أثبتت الدراسات والأبحاث والخبرات المتعلقة بمسائل اكتساب اللغة عند الأطفال بما لا يدع مجالا للشك، أن توفر حاسة السمع الطبيعية ومنذ الولادة، تعتبر عاملا رئيسيا لا يمكن الاستغناء عنه، ومتطلبا أساسيا لاكتساب اللغة وتطورها، كما يمتد دورها أيضا إلى أهميتها القصوى في تنمية المهارات الإدراكية والعقلية التي تتحكم بالنضوج والتطور النفسي والاجتماعي والأكاديمي.
وأثبتت الدراسات أيضا بأن الخلل السمعي المبكر ينتج عنه ضمور شديد في المراكز السمعية اللغوية في الدماغ، نتيجة ضعف أو انعدام التحفيز لهذه المراكز، والتي تكون في غاية النشاط في الأيام والأشهر الأولى من عمر الطفل، مما يجعل هذه الفترة فترة حرجة لا يجب إهمالها، وإلا فالأضرار تكون شديدة.
اعتمادا على ما سبق ذكره من حقائق، فإن عملية الاكتشاف المبكر لأي خلل يصيب الجهاز السمعي عند الطفل هي في غاية الأهمية، وذلك لأنها تتيح الفرصة للمعنيين من الاختصاصيين في هذا المجال مع المعنيين بالطفل، كالأهل والمربين للتدخل المبكر من أجل تصحيح هذا الخلل، وتجنب المشكلات المتزامنة والمترتبة عليه، وذلك عن طريق توفير كل ما يلزم من خدمات علاجية وتكنولوجية وتأهيلية.
فحص السمع
تشير الإحصاءات العالمية بأن هناك 6 من كل 1000 مولود، يعانون من ضعف سمعي بدرجة معينة، ونستنتج من تلك الإحصائيات والدراسات أن المسح السمعي يعتبر في غاية الأهمية لدوره الأساسي في اكتشاف هؤلاء الأطفال، ومن غير ذلك فإن هؤلاء الأطفال قد يتأخر تشخيصهم حتى يصلوا إلى عمر 2-3 سنوات، وذلك لأن الطفل المصاب بضعف السمع ليست لديه القدرة على أن يخبر بأنه يسمع أو لا يسمع، مما يجعل عملية التدخل في هذه الفترة ذا نتائج محدودة.
كما أن تركيب جهاز السمع لدى الإنسان هو في غاية التعقيد، مما يجعل أسباب الخلل السمعي كثيرة وغير مكتشفة بالكامل، فهناك عوامل وراثية أو مرضية أو غير معروفة في كثير من الأحيان، غير أننا لا ندركها تماما.
وبغض النظر عن أسباب الخلل السمعي فإن عملية علاجه أو التغلب عليه وتخفيف آثاره هي الأهم.
أن القيام بعملية مسح سمعي بسيط وآمن أمر في غاية الأهمية، فهي تمكننا من اكتشاف الخلل، وبالتالي إنتاج وتطوير برنامج علاجي تأهيلي متكامل.
وهذا المسح يكون عادة عن طريق إجراء أحد أو كلا الفحصين التاليين:
1- فحص الانبعاث الصوتي القوقعي (OAE).
2- استجابة المراكز السمعية في جذع الدماغ (ABR).
ومن خلال ذلك نتمكن بشكل دقيق ومعتمد من تمييز هؤلاء الأطفال من أجل إيجاد الحلول لهم.
وفي النهاية يجب أن تدرك العائلات أنه حتى في حالة نجاح أطفالها في المسح السمعي، يجب عليها أن تتابع وبحذر مستمر عملية تطور اللغة عند الأطفال، لأن حاسة السمع قد تختلف مع مرور الوقت، وقد تتأثر بحالات مرضية كالتهاب السحايا، أو مشكلات التهابات الأذن الوسطى المتكررة، أو الداخلية.. الخ.
وإذا كان هناك أي قلق على حاسة السمع عند الطفل أو وجود مشكلات في اكتسابه اللغة أو طريقة نطقه يجب على الوالدين زيارة اختصاصي السمع بشكل فوري لعمل الفحص اللازم.
مراحل تطور اللغة لدى الأطفال
من المهم للآباء والأمهات تفهم مراحل تطور اللغة عند الطفل، وما يجب عليهم الانتباه له من أجل تقييم حالة الطفل فورا. وللأطفال الأصحاء، فإن تلك المراحل تشمل:
من سن 1-3 أشهر:
– يجفل (يفزع على غفلة) الطفل مع الصوت العالي الفجائي.
– يهدأ الطفل عند سماع صوت الأم أو الأب أو المربي.
من سن 3 – 6 أشهر:
– يرتج أو يستيقظ عند سماع الصوت إذا كان نائما.
– يحرك عينيه أو رأسه عند سماعه لصوت مألوف.
– يلعب أو يتحرك عند سماعه للصوت.
من سن 6-10 شهور:
– يستجيب عند سماع اسمه.
– يفهم كلمات مثل «لا» أو «باي باي».
من سن 10-15 شهرا:
– يستطيع ترديد كلمات بسيطة وأصوات يصدرها.
– يقوم بالإشارة أو يحاول الإمساك ببعض الأشياء التي تطلبها منه.
من سن 12-18 شهر:
– يستطيع أن يستجيب لأوامر مألوفة محددة.
– يستطيع تسمية 7 كلمات.
سن 24 شهرا:
– يفهم عندما تناديه من غرفة أخرى.
– يستطيع أن يتعرف على أعضاء الجسم.
– يفهم من 50 إلى 250 كلمة.
– يركب جملة من كلمتين مثل «ماما كمان»، «بابا راح».