكارها، مقدمة من خلال علامتها التجارية «ظبية» نوعاً جديداً من تصاميم الملابس الجاهزة «ريدي تو وير» اللائقة بالمناسبات المسائية، والتي تحمل قدرا كبيرا من البساطة والهدوء البعيد تماما عن التطريزات والمشغولات اللماعة، أو الكريستال.
لم تخرج مجموعة المصممة عن المزج الذكي والدقيق بين الشيفون الحريري، والأورغانزا الحريرية، والدانتيل الفرنسي، والقليل من لمسات التول البسيطة، مفضلة التركيز على القصات الطويلة المنسدلة، المزينة بلمسات بسيطة وذكية غير مبالغة من الدانتيل، الذي فضلت أن يتركز على منطقة الصدر، والظهر أحياناً، وعلى شكل بتلات بسيطة منسدلة معتمدة قص «الليزر» لتزين به أطراف التانينر المتموجة بطبقاتها الشفافة، كما زينت بها أجزاء منسدلة من الأكمام، أو أطراف الحمالات.
استخدمت ظبية قماش الدانتيل أيضاً في تكوين فساتين عارية داخلية كفكرة البطانة تحت فساتين أخرى منسدلة متموجة كانت أو ضيقة من الشيفون الشفاف الكاشف عن ألوان وقصات فساتين الدانتيل الداخلية، والتي يمكن أن تلبس وحيدة كفساتين دانتيل قصيرة أو مع سراويل ضيقة، بينما يمكن للفساتين الخارجية أن تلبس أيضاً مع قطع أخرى، ما يجعلها أكثر عملية.
اعتمدت المصممة القصات الكلاسيكية، التي تتحدد تحت الصدر، أو تلك التي تستقر على الرقبة من دون حمالات، أو تلك المزينة بالأزرار القماشية اليدوية الفكتورية، أو المزينة بطبقات منسدلة، أو مناديل طولية ناعمة، أو تلك الحريرية الفاقعة المزينة بطبقة تول تغطيها وتكشف عن لمسات الدانتيل على ما تحتها من طبقات. اعتمدت ظبية في هذا الموسم مزيجا ذكيا من الألوان، مثل الأسود، والذهبي، والأخضر العشبي الصارخ، إضافة إلى الوردي الفوشي الداكن، كما استطاعت وبذكاء المزج بين بعض منها بلمسة مبتكرة وناعمة.