هل هو ترويج للبدانة أم صرخة في وجه موضة الحميات الغذائية التي تتبعها بنات أجيال اليوم، والتي باتت تشكل خطراً على حياتهن؟ ربما السبب الأول غير مقبول لأن البدانة تتسبب بمشاكل عديدة وتسعى المنظمات العالمية المعنية بالصحة الى مكافحتها للتقليل من مخاطرها على حياة الأفراد. في حين أن السبب الثاني مقنع تماماً. لكن مهما كانت الاسباب، يبقى إنتخاب ملكة جمال بدينات العرب 2013 حدثاً جديداً تابعه الكثيرون الذين عبروا عن آرائهم المختلفة، بين مؤيد ورافض، على مواقع التواصل الإجتماعي.
حيث كسر العرب القاعدة للمرة الأولى في تاريخ الجمال بإختيار ملكة جمال للنساء البدينات.
الحدث كان مباشراً من خلال برنامج “أحمر بالخط العريض” الذي عُرض على شاشة الـ” ال بي سي” اللبنانية، والذي أعدّه وقدمه الإعلامي مالك مكتبي.
بدأ الحفل بالاعلان عن لجنة تحكيم دولية مؤلفة من إختصاصية الجمال والمظهر لمى لاوند، الصحافية الكاتبة والشاعرة جمانة حداد، رئيسة الفرع العربي لجمعية الرضى عن الذات السيدة فاطمة باركر وملكة جمال بدينات فرنسا للعام 2013 جوليا كاستيللي.
المشتركات عددهن 10، حضرن من لبنان والدول العربية للتنافس على اللقب وتراوحت اوزانهن ما بين 80 و140 كيلوغراماً.
مرور المتنافسات الأول كان بلباس الكاجوال، تلاه مرور بلباس البحر، حيث تحفظت بعضهن على الظهور شبه عاريات أمام الكاميرا وفضلن الشورت الطويل بدل المايوه. بينما كان المرور الأخير بلباس السهرة حيث اللون الأسود كان الطاغي على معظم الفساتين التي تم إختيارها.
تميزت المشتركات بحس الفكاهة، الثقة بالنفس والتصميم العالي لكسر “تابو” ما يسمى البدانة، وبرهنَّ أن المرأة يمكن أن تكون جذابة، ناجحة وتعيش حياة طبيعية رغم زيادة وزنها وإختلافها عن الأخريات من حيث الشكل وليس المضمون.
عضو لجنة التحكيم جمانة حداد شددت على أهمية هذا الحدث، معتبرة أن موضوعه يشكل تحدياً؛ تحدي المرأة البدينة لنفسها قبل أي شيء حيث الثقة بالنفس وحب الذات هي أولى الخطوات لتقبل المجتمع لها، إذ عليها أن تحب نفسها أولاً كي تكسب حب الناس وإعجابهم.
أما إختصاصية الجمال والمظهر لمى لاوند فأشارت أنها شاركت في هذا الحدث، لتقول إنها ضد النحافة المرضية، كما أنها بالوقت نفسه ضدّ البدانة المسببة للأمراض ووصفت الحدث بالـ”قنبلة”، ودعت أن يكون خطوة أولى لجذب مصممي الأزياء للالتفات الى النساء البدينات أيضاً.
وفي ختام الحفل تم إختيار دنيا كمانا، من طرابلس لبنان، وصيفة ثانية وزينة هدالي، من تونس، وصيفة أولى وتوِّجت اللبنانية اليانا نعمة 21 سنة ملكة جمال بدينات العرب للعام 2013.
اليانا نعمة من بلدة تنورين، طولها 170 سنتمتراً ووزنها 110 كيلوغرامات. والسؤال الذي وجِّه إليها من قبل لجنة التحكيم، كان عمّا إذا كانت مستعدة لإنقاص وزنها من أجل الرجل الذي تحب، وجوابها كان أنها تعرضت لهذا الموقف من قبل حيث كان شرط حبيبها إنقاص وزنها قبل الإرتباط بها رسمياً، لكنها رفضت الأمر كون الذي سيختارها لشكلها الخارجي لا بد وأن يمل منها بعد حين، وهي تفضل الشريك الذي يحبها لجمال روحها وشخصيتها.
الى جانب اللقب والتاج حصلت ملكة جمال بدينات العرب على جوائز تفوق الخمسين الف دولار أميركي.
ولعل اللافت خلال الحفل، كان وجود المشتركة المحجبة نورا زين الدين، 42 سنة من بعلبك لبنان، التي إشتركت لتقول إن الدين يحب الجمال ولا عيب في إشتراك المحجبات في المسابقات الجمالية، كذلك خفة دم المشتركة اليسار بدوي من بيروت، صاحبة الوزن الأعلى (140 كيلوغراماً).
ويبقى السؤال، هل ستكون هذه الخطوة فاتحة خير لتخطي عقدة جمال الشكل في عالمنا العربي؟ أم ستبقى مجرد حدث جمالي “كوميدي” أضحك الناس وشغلهم على مواقع التواصل الإجتماعي لفترة محدودة؟