يسهم التناغم في القياس والخط واللون في وحدة التصميم الداخلي، أكثر من اختيار أنماط معينة من الاثاث، فبالامكان دمج أي نمط من مفردات الأثاث إذا كان للقطع وحدة متميزة في الشكل، حيث يعد اللون هو عنصر النجاح الهام في عملية الدمج، وخلق تصميم متميز، تشترك فيه كافة مفردات الديكور من حيث الجدران، الاثاث، والاكسسوارات ووحدات الاضاءة ليتحقق على إثره الصورة النهائية للعمل الذي يراعى فيه أولا وأخيرا ذوق أصحاب المنزل ونمط عيشهم.
في زيارة إلى منزل عادل الشيشاني اطلعنا على نمط ديكوري يتحقق في طياته عناصر التصميم الداخلي الذي بدا جليا في قسماته، والذي يغلب عليه النمط الكلاسيكي البسيط المطعم بألوان حيوية ومتجددة. وانطلاقاً من الفكرة التي أرادها أصحاب المنزل في خلق نمط ثري في فراغات المنزل ينتهج روح الكلاسيك في نمط الأثاث الذي التحف بروح الحداثة من خلال الألوان المعقود بالفخامة وبتداخل لوني بين الفضي والذهبي البراق، الذي وزع بطريقة منهجية صحيحة، لتبرز فيه أناقة التصميم الداخلي بروح ووجه مميز. إلا أن الشغل الشاغل بالنسبة لهم في بداية الأمر هو كيفية توزيع قطع الأثاث في الفراغات بحيث لا تشكل أي عرقلة أو إعاقة للتنقل بين فراغات المكان.
سهولة الحركة
وعادة ما يتم ترتيب وتنظيم قطع الأثاث بحيث يتناسب مع الأنشطة الجارية في فراغات المكان، وعادة ما توضع قطع الأثاث الرئيسية والكبيرة نوعا ما أولا، ثم توضع القطع المكملة للمكان، ونظرا لتنوع طرق العيش وأنماط الحياة مما لا يجعل ثمة قانونا واحدا ثابتا يلائم كل الاوضاع والظروف، فهناك بعض المفاهيم التي يجب وضعها في الاعتبار عند التفكير في تحريك أو وضع الأثاث من خلال مراعاة منافذ المرور، وتوفير مساحة كافية حتى يستطيع المرء التحرك والانتقال من فراغ إلى آخر دون ان يزعج مستخدمي المكان أو حتى يشكل إعاقة حركية له، كما لابد من تنظيم أركان للجلوس بحيث تساعد على تجاذب أطراف الحديث والنقاش بين أفراد الأسرة، وتكون بعيدة نوعا ما من فتحات الفراغ حتى لا ينزعج أحد بمرور شخص ما. ويسبب لهم أي تشويش، مع مراعاة توفير سهولة الحركة بين قطع الاثاث في الفراغ الواحد.
أسلوب مريح وجميل
ولابد أن تضم كل غرفة نقطة محورية توزع على أثرها القطع الأخرى من الأثاث، فإن توفير مساحة حوائط كافية لترتيب الأثاث ترتيبا سليماً ومنسجماً هو من متطلبات استخدامه في تلك المساحات بأسلوب مريح وجميل ونفعي في الوقت ذاته.
ومن المعروف أن ترتيب قطع الأثاث في الفراغات المستطيلة أكثر سهولة من ترتيبها في الفراغات المربعة، لان في تلك الفراغات تكمن السهولة في فصلها واستخدامها لغرضين مختلفين للجلوس وتناول الطعام. ونظرا لكون صالة الضيوف مستطيلة الشكل فتم استخدامها لعدة أغراض من خلال تخصيص قسم للجلوس، وقسم آخر كمحطة لطاولة الطعام المخصصة للضيوف.
توهج لوني
وقد قام أصحاب المنزل بتوزيع الأثاث في فراغ صالة الضيوف الذي انتهج النمط الكلاسيكي، حيث تم فصل الصالة بخط وهمي ووزع على جانبيه أطقم من الأرائك الواسعة المكسوة بالشمواه والذي يغلب عليها اللون الباذنجاني الداكن، والذي تم كسره باللون الفضي المشع بإدخال قطع من المقاعد المفردة المكملة لطقم الجلوس.
كما تم إظهار إيحاء باتساع المكان بوضع أقل عدد ممكن من الأثاث الذي يتسم بصغر حجمه وخفة وزنه ودقة قوامه وانفتاح أذرعه، كما تم وضع قطع الاثاث الكبيرة بمحاذاة الجدران والزوايا لتترك أكبر قدر ممكن من المساحة مفتوحا. وعادة ما تتوسط الجلسات منضدة من الخشب منخفضة الارتفاع ودائرية الشكل.
ولا شك أن اعتماد التنوع في الشكل واللون والحجم والنسيج ملفت للنظر، فقطع الأثاث المتفاوتة في الارتفاع ممتعة للعين، كما أن مزج الخطوط الغربية والمنحنية أكثر إثارة من إبراز خطوط من فئة واحدة.
وهذا ما يتجلى في قطع الأثاث التي ظهرت بتصاميم وأنسجة مختلفة. فيما شغلت الجزء الخلفي من محطة الجلوس طاولة طعام مستطيلة الشكل من الخشب المحروق تحوي عدداً من الكراسي الجلدية، ويتكئ على جانب الطاولة بوفية فضي اللون ترتفع عليه قطع من الاكسسوارات والشمعدنات الفضية.
فيما شغل الجزء الآخر من الجلسة عدد من الأباجـورات الذهبية وقطع من الوسائد الوثيرة الذي اتخذت خط التضـاد مع اللون الفضي، ما ساهم في خلق توهج لوني ثري في المكان.
ونظراً لكون معظم قطع الأثاث طغت عليها الألوان الداكنة، وخلت من النقوش والزخارف، فقد تطلب الأمر أن تلتحف الجدران بالالوان الفاتحة التي تمثلت بورق جدران رمادي اللون وموشح بالزخارف والنقوش السوداء، الأمر الذي أحدث نوعاً من التناغم والتوازن في تفاصيل المكان.
وهذا أيضا ينطبق على الستائر التي ظلت محافظة على بساطتها ونعومتها وتوافقها مع سائر مفردات الأثاث.
الإضاءة تبرز جمالية المكان
كان للإضاءة دور هام في إبراز جمالية المكان، فقد وزعت عدد من الأباجورات القابعة في الزوايا على منضدة خشبية، فيما تدلت قطع من الثريا على الجلسة فخلقت ثراء من نوع خاص، كما تم تطعيم السقف المستعار بعدد من الإضاءات المسلطة وهي “السبوت لايت” لتعكس إنارتها على ورق الجدران ولتبرز خطوطها، ويراعى في هذا النوع من الاضاءة أن لا تكون قوية وتبهر النظر وأن تكون متجانسة مع أساليب الإضاءة الأخرى وتسير على نفس الروح.
فالتطبيق الصحيح لمبادئ التصميم يحقق إيحاء بالتكامل في مكوناته، أي أن كل جزء من التصميم مكمل لغيره، ويسير على إيقاع يحقق نوعا من التوازن الذي نضمن به نجاح مفهوم التصميم الداخلي الذي يظهر جليا في ردهات المكان.