تميزت مجموعة أنجي شلهوب الاخيرة في عرضها الأخير للأزياء بالأنوثة والرقي، حيث سيطرت على تصاميمها الالوان الهادئة التي تظهر الأنوثة المطلقة، فيما الأقمشة كانت متنوعة بين المخمل والدانتيل والجورسيه، وكذلك الفضية أو الذهبية اللمعان. أما تصاميمها التي كانت مستوحاة من النجمة الراحلة اليزابيث تايلور، فقد كانت كلها متسمة بالرقي، الى جانب الخفة في القصات البسيطة والمختلفة، فتمنح المرأة الاطلالة الراقية والمتألقة في آن. وقد حرصت شلهوب على استخدام الألوان الهادئة، مركزة على الأزرق، والأحمر الهادئ الخفيف، الى جانب الاسود والفضي والذهبي.
واستخدمت شلهوب في المجموعة التي عرضتها أخيراً في فندق مونارك في دبي، والتي تألفت من 15 قطعة، التفاصيل البسيطة التي تظهر الرقي في القطعة، وتمنح المرأة الاطلالة الكلاسيكية والراقية. ويمكن التدليل على ان الأقمشة التي تدلت على الأكتاف كأكمام في أكثر من تصميم، أبرزت هذه النزعة. أما حب المصممة اللبنانية التفاصيل البسيطة، فقد بدا واضحا في تصميم الفستان، الذي تميز بالدبوس الموضوع في الخلف، وكذلك في الثوب الذي عملت فيه على الدانتيل على الظهر، واكتفت ببساطته من الامام. والجدير ذكره ان شلهوب تهتم كثيرا بالقصات التي تبرز أنوثة المرأة، فتختار ما يبرز جمال جسدها ونعومتها، حيث تبرز منطقة الخصر أو الصدر بشكل راقٍ ومميز. أما لجهة التطريز فقد حرصت شلهوب على اضافته بشكل خفيف، فبدا موجوداً في بعض القصات وعلى بعض السترات، واختفى من بعض التصاميم لتستعيض عنه بالأقمشة اللامعة، أو حتى من خلال الترتر.
قالت شلهوب في حديث خاص عن مجموعتها، «استوحيت المجموعة من إليزابيث تايلور، وبالنسبة لي ان هذه النجمة التي توفيت هذا العام، هي عبارة عن أيقونة رائعة تمثل الاشراق، والى جانب مجوهراتها، كانت مميزة بأزيائها، فقد ارتدت من اشهر المصممين». ولفتت الى ان وفاة تايلور تزامن مع بداية تحضيرها المجموعة، ولهذا حرصت على ان تقدم ما هو مستوحى منها ومن ملابسها، لاسيما ان ملابسها ستعرض قريبا في مزاد، الى جانب الشبه بين تايلور ووالدتها. وأكدت أن تايلور كانت نجمة صاحبة هالة مميزة، وفي الوقت نفسه كانت تحرص على ان تجمع بين الأناقة والبساطة. واعتبرت شلهوب ان البساطة في التصاميم تعنيها كثيرا، ولهذا تحرص على ان تجعل القطع متميزة ومختلفة عما هو مألوف. واعتبرت ان بعض اللمسات الخفيفة تبرز القطع بأسلوب مختلف، ولهذا تجعل كل تصميم لديها مختلفاً عن الآخر بهذه التفاصيل البسيطة التي تبرز القطعة معقدة.
أيقونة
وحول البداية في التصميم شددت شلهوب على أهمية ابتكار الاقمشة، حيث تعتمد ابتكار أقمشتها الخاصة التي لا تكون موجودة في الاسواق، ما يجعلها قادرة على تقديم قطع خاصة جدا. ولفتت الى انها قدمت في المجموعة أقمشة مبتكرة، وحرصت على ان تضع عليها اللمعان الفضي والذهبي، وكذلك حرصت على ادخال عنصر المفاجأة، فهذا يجعل القطعة تعلق في أذهان الناس، لأن مفاجأة الناس بحركات بسيطة مهم جدا، ويمنح التصاميم الاختلاف.
أقمشة
أما بخصوص الأقمشة المطرزة بالخرز الاسود او الفضي، فقد اعتبرتها شلهوب اكثر الاقمشة التي تمنح المرأة أنوثة. وشددت على أنها كمصممة أزياء وكامرأة تستطيع ان تفهم احتياجات النساء، وماذا يرغبن، وما غايتهن من التصميم. واعتبرت شلهوب أن المرأة تحب أن تظهر متفردة بما ترتدي، ولكن في الوقت نفسه ليس تماما، أي أن تبدو مميزة فتحافظ على الحد الفاصل بين المبالغة وما هو عادي، حيث تقف في ملابسها في نقطة الوسط بين الاثنين. وحول الخاصية التي ظهرت في المجموعة التي بدت كأنها تصاميم للسجادة الحمراء، قالت شلهوب: «عندما بدأت في مهنة تصميم الأزياء، حرصت على ان أظهر كل امرأة كأميرة، وكذلك أن أؤكد أننا لا نحتاج الى السجادة الحمراء، بل نحن لدينا احتفالاتنا التي تجعلنا نظهر اميرات، لأننا لا نحتاج لأي لقب، وإنما التعامل والتعاطي هو الاساس، وهو الذي يولد الاحترام من قبل الآخرين». واضافت «ان المرأة في العالم العربي تحب الترف في الاناقة، وتبحث عن التألق والفخامة، بينما في أوروبا هم ليسوا معتادين على هذا الاسلوب في الأزياء، بل يفضلون كل ما هو بسيط».
أما في ما يتعلق بالتنفيذ، فأكدت أنها استغرقت ما يقارب الستة أشهر، موضحة أن المجموعة محدودة الانتاج، وقد بدأت بالتحضير لها في باريس في ابريل الماضي. وأكدت أنها تدقق في كل التفاصيل في أثناء التنفيذ، فتفضل رؤية التجربة من القماش المختار للتصميم، حيث ترى القماش وكيف ظهر على التصميم للتأكد من انعدام وجود أية عيوب، لأن بعض الأقمشة لا تناسب مختلف القصات، أو انها عند التنفيذ تظهر بشكل مختلف. ولفتت الى أن هذه المجموعة ستكون موجودة في دبي والسعودية، مؤكدة أنها لا تريد أن تخرج من «بوتيك اتوال» الخاص بها، معتبرة هذه الخطوة من الخطوات التي تتطلب الجرأة، علماً بان القطع طلبت لتعرض في بريطانيا ودول اخرى. واعتبرت ان افتتاح علامة انجي باريس هي الخطوة الاولى التي يجب أن تخطوها قبل أن تقدم تصاميمها في أي مكان او ضمن اية مجموعات، أو حتى في العروض العالمية المختلفة.
إيحاء باريسي
لم تقدم أنجي شلهوب مجموعتها على طريقة «الكت ووك» التي تعتمد على وجود منصة لعرض الازياء، ومرور العارضات يكون سريعاً. فقد اتبعت اسلوباً مختلفاً، أتاحت من خلاله مرور العارضات بين الحضور لتقديم التصاميم، مع وجود شباب يساعدون العارضات في الصعود الى الحضور، الأمر الذي منح العرض ايحاء الحفلات الباريسية لجهة الاتيكيت وطريقة التعاطي مع السيدات.