الكثير من الآباء والأمهات لا يدركون عواقب اهمال فحص النظر عند الطفل منذ ولادته, خاصة أن هناك من الأمراض ما يسهل علاجها قبل أن يتجاوز الطفل عمرا معينا
ومن الأمور المهمة التي قد تحدث عند بعض الأطفال منذ ولادتهم الحول, ولكن مع التقدم العلمي في مجال تصحيح النظر وجراحات العين أصبح بالإمكان معالجته كلما كان الاكتشاف مبكرا.
والحول كما يعرفه لنا د. عمرو السمرة أستاذ طب وجراحة العيون بمعهد بحوث أمراض العيون هو عيب بصري تكون فيه العينان غير مستقيمتين وتنظران الي اتجاهين مختلفين, وقد تكون عدم الاستقامة ملحوظة دائما, او قد تظهر وتختفي, حيث تكون احدي العينين متجهة للأمام مباشرة, بينما العين الأخري تنحرف الي الداخل او الخارج, او الي أعلي او الي أسفل, علما بأن العين المنحرفة قد تستقيم في بعض الأحيان وتظهر العين المستقيمة انحرافا أحيانا أخري.
والحول أنواع كما يؤكد أستاذ طب العيون فهناك ما يسمي بالحول الداخلي وهو انحراف العين نحو الداخل وهو أكثر أنواع الحول شيوعا لدي الأطفال الصغار. والأطفال المصابون بهذا النوع من الحول لا يستخدمون كلتا العينين معا وتكون هناك حاجة لعملية جراحية لعلاج حالات الحول الداخلي الخلقي وتحقيق استقامة العينين, وتكون الجراحة عن طريق شد او إرخاء او تغيير موقع بعض عضلات العين او كليهما.. كما ان هناك الحول الداخلي التكيفي الذي يحدث لدي الأطفال المصابين بطول النظر الذي عادة ما يحدث عند سن الثانية فما فوق, الا انه في بعض الأحيان يمكن ان يحدث في سن مبكرة عندما يكون عمر الطفل ستة أشهر او سنة, ويكون العلاج المبدئي لهذه الحالة هو وصف النظارات الطبية, حيث تقوم بتخفيف الجهد الذي يبذل من أجل التركيز البؤري وهو الذي يسبب عدم استقامة العينين, وقد يصف الطبيب في هذه الحالة نظارات طبية لأغراض الرؤية القوية,
كما يمكن أيضا وصف قطرات ومراهم من أجل تحقيق استقامة العينين, وقد تفيد بعض التمرينات الخاصة بالعين الأطفال الأكبر سنا. وهناك الحول للخارج وهو انحراف العينين نحو الخارج, ويعد من الحالات الشائعة ايضا للحول, ويحدث هذا النوع من الحول في أغلب الأحيان عندما يركز الطفل بصره علي أهداف بعيدة, وغالبا ما يحدث بصورة متقطعة خاصة عندما يكون الطفل في حالة سرحان او مريضا او متعبا. وفي معظم الأحوال يلاحظ الوالدان انحراف احدي العينين لدي الطفل عند تعرضه الي ضوء الشمس الساطع او اغلاق عينه في الضوء المبهر. وعلي الرغم من أن اجراء تمرينات للعين, او ارتداء نظارات طبية يمكن ان يساعد في السيطرة علي هذا النوع من الحول لدي بعض الأطفال, إلا أن الجراحة تكون ضرورية في أغلب الأحيان.
وهناك ايضا ما يعرف بالحول الكاذب والذي نجده عند الكثير من حديثي الولادة, فغالبا ما يكون الأنف لديهم عريضا ومفلطحا مع وجود ثنية داخل الجفن التي قد تخفي العين عند التحديق جانبا, الأمر الذي قد يظهر العينين كأن بهما حول ومن هنا جاءت تسميته بالحول الكاذب. وهذه الحالة تتحسن مع نمو الطفل, أما الحول الحقيقي والذي سبق الحديث عنه فلا يتحسن مع نمو الطفل إذا تجاوز عمره أربعة أشهر. وبطبيعة الحالة يمكن لطبيب العيون التمييز بين حالات الحول الحقيقي من الحول الكاذب بسهولة عن طريق فحص قاع العين.
أما ما يعرف بالعين الكسلانة وعلاقتها بالحول فيشرحها د. عمرو قائلا: إن عدم استقامة العين في مرحلة الطفولة قد يسبب في كثير من الأحيان تدنيا في القدرة البصرية او كسلا في احدي العينين, حيث يستقبل المخ الصورة الآتية من العين التي تري بشكل أفضل متجاهلا الصورة الآتية من العين الضعيفة وعادة ما تكون العين غير المستقيمة, وهذا الأمر يحدث مع نصف الأطفال المصابين بالحول تقريبا. ويمكن علاج كسل العين عن طريق تغطية العين التي يفضل الطفل الرؤية بها او التي توفر الرؤية الأفضل للطفل وذلك بهدف تحقيق الاستقامة للعين الأضعف وتحسين القدرة البصرية بها.
وأخيرا.. ينبه أستاذ طب العيون الي ضرورة اجراء فحص علي عيون الأطفال من قبل الطبيب المتخصص أثناء مراحل الطفولة المبكرة وخصوصا قبل دخلولهم المدرسة, وذلك للكشف عن أي احتمال لوجود أمراض بالعين, ويكون هذا الأمر غاية في الأهمية إذا كان أحد الأبوين أو الأقارب لديه حول أو كسل بالعين, فالعامل الوراثي هنا يلعب دورا لا ينبغي اغفاله علي الاطلاق.